اعتبرت صحيفة السياسة الكويتية الانتخابات العراقية الأخيرة الامتحان الصعب لكلِّ القوى السياسية، لا سيما عملاء إيران، الذين حاولوا منذ البداية منعها، غير أنهم اصطدموا بإصرار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على إجرائها؛ للخروج من النفق.
وذكرت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم /الأربعاء/ تحت عنوان "الانتخابات العراقية تُنهي عصر الظلام الإيراني" - لا شكَّ أنَّ الكاظمي مشى طوال ولايته في رئاسة الوزراء بحقل ألغام؛ ما منعه من تحقيق كلِّ العهود التي قطعها أمام شعبه، لكنه في الوقت نفسه حقق الكثير مما يُمكن البناء عليه، خصوصاً في ما يتعلق بإعادة بلاده إلى الحضن العربي، وتقليم أظافر إيران تمهيداً لتحجيم دورها.
وأشارت إلى أن تراجع قوة النفوذ الملالوي لم يقف عند حدود العراق، فهو أيضاً مُني بانتكاسة كبيرة في سوريا، أما في اليمن فبات على مشارف الاحتضار، وليست رسائل التودد التي يُرسلها وزير خارجية طهران الجديد حسين عبداللهيان إلى دول الخليج العربية، إلا محاولات لإنعاش عصابته الحوثية المرفوضة شعبياً، وإقليمياً، بل دولياً أيضاً.
وقال إن المشهد الذي توضحت معالمُهُ بالكامل في العراق يبدو أنه سيتكرر في لبنان حيث يُحاول "حزب الله" وزعيمُهُ حسن نصرالله الهروب من مواجهة حقيقة تورُّطه في انفجار مرفأ بيروت- أفظع كارثة شهدتها البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية- عبر السعي إلى رشوة المواطنين بديزل مهرب من إيران، في محاولة لتحسين وضعه الانتخابي في الانتخابات التي ستُجرى بعد ستة أشهر، وبعد الأزمة الخانقة التي تسبَّب بها.
وأكدت أنه انطلاقاً من هذه المُعطيات كانت نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة الرسالة الأكثر وضوحاً لرفض التدخلات الإيرانية في الإقليم، وتصميماً على قطع يد الإرهاب الفارسي في العراق، الذي يعتبر الشريان الحيوي، مذهبياً، لتغذية التدخلات الملالوية تحت عناوين تمكين الشعوب من تقرير مصيرها، فيما الحقيقة أن النظام ذاته لديه مشكلة كبيرة مع غالبية شعبه من حيث استمراره بالقمع المُمنهج لمنع أي تحوُّل ديمقراطي حقيقي يُنهي عصر الظلام المُخيِّم على إيران منذ 42 عاماً.