بقلم عادل عبد الصمد :
قدمت مجلة المصور، في 23 يونيو 1950، تحقيقا شيقا لاحتفالات أهل المحروسة بقدوم شهر رمضان في زمن الملك فاروق، وسجل المصور رياض شحاته بعدسته كيف احتفل الملك بليالي رمضان.
ونشرت المجلة الوصف لحفل الإفطار قائلة، "بدأ الوزراء والكبراء ورجال الدولة يفدون على قصر رأس التين ليستمعوا لآيات القرآن الكريم، وأقيم سرادق متسع على مقربة من القصر لاستقبال الذين يريدون سماع آيات الذكر الحكيم، ويموج السرادق كل ليلة بأبناء الشعب من مختلف الطبقات وهي مأدبة إفطار ملكية دُعيَّ إليها الأمراء والوزراء ورجال الأزهر والسلك الدبلوماسي ورؤساء ووفود جامعة الدول العربية، كما أقيم سرادق كبير في حديقة القصر على قرب السلاملك ثم تفضل الملك فصافح المدعوين وقالت المجلة (صافح الملك مدعويه بنفسه وسمح لأعضائه وفود جامعة الدول العربية بأن يحضروا الموائد بملابسهم العادية فكانت مفاجأة لهم، ثم انطلقت قذيفة مدفع الإفطار، لتسلط الأضواء الكاشفة على قصر رأس التين، وتبدو معالم جماله.
وبعد انتهاء الأذان دار السفرجية على الحاضرين بأكواب من شراب الورد، ووضع النحاس باشا رئيس الوفد بضع قطرات من الدواء في كوبه فتمنى له الحاضرون الشفاء، وبعد الانتهاء من الإفطار صلى الأمير عبد الكريم الخطابي ببعض المدعوين وصلى الشيخ أبو العيون بمجموعة أخرى.
اعتاد الملك فاروق، أن يبدأ رمضان بإرسال مندوب للمحكمة الشرعية للتأكد من ثبوت الرؤية، وكان يأمر بأن يضاء قصر عابدين بالأنوار لإحياء ليالي رمضان، وإعداد عدد كبير من المقاعد في الفناء الداخلي لجلوس الضيوف الذين يأتون يوميا لسماع القرآن الكريم، وكان الملك فاروق يؤدي صلاة أول جمعة في رمضان بمسجد الرفاعي مع العلماء.
وكان الملك يقضي رمضان في قصر التين بالإسكندرية عندما يأتي رمضان في الصيف؛ هربا من حرارة القاهرة، وكان من عادته أن يلقي خطابا للشعب المصري عبر الإذاعة الأهلية في أول ليلة رمضانية.
تمتد الموائد طوال شهر رمضان، في ساحة قصر عابدين؛ للإفطار والسحور وخصص الملك العديد من المطاعم المنتشرة في القاهرة ليذهب إليها الفقراء وتتولى إدارة الخاصة الملكية دفع قيمة المأكولات من الإفطار والسحور .
تسرد مجلة المصور تفاصيل ما يحدث داخل القصر الملكي في رمضان عام 1950، عن وجبة الإفطار التي يتناولها الملك فاروق مع أسرته بعيدا عن الموائد العامة والضيوف.
وعن وجبة الإفطار على المائدة الملكية في رمضان مكونة من صنف واحد من اللحوم وفطائر وبيض بالبسطرمة وبطاطس ومسقعة وأرز ثم الكنافة والفواكه.