الإثنين 29 ابريل 2024

الرئيس يكشف حجم جهود مصر لمكافحة الإرهاب بقمة "فيشجراد".. وخبراء: تشهد تطورًا ملحوظًا

الرئيس السيسي في تجمع دول فيشجراد

تحقيقات13-10-2021 | 18:00

مؤمن سيد

كافحت مصر الإرهاب كما لم تفعل دولة منفردة أبدا، واستطاعت في السنوات الخمسة الأخيرة أن تقلص حجم العمليات الإرهابية، واستطاعت وضع استراتيجية تعتمد على التنمية للقضاء الكامل على الإرهاب، كما احتضنت اللاجئين كضيوف على مصر، وتعاملهم معاملة المواطن المصري، تقدم لهم الرعاية في كل المجالات، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته في قمة تجمع فيشجراد في المجر، كما أكد على أهمية التعاون الدولي لحفظ حقوق اللاجئين والقضاء على الإرهاب في العالم كله.

تعاون وثيق بين المؤسسات

وقال اللواء محمد زكي الألفي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية في تصريحات لـ "دار الهلال"، إن جهود الدولة لمكافحة الإرهاب ليست متمثلة في جهة واحدة، فهي ليست كما يظن البعض في اتجاه القوات المسلحة أو القوة الأمنية فقط، ولكنها جهود شاملة، على رأسها التنمية، فتدخل في مجال التعليم والصحة والدين وخدمة المجتمع، فكل هذه الجهود تتكاتف وتتضافر في مكافحة الإرهاب. 

وقام الرئيس السيسي في كلمته في قمة تجمع فيشجراد بمناقشة عدة أزمات بالمنطقة، وأكد على أهمية تنمية حقوق الإنسان، وتضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، فهو لم يعد يهدد دول منفردة، وإنما العالم ككل، كما أشار إلى أن مصر تستضيف 6 مليون لاجئ، ومع ذلك مصر لم تقم معسكر لاجئين واحد. 

وتابع: الإرهاب لا يستهدف جبهة واحدة، وإنما يباشر العديد من المجالات وأهمها الجانب الفكري، بنشر أفكاره وثقافته، وإن من أقوى الأمثلة المصرية على مكافحة الإرهاب هي سيناء، حيث أن حجم الاستثمارات في سيناء بلغ 700 مليار جنيه، وقد تم في سيناء إنشاء أنفاق وطرق، ومدن جديدة وقرى جديدة، والعديد من المنشآت، فهذا استثمار لم تشهده في تاريخ مصر، وتهتم مصر بتنمية كل المدن المتطرفة.  

وأضاف إن خطر الإرهاب دائما يأتي من نقاط الاتصال الحدودية مع الدول الأخرى، حيث قد يتسلل من هذه النقاط بعض العناصر الخطرة، وقد تصدت مصر لهذا حيث عززت قوى حرس الحدود في السنوات الأخيرة، ونشرت قوات على كافة الاتجاهات، كما دعمت الجيش بأجهزة حديثة لمراقبة أي أخطار قد تطرأ، فالمخاطر لا تموت ولكن مصر تظل يقظة لمحاربتها.  

وتابع أن تعاون مصر مع دول فيشجراد سيسهم بشكل مباشر في مكافحة الإرهاب، فالرئيس السيسي أكد على أهمية الدعم التكنولوجي، فإن زيادة الدعم التكنولوجي ضرورية جدا في القضاء على الإرهاب، وكذلك التعاون مع تلك الدول في مجال التعليم لنقل خبراتهم المختلفة إلينا، خصوصا خبرات مجال التصنيع، وتقوم مصر بمنع الهجرة الغير شرعية إلى هذه البلاد، مما يدعم أمن واستقرار تلك الدول بشكل كبير.  

وأشار إلى أهمية البحث عن التعاون الدولي المشترك في قضية اللاجئين، فمصر ترعى 6 مليون لاجئ، ومصر لا تقيم معسكرات لاجئين لهم مثل ما تفعل باقي الدول، ولكنها تدمجهم في قلب الشعب المصري، ويستفيدوا من كل ما هو موجود على أرض مصر من بنية تحتية، ورعاية اجتماعية، وصحية وتعليمية، فيُعامل معاملة المواطن المصري.  

 وأشار أن كل هذا يمثل تكلفة عالية على الاقتصاد المصري، ويتحمل عبئها المواطن المصري، فيجب بحث سبل التعاون مع الدول الخارجية، وتوضيح الموقف المصري أمامهم، ومن يمكنه منهم أن يقدم الدعم يقدمه، لأن اللاجئين في مصر يمثلون حجم دولة أخرى. 

تطورات كبيرة بمكافحة الإرهاب

بينما وصف اللواء عادل العمدة مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، التطورات في مكافحة الإرهاب في مصر بأنها عظيمة جدا، لافتا إلى تبني مصر استراتيجية لمكافحة الإرهاب في السنين الخمسة الأخيرة، والدليل هو تقلص عدد العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة، فنجحت استراتيجية مصر في تعزيز أمن واستقرار البلاد بشكل كبير.  

وعن تجمع فيشجراد، أوضح اللواء العمدة في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن دول التجمع تمثل وسط أوروبا، وبالتالي فإن الهجرة غير الشرعية تمثل أزمة كبيرة بالنسبة لهم نتيجة تسلل الأفراد من الدول المجاورة، وكذلك هذه الدول متأثرة بشكل كبير بالإرهاب، ولها استراتيجية لمكافحته، فالتعاون الدولي في هذا المجال على درجة عالية من الخطورة. 

 وتابع: "لأن في أغلب الأحيان يكون هناك ارتباط بين العناصر والمنظمات الإرهابية في كل دول العالم، فالإرهاب عديم الوطن، وبالتالي يتواجد بكل دول العالم، مما يتطلب مكافحة وتبادل معلومات على المستوى الدولي، في سبيل القضاء على تلك الآفة التي تنتشر في المجتمعات، وتحقيق انتصار على الإرهاب، وقد استطاعت مصر تحقيق نجاح واضح في هذا المجال بشهادة المنظمات الدولية والدول الأخرى". 

وعن رعاية اللاجئين، قال إن مصر دولة ذات أخلاقيات عالية وكرم ضيافة، ولها أسس وضوابط منذ فجر التاريخ وحتى الآن، فلا تتعامل مصر مع من يلجأ إليها على أنه لاجئ، وإنما تعامله كضيف، فلا تضعه في معسكرات كما تفعل الدول الأخرى، فالدولة تعامله كمواطن مصري، وهو ما يعكس طبيعة الشعب المصري المحتضن لكل اللاجئين، وتوفر لهم الدولة كل سبل الراحة. 

 وأوضح عن التعاون مع دول فيشجراد في هذا الصدد، أن تبادل الخبرات في ذاته مكسب عظيم لكلا الجانبين، وهو ما يساعد في حل أزمات المنطقة، وأهمها القضية الفلسطينية، وهي تعد لب الأزمة في المنطقة، والتعاون سيشجع على إيجاد حلول للأزمة، وحل العوامل التي تحد من فرص المصالحة، فهذه قضايا تهم دول التجمع ومصر.  

وأضاف أن دول فيشجراد تمثل أوروبا الوسطى، فهي دول تمثل تأثير كبير على أوروبا، وكذلك أنها دول في الاتحاد الأوروبي، وتتحرك في مظلة حلف الناتو، مما يزيد من ثقلهم الدولي، مضيفا إن مصر هي الدولة الثالثة التي يتم دعوتها لحضور القمة بعد اليابان وألمانيا، وهذا يعكس أهمية دور مصر الإقليمي والدولي، ولمصر نجاح كبير في صدد النمو الاقتصادي ورعاية اللاجئين. 

Dr.Randa
Dr.Radwa