السبت 18 مايو 2024

متحف الإسكندرية القومي يكشف لغز تخطيط «معبد الأقصر» على هيئة إنسان

قطعة من المتحف

محافظات13-10-2021 | 12:28

جميلة حسن

كشف متحف الإسكندرية القومي، عبر منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن السر وراء تخطيط معبد الأقصر على هيئة إنسان.

وأوضحت عزة خميس، أمين المتحف، في منشور على الصفحة الرسمية، أن الفضل في إثبات المفاهيم العميقة في الفكر المصري القديم لأشياء مثل "الميتافيزيقيا وعلم الفلك وعلم التشريح البشري" ينسب إلى باحث وكاتب فرنسي يدعى "شوالر دي لوبيتش" Schwaller de Lubicz، فبدلًا من أن يكتب المصريون القدماء أسرارهم في نصوص متاحة للعامة، نقلوا تعاليمهم من خلال الرموز. ولم يكن هذا لمجرد الحفاظ على سرية الأمور؛ ولكن الرمزية التي اتبعوها هي الطريقة الأكثر فاعلية لتقديم الأفكار المتعلقة بحضارتهم.

وانتقل شوالر دي لوبيتش إلى مصر واختار الأقصر مكانًا لإقامته هو وعائلته، ومكث بها لأكثر من خمسة عشر عامًا لدراسة معبد الأقصر دراسة وافية منذ عام ١٩٣٦ إلى عام ١٩٥١، حيث قام بقياس كل جزء من المعبد، بالإضافة إلى فحص جميع النقوش البارزة على جدرانه.

وقدم نتائجه خلال مرجع عام ١٩٧٧ بعنوان: The Temple in Man: The Secrets of Ancient Egypt. وأيضًا نشر لنفس الكاتب مجلد آخر عام ١٩٨١ بعنوان:The Temple in Man: Sacred Architecture and the Perfect Man، وأتبعه بمجلد ضخم عام ١٩٩٨، مكون من جزئين ويضم أكثر من ٤٠٠ رسم توضيحي وصورا فوتوغرافية تشكل "معبد الإنسان"، وذلك نتيجة لتعاون مشترك بين العالم شوالر مع عالم الآثار الفرنسي كليمان روبيشون وعالم المصريات ألكسندر فاريل.

وأضافت أن غرضه الأساسي كان تقديم الدليل على أن معبد الأقصر هو حالة فريدة لما يسمى هندسة جمال المناظر، حيث أصبح معبد الأقصر محط اهتمام جميع الباحثين لمعرفة الغرض من تصميمه على هيئة إنسان، وذلك من خلال أحجاره وتناسق بنائه على نسب جسم الإنسان، وقصة خلق الإنسان وتطوره وعلاقته بالكون. 

وكان من المعتقد أن جسم الإنسان يمثل "صورة مصغرة للكون"، (رأسه المفكر) هو "قدس الأقداس" بنهاية المعبد حيث يسكن الإله الذي يدير الكون، وجسم الإنسان هو جسم المعبد بالكامل الممتد الذي يمثل جموع البشر التي تحتشد فيه. بداية من فناء الملك رمسيس الثاني الذي يتكون من ٧٤ عمودا، ثم فناء الأربعة عشر عمودا، مرورا بفناء الملك امنحتب الثالث، لنصل إلى نهاية المعبد بمنطقة "قدس الأقداس" وهي رأس الإنسان المفكر.

وقام شوالر دي لوبيتش بإعداد رسم بياني لنسب الهيكل العظمي للإنسان حسب علم المقاييس الحيوية (Biometry) وطابقها بخريطة النسب الهندسية لمعبد الأقصر، فوجد هناك تطابقًا بين الاثنين، حيث أن الـ Biometry علم لتحقيق شخصية الإنسان عن طريق مكونات الأجسام البشرية؛ لأنه يضم وسائل التعرف على الهوية للأشخاص تلقائيا على أساس الصفات الشكلية والفسيولوچية والتشريحية الخاصة بكل شخص. ويتصدر هذه الأدلة بصمات الأصابع وراحة الكف والأقدام، ويمكن لأجهزة الكمبيوتر عن طريق العلامات والنقاط المميزة مضاهاتها في ثوان.

وأشارت إلى أن الأمر لا يقتصر على تطابق نسب المعبد مع جسم الإنسان، ولكن هناك أشياء لا يمكن اعتبارها مصادفات، مثل ذكر "أسماء الآلهة" في الموقع الذى يناظر فم الإنسان لرمزية الخلق. كما يناظر موقع "قدس الأقداس" في المعبد موقع الغدة النخامية في جسم الإنسان، وهي الغدة المنظمة لعمل كل الغدد الصماء في جسم الإنسان.

الاكثر قراءة