رغم مرور بضعة أيام فحسب على بدء أطول كابل بحري في العالم بنقل الطاقة الكهرومائية من النرويج إلى المملكة المتحدة، ظهرت بالفعل مخاوف إزاء عدم امتلاك النرويجيين ما يكفيهم من الطاقة، فيما تضرب أزمة طاقة أوروبا الشمالية بسبب نقص المياه.
وذكرت النسخة العربية لصحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية أن الدول الاسكندينافية تواجه حالياً تدهور كبير في أمن الطاقة، حيث تجف الخزانات التي تمد عملية توليد الطاقة الكهرمائية بالمياه. ونتيجة لذلك، ترتفع أسعار الطاقة ارتفاعاً جنونياً، وقد تضاعفت تكاليفها في الدول الاسكندينافية خمس مرات خلال سبتمبر العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.
وتعتمد النرويج على نحو كامل تقريباً على الطاقة الكهرومائية التي ساعدت بشكل كبير في تنمية وتطور البلاد خلال القرن التاسع عشر، فيما تغطي الطاقة الحرارية وطاقة الرياح، التي بدأت البلاد استغلالها منذ وقت قريب، نسبة ضئيلة.
ويوجد في النرويج أكثر من ألف خزان للطاقة الكهرومائية يزيد إجمالي طاقتها الاستيعابية على 87 تيراواط/ساعة، ولكن بسبب تساقط الأمطار بمعدّل أقل من المتوسط، وصلت الخزانات إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقد خلال هذا الوقت من السنة.
وفيما اعتبر الكابل الجديد الذي يصل المملكة المتحدة بالنرويج سبيلاً لتوصيل طاقة نظيفة إلى المملكة المتحدة قادرة على تلبية حاجة 1.4 مليون منزل، سوف تساعد هذه الوصلة كذلك في تحقيق التوازن في الشبكة وستكون قادرة على مدّ النرويج بطاقة تولّدها الرياح، إلا أنه في ظل انخفاض منسوب المياه في الخزانات، تزداد دواعي القلق بشأن الأثر الأوسع للقيود على الطاقة، لا سيّما خلال فترة التعافي من جائحة فيروس كورونا.