الخميس 16 مايو 2024

بَعدَ فَواتِ الأَوانِ.. القصيدة الـ12 من ديوان «ترمي بشرر» لـ عمر هزاع

الشاعر عمر هزاع

ثقافة13-10-2021 | 00:50

دار الهلال

تنشر "دار الهلال" القصيدة الحادية عشرة من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.

القصيدة الثانية عشرة من الديوان: بَعدَ فَواتِ الأَوانِ

مَتى سَأَعبُرُ مِن سُمِّ المَواوِيلِ؟

لِلأُغنِياتِ!

وَأَنجُو مِن عَزازِيلي؟! (*)

مَتى؟

وَعُمرِيَ فِي تَرحالِهِ جَمَلٌ؛ عَلى المَواجِعِ؛ يَمشي دُونَ تَعدِيلِ!

أَمشي..

وَحُزنِيَ فِي الدُّنيا مُعادَلَةٌ عَسِيرَةُ الحَلِّ..

مِن فَرطِ المَجاهِيلِ..

يا قِبلَةً..

كُلَّما يَمَّمتُ وُجهَتَها تَعَرَّضَتْ لِي الرَّزايا..

كَالأَبابِيلِ..

هُناكِ..

سَبَّحَ قَلبي بِاسمِ مَن وَعَدَتْ..

فَأَخلَفَتْ..

وَتَخَلَّتْ عَن تَراتِيلي..

وَلا تَزالُ لِدَمعي ضِفَّتانِ..

عَلى كُلٍّ تَخَبَّطَ نَهرٌ بِالعَراقِيلِ..

وَفِي شَظايايَ أَحلامٌ مُعَلَّقَةٌ عَلى الفَتِيلِ..

وَلا زَيتٌ بِقِندِيلي..

أَلَم يَقُولُوا:

بِهَذا الكَونِ مُتَّسَعٌ؟!

وَفِي الخَيالِ نِطاقٌ لِلتَّآوِيل؟!

لِم عَلَّلُونِي كَضَوءِ البَرقِ ثُمَّتَ؛ إِذ دَوَّتْ رُعُودِيَ؛ ما اهتَمُّوا بِتَعلِيلي؟!

هُم أَقنَعُونِيَ بِالتَّجوالِ..

مُضطَرِبًا..

وَأَقنَعُوا الرِّيحَ أَن تُعنى بِتَضلِيلي..

وَحِينَ جِيءَ بِقُربانَينِ, قِيلَ:

دَعُوا قُربانَ هابِيلَ..

وَانضَمُّوا لِقابِيلِ..

وَلتَقتُلُوهُ..

فَلا غِربانَ حاضِرَةٌ سِوى قَصائِدِهِ الثَّكلى..

بِكشكُولِ..

أَنا ابنُ صَمتِي..

وَأَنَّى استَنطَقُوا لُغَتي..

أَوحَتْ إِلَيهِم كِتاباتي بِتَحلِيلي..

فَحَرَّمُوني..

وَقالُوا:

مَيِّتٌ..

وَكَذا يَمضي الغَرِيبُ..

فَلُوحي بِالمَنادِيل..

سَيَنسِلُ النَّفَسُ الحَيرانُ..

حِينَئِذٍ؛ تَسَلَّلِي..

وَعَلى جُثمانِهِ سِيلِي..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عزازيل:

يقال إنه اسم الشيطان قبل خروجه من الجنة, وقبل أن يبلس (يطرد وييأس) من الرحمة ويسمى (إبليس).

يذكر أن عمر هزاع شاعر سوري حائز على العديد من الجوائز الدولية، له تسعة دواوين شعرية مطبوعة حتى عام 2021، وأكثر من ألفي قصيدة منشورة، وحول تجربته؛ التي امتدت لأكثر من 33 عامًا؛ الكثير من الدراسات والبحوث في مختلف الجامعات العربية، إضافة لدراسات نقدية واسعة في كتب ومجلات أدبية محكمة.