الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تحقيقات

في ذكرى استشهاده.. أحمد حمدي مهندس العبور في حرب 6 أكتوبر

  • 14-10-2021 | 17:05

الشهيد أحمد حمدي

طباعة
  • هدي محمد صالح

خلفت حرب السادس من أكتوبر المجيدة أبطال عظماء حاربوا بكل قوه وعزيمة لتحرير آخر شبر من مصرنا الحبيبة هي أرض الفيروز الجميلة سيناء الحبيبة ومن ضمن هؤلاء الأبطال شهيد نحيي ذكري استشهاده هو الشهيد اللواء المهندس أحمد حمدي مهندس العبور في حرب 6 أكتوبر صاحب فكره أبراج المراقبة بين الأشجار والذي قام بتنفيذها بنفسه.

واستشهد اللواء أحمد حمدي في 14 أكتوبر عام 1973، على أرض المعركة وسط جنوده، لتنتهي حياته التي وهبها لخدمة الوطن، خلال عمله لاستكمال معدات عبور القناة، فقد كان البطل الراحل موسوعة علمية وعسكرية.

 

معلومات عن اللواء أحمد حمدي

ولد اللواء المهندس احمد حمدي في 20 مايو1929 بالمنصورة وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1951 قسم الميكانيكا، والتحق بالخدمة بالقوات الجوية في 18 أغسطس 1951، ثم نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954 وحصل على دبلوم الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة عام 1957.

ثم حصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي بتقدير امتياز عام 1961، ثم دورة الأركان الكاملة بدرجة الامتياز والدورة الإستراتيجية التعبوية بأكاديمية ناصر العسكرية بدرجة امتياز، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة "لواء ".

مسيرة أحمد حمدي العسكرية

وشارك البطل الشهيد اللواء أحمد حمدي في حروب 1956 والاستنزاف وأكتوبر 1973، حيث كان له الدور الرئيسي في تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس وأثناء العدوان الثلاثي عام 1956 أظهر اللواء بطولة واضحة حينما فجر بنفسه كوبري الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه.

وأطلق عليه زملاؤه لقب (اليد النقية) لأنه أبطل مفعول آلاف الألغام قبل انفجارها وكان معروف عنه مهارته وسرعته في تفكيك الألغام ودرّب أجيال في هذا المجال.

عند صدور أوامر الانسحاب في حرب 1967 رفض الانسحاب إلّا بعد أن قام بتدمير خطوط توصيل المياه بسيناء وبالفعل دمّر خطوط مياه سيناء حتى لا تقع في يد العدو.

وقد كان الشهيد أحمد حمدي صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو ولم تكن هناك سواتر ترابية أو أي وسيلة للمراقبة وقتها، وقد نُفذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الأبراج بنفسه.

تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني الميداني وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر 1973، وفي عام 1971 كُلِّف بتشكيل وإعداد لواء كباري جديد كامل وهو الذي تم تخصيصه لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني، وتحت إشرافه المباشر تم تصنيع وحدات لواء الكباري واستكمال معدات وبراطيم العبور.

كما عمل على تطوير تركيب الكباري ليصبح تركيبها في 6 ساعات بدلا من 74 ساعة، وصمّم وصنع كوبري علوي يتم تركيبه على أساس ومواسير حديدية يتم سحبها وتركيبها عاشق ومعشوق لاستخدام هذه الكباري في حالة فشل قوات الصاعقة في غلق فتحات النابلم في القناة.

أسهم بنصيب كبير في إيجاد حل للساتر الترابي، وقام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابي في منطقة تدريبية وأجرى عليه الكثير من التجارب التي ساعدت في النهاية في التوصل إلى الحل الذي استخدم فعلا.

دوره في حرب أكتوبر

عندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973 طلب اللواء من قيادته التحرك شخصيا إلى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل في تركيب الكباري على القناة، وتحرّك بالفعل إلى القناة واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، ينتقل من معبر إلى آخر حتى اطمأن قلبه إلى بدء تشغيل معظم الكباري والمعابر، وصلى ركعتين شكرا لله على رمال سيناء المحررة.

وفي يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك وسط جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهه بفعل تيار الماء إلى الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري معرضة هذا الجزء إلى الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز إلى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر.

وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري أصيب بشظية متطايرة وهو بين جنوده. كانت الإصابة الوحيدة وكان هو المصاب الوحيد لكنها كانت قاتلة، ويستشهد وسط جنوده كما كان بينهم دائما.

أطلق الرئيس محمد أنور السادات اسم الشهيد أحمد حمدي على النفق الذي يعبر تحت قناه السويس ويربط سيناء بباقي  مصر

منح اسمه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، واُختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس وعيد المهندسين، وأُطلق اسمه على أحد دفعات الكلية الحربية

أخبار الساعة

الاكثر قراءة