الخوف شعور طبيعي داخل الإنسان ولكنه يختلف بحسب طبيعة كل شخص ويظهر بدرجات متباينة بحسب العوامل البيئية والإرتباطات الشرطية والظروف الإجتماعية التى يعيش فيها الشخص والتى تؤثر فى حياته كما أنها تؤثر فى بناء شخصيته ككل.
أحياناً يبدو العالم بالنسبة للأطفال الصغار مكاناً مرعباً، والأشياء التي تبدو لنا ككبار طبيعية وآمنة تماماً،قد تبدو لهم مؤذية ومخيفة.
يجب أن يعلم الأبوان أن الخوف شعور إنساني طبيعي وأن كل الأطفال يشعرون بالخوف في أوقات معينة في حياتهم وأن هذا الخوف هو جزء طبيعي في تطورهم.
بمساعدة ورعاية الأبوين، يمكن للطفل أن يفهم مخاوفه ويعرف كيف يتغلب عليها.
أسباب الخوف الزائد عند الاطفال
- قد يكون ناتجا إما عن التدليل الزائد أو النقد الكثير أو القسوة المفرطة ، فالنقد الزائد للطفل يولد شعورا قوياً لديه بالخوف من الوقوع في الخطأ ، مما يؤدي في النهاية لفقد الطفل لثقته في نفسه. والتدليل يجعله واهن العزيمة غير قادر على تحمل مشاق الحياة ، مما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها ، فالأمر يحتاج إلى توازن بين الإفراط والتفريط ( التدليل والقسوة ).
- الصراعات الأسرية ، فجو المشاحنات المستمرة تولد خوف لدي الأطفال من المستقبل.
- التأثير على الأخرين ، فقد يستخدم الطفل ذلك الخوف للسيطرة على الوالدين وجذب الانتباه له ، وهذه الطريقة تعزز بشكل مباشر وجود المخاوف لدى الطفل ، فيصبح الخوف تجربة مريحة و مؤلمة في آن واحد.
- الضعف الجسمي أو النفسي للطفل ، فالضعف الجسمي أو النفسي يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل ، مما يكون لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة.
- تخويف الطفل : فالطفل في المراحل العمرية المبكرة يعتمد تفكيره على الخيال الخصب ، والبعد عن الواقع ، لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور.
- رد فعل الوالدين المبالغ فيه ، فالارتباك والهلع التي تصيب الأمهات عند تعرض الطفل لأي معاناة ، تعزز ذلك السلوك لدى.
علاج الخوف لدى الأطفال
وعن علاج الخوف تقول د. عبير العمراوي : علاج الخوف، أولاً: يجب على الوالدين أن يكونا مثالاً للهدوء والاستقرار في تصرفاتهما أمام طفلهما الخائف، فيمارسان حياتهما بصورة طبيعية، بحيث يكون الجو الأسري المحيط بالطفل باعثاً على الطمأنينة والأمان، وحتى في وقت شعوره بالخوف، يهدئانه ويتكلمان معه بهدوء وثقة، فيسألانه لماذا أنت خائف؟ أنا أريد مساعدتك أنا بجوارك.
ثانياً: محاولة تقديم نماذج جيدة في التعامل مع مخاوف الطفل فالأب الذي يخاف من الفأر مثلاً، يحاول أن يكتم تلك المخاوف ولا يظهرها أمام طفله.
ثالثاً: يحاول الوالدان تقليل نسبة الخوف لدى الطفل باتباع إستراتيجيات للتعايش، في حالة خوف الطفل من الظلام يحاول الأب الجلوس مع الطفل، ثم يخفض النور قليلاً، ويشعره بأنه معه في أمان أو ينام الأب مع الطفل في حجرته والباب مفتوح ثم يغلق الباب قليلاً قليلاً كل يوم وهكذا حتى يتعود على الظلام ولا يخافه.
رابعاً: لا يحاول إجبار الطفل على عمل شيء لا يريده كالجلوس بمفرده في الظلام فقد يصيبه هذا بنوبات رعب تؤدي إلى زيادة الخوف لا تقليله.
خامساً: ليحذر الوالدان من الاستهزاء والتقليل من حالة الخوف التي يتعرض لها ابنهما فذلك سيجعله يخفي مخاوفه مستقبلاً، ما يؤدي إلى تفاقم الأمر من الناحية النفسية.
سادساً: يجب أن نربي أطفالنا على الشجاعة وألا نخجل من مخاوف أطفالنا ومن المهم تعليم الطفل عن طريق الكلام والأفعال، وأن القلق والخوف مشاعر طبيعية، وتحفيز الطفل وتشجيعه على مواجهة مخاوفه وذلك بتخصيص جوائز وحوافز عينية ومادية له.
وأكدت الدكتورة عبير العمراوي أنه يجب ألا يشعر الطفل بأن والديه قد يئسا من تكرار مظاهر الخوف لديه وأنهما غاضبان من تصرفاته تلك، بل يجب أن يعملا على غرس مشاعر الأمن في نفسه بتعاطفهما معه، وإظهار ذلك في تصرفاتهما، وأذكر الوالدين بأن الأمان إن لم يجده الطفل داخل الأسرة فلن يجده في أي مكان آخر.