الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

أخبار

معني حديث «اتّقوا النار ولو بِشقّ تمرة» والدروس المستفادة منه

  • 13-10-2021 | 12:22

اتقوا النار ولو بشق تمرة

طباعة
  • سالي طه

في حديث عن النبي ذكر قول اتقول النار ولوبشق تمرة، ولكن قد لا يعرف البعض معني االحديث وا المقصود منه، كما أن هناك دروس مستفادة من هذه الحديث منها الحث على القيام بالأعمال الصالحة والإكثار منها، وفي هذا الصدد، تقدم بوباة "دار الهلال"، معني الحديث والدروس المستفادة منه كالآتي:

ـ روى الإمام البخاريّ في صحيحه، عن الصحابيّ عدي بن حاتم الطائي، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاح، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاحَ ثَلَاثًا، حتَّى ظَنَنَّا أنَّه يَنْظُرُ إلَيْهَا، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)، وقد ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- الحديث بعد أن ذكر النار، واستعاذ بالله منها، ثمّ أعرض بوجهه ثلاث مرّاتٍ علماً بأنّه كان دائم التحذير لأمّته من النار؛ شفقةً عليهم، ورحمةً بهم، وذلك من خلال حَثّهم على أداء العبادات والطاعات التي تَقيهم منها؛ حيث حَثّهم في الحديث السابق على البذل من المال، والأخلاق الحسنة التي تَقي من النار ولو كانت يسيرةً قليلة.

ـ وصف الرسول -عليه الصلاة والسلام- القليلَ بنصف التمرة، ودلّ الحديث النبويّ على أنّ الكلام الطيّب النافع من أفعال الخير التي يُؤدّيها المسلم؛ إذ جعله الرسول -عليه الصلاة والسلام- كالتصدُّق بالمال، ومشتركاً معه في تحقيق الأثر في النفس؛ فهما يُدخلان السرور إليها، وأمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بداية الحديث بالتقوى، والتي يُراد بها: أداء الأعمال الصالحة، واجتناب الأعمال التي ورد النهي عنها، ولا بدّ من ذلك في الأعمال كلّها؛ سواءً كانت عظيمةً، أم لا.

ـ يحمل الحديث النبوي السّابق تأكيداً لما دلّ عليه قول الله -سبحانه-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، في الحثّ والترغيب في أداء الأعمال الصالحة، وعدم التقليل من شأنها، وبذلك تحصل الوقاية للعبد من النار، وفي ذلك يقول ابن حجر العسقلانيّ -رحمه الله-: "وفي الحديث الحثّ على الصدقة بما قلّ وبما جّل، وأن لا يحتقر ما يتصدّق به، وأنّ اليسير من الصدقة يستر المتصدّق من النار"، وبذلك يعتاد العبد على الصدقة دون النظر إلى قيمتها.

الدروس المستفادة من حديث اتّقوا الله ولو بِشقّ تمرة

ـ الإكثار من الأعمال الصالحة، والمُداومة عليها، وتعويد النّفس على الامتناع عن الأعمال السيّئة.

ـ الصدقة سبب في دخول الجنّة، والوقاية من النار، ومن أنواعها أيضاً الكلمة الطيّبة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن الصدقة: (الصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ).

ـ ستر الذنوب، ونيل المغفرة من الله، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في روايةٍ أخرى للحديث: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا وسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ، ليسَ بيْنَ اللَّهِ وبيْنَهُ تُرْجُمانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فلا يَرَى شيئًا قُدّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يَتَّقِيَ النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ).

اقرأ أيضا:

لزوال الهم والحزن.. أذكار الصباح

تجلب الرزق.. فضل صلاة الشروق