أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر والمجر ومدى تميزها، وظهرت بشكل خاص خلال اللقاءات المتعددة بين الجانبين، معربًا عن اهتمام مصر بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كل المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلًا عن تعويل مصر على المجر في إطار تعميق العلاقات المصرية مع تجمع "فيشجراد".
جاء ذلك خلال المباحثات التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، على مستوى القمة مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بمقر رئاسة الوزراء ببودابست، في ثالث أيام زيارته الرسمية للمجر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس السيسي توجه بالشكر "لأوربان" على دعوته لزيارة المجر وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وفيما يتعلق بالتعاون بين البلدين في إطار تجمع "فيشجراد"؛ أشاد الرئيس السيسي بنتائج القمة التي انعقدت يوم أمس بين مصر ودول التجمع، مؤكداً تطلع مصر لأن تشهد فترة رئاسة المجر الحالية لتجمع "فيشجراد" تطوراً ملموساً في مجالات التعاون المختلفة مع مصر، وذلك في ظل الخبرات العميقة التي تتمتع بها دول التجمع في العديد من المجالات، خاصةً على مستوى تعظيم التعاون الاقتصادي والقطاع السياحي، ومثمناً في هذا الإطار التعاون المتنامي بين مصر ودول "فشجراد"، لما يعكسه ذلك التعاون من تماثل في الرؤى حول مجريات الأوضاع الإقليمية والدولية، لا سيما مع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الساحة الدولية، الأمر الذي يتعين معه البناء عليه لإيجاد تحرك مشترك مع الدول ذات التوجهات المتشابهة، خاصة في مجالات أمن الطاقة والأمن الإقليمي.
وقال المتحدث الرسمي إن رئيس الوزراء المجري استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس السيسي صديقاً عزيزاً في المجر، معرباً عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، ومشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر والمجر، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري في هذا الصدد بالطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية المجرية، خاصةً من خلال مشاركة الشركات المجرية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، وكذلك تعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، فضلاً عن جهودها في مكافحة الفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.
كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري بالتحركات المصرية الأخيرة في هذا الملف على أعلى مستوى، وكذا الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف المتحدث أن الجانبين أكدا أهمية العمل في هذا الصدد على تكثيف الجهود الدولية بهدف حلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات، سعيًا نحو تسوية الأزمة الفلسطينية استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.
كما تمت مناقشة مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونًا خلال فترة وجيزة على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، حيث أكد الرئيس السيسي مدى الالتزام الذي أبدته مصر تجاه مسار المفاوضات وأن المجتمع الدولي عليه القيام بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية التي تمس مصالح مصر المائية.