الإثنين 3 يونيو 2024

أهالي السليمانية بالدرب الأحمر ينادون بترميم بيوتهم

30-5-2017 | 17:31

 

65 أثرا إسلاميا يحتضنها شارع السروجية من بدايته حتى انتهائه وصولا بامتداد شارع المعز حيث كانت منطقة السروجية بحي الدرب الأحمر وهي مجمع محال بيع تجهيزات الخيول للفرسان من سروج كان بعضها مطعمة بالذهب والفضة وأيضا اللباد الذي كان يوضع على ظهر الخيل تحت السرج الجلدي لحمايته من الاحتكاك منذ زمن كانت تكثر به تلك المحلات أما الآن فلم يوجد به سوى القليل من المحلات المخصصة لتجهيزات الخيول.

 

ويشير لنا أبوالطيب أحمد، أحد المرشدين السياحيين، إلى أن شارع السروجية قد تخصص لبيع تجهيزات الخيول نتيجة قربه الشديد من شارع الخيامية الذى كان يوما ما فى أماكن الورش التي نتواجد فيها الآن كانت قديماً إسطبلاً للخيول والطابق الذي يعلوه كان أماكن لمبيت التجار الذين يأتون من المغرب والشام لذلك كانوا كثيرا ما يحتاجون تزين الخيول بالسروج المزخرفقة بالفضة أو الذهب.

 

فإذا مررت بالفعل بشارع السروجية قد تجد على يمينك بداية من ناصية عطفة الليمون وحارة أجمد باشا يكن مبنى يملئه الشموخ تجده منذ أن تخطو قدماك شارع السروجية وكأنه ينادى عليك بزيارته رغم ما به من إصابات وإهمال قد هتكت بروحه إلى الاندثار واثناء جولة "الهلال اليوم" وجدنا هذا المبنى الشامخ يتوسطه باب صغير ويعلوه لافته يكتب عليها " التكية السليمانية " والتى عمرها بدأ منذ عام 950 هجريا – 1543م وإذا بنا ننظر من خلال ذلك الباب الضيق وحينها وجدنا بعض الفتيات الصغيرات يطيرنا الحمام وسط صحن مكشوف يتوسطه شجرة شامخة ما يجعلك تتخيل وكأنك قد انتقلت إلى بلاد الشام أو إلى أحد الميادين الأوروبية لذلك قد جذبنا المشهد ما جعلنا ندخل متحمسين لاكتشاف ذلك المكان الأثري الشامخ الذي قد تغافلت عن ذكره معظم الكتب التاريخية وكأنه لم يكن.  

 

أشار أبوالطيب أحمد لنا قائلا "إن التكية السليمانية هى أول عمارة عثمانية تغطي غرف الطابق العلوى بقباب ضحلة فضلا أنها تتكون من مبنى مستطيل الشكل يتوسطه صحن مكشوف تحيط به الغرف من جميع الجهات عدا الجهة الجنوبية فضلا عن وجود  محراب مجوف. وملحق بالضلع الغربي للتكية ودورة للمياه والعديد من المطابخ لإعداد طعام للدراويش المقيمين بالتكية كما يعلو الدور الأول من التكية طابق ثان يحتوى على مجموعة من الغرف تحيط بالصحن من جميع الجهات عدا جهة القبلة التي يرتفع عقد إيوانها بحيث يشمل ارتفاع الطابقين.

 

ويتقدم الغرف العلوية جميعها ممر يفصل بينها وبين الشرفات التي تطل على صحن التكية في الطابق الثاني وقد غطت غرف الطابق الثاني بقباب ضحلة  ويتقدم التكية مدخل كبير يبلغ ارتفاعه ارتفاع الطابقين، وقد زخرف هذا المدخل بكثير من الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية.

 

أهالي التكية رمموها وسيبونا فيها 

ومن داخل التكية وجدناها أصبحت مسكنا للعديد من الأسر يتشاركون الحياة فيها ويعتبرونها بيتهم الوحيد حيث يلعب أطفالهم سويا فى الفناء صباحا ويعودون إلى غرفهم ليلا وهنا التقينا أم محمد التى تقطن التكية مع مجموعة من الأسر داخل التكية حيث أشارت قائلة: "كانت التكية يوما ما مدرسة سليمان باشا  لتحفيظ القرآن ثم استعملت تكية للقادرية وبها ضريحان من القرن العاشر أحدهما للشيخ إبراهيم القادري والآخر للشيخ عبد الرسول القادري.. ونحن نعيش فيها منذ زمن تم توارثها عن الجدة الكبرى التى عاشت فى زمن الدراويش وكان أصلها تركيا، وجاءت إلى مصر واستقرت بالتكية وعملت فيها على تحفيظ القرآن الكريم وطلعنا لقينا التكية هى المأوى الوحيد لنا ونعيش فيها كعائلة كبيرة من أبناء و أزواجهم وأجداد الأجداد.. المشكلة أن التكية قايلة للسقوط ووزارة الآثار من المفترض ترممها لكنها رفضت ترميمها لوجودنا فيها وكل يومين نلاقى قضية مرفعوة ضددنا بلا سبب بتمهة تخريب آثر لكنها هى مع الزمن هلكت وبلا اهتمام من الآثار لذلك نحتمي بداخلها، ولا نتركها فمن أراد ترميمها فليرممها ونحن فيها على مدار التاريخ والزمن".