مع إطلالة العام الجديد ، أرجو أن نستعيد حياتنا ، وجوانب فقدناها ونتمني أن تعود ..
في التعليم : أتمني أن نجد حلا لإيقاف سرطان جامعات أجنبية تنهش جسد الوطن ، وجيوب أولياء الأمور، وأضاعت تكافؤ الفرص بين الطلاب ، مكتب التنسيق الأعمي كان لا يفرق بين غني وفقير، ولا يعرف غير أرقام المجموع، تحايلوا لهدمه خارج الجامعة بالكليات الأجنبية وفي داخل الجامعات المصرية بالأقسام المخصوصة في كل كلية، ارحموا الفقراء وأوقفوا تشعب تلك الكليات ضمانا للسلام الاجتماعي.
الغريب أن مصر وقفت بشدة ضد التعليم الأهلي، مع أن أكبر الجامعات في العالم ، من تبرعات رجال أعمال وعائلات، أوقفت عليها أموالا وأراضي لرعايتها، وأننا رفضنا ذلك النظام وهدمناه، بينما أغلب أنشطة التعليم في الخارج من تبرعات، هدمنا تعليما يقام علي نفقتنا الوطنية ويراعي تكافؤ الفرص بلا تدخل ، وفتحنا الباب علي مصراعيه لمئات الجامعات الأجنبية الخاصة المشبوهة، وهو أمر يندر تكراره أو السماح بالعبث في رءوس الطلاب ولو كانت الجامعة في إنجلترا أو باريس .
في الصحافة: أرجو أن تزول نغمة بيع التليفزيون والصحف القومية، لأن تلك الأدوات أمن قومي للوطن ، وللأسف من نهبوها وأهدروا أموالها وأسقطوها في مستنقع الديون، مازالوا يمارسون وصايتهم عليها، لكن ليس الحل في البيع، وإلا سنصبح لبنانا آخر، لكل رجل أعمال صحفيون وكتاب وميليشيات، وهو أمر يحدث الآن في الفضائيات الخاصة، من هؤلاء الذين يفتحون حلوقهم بدعوي محاربة الفساد بينما صاحب القناة نموذج أعلي للفساد .
لنتعلم من بريطانيا ، البي بي سي ، لا تتلقي إعلانات ولا إعانات ولا هدايا، يمولها فقط دافع الضرائب البريطاني لتقدم الحقيقة ولا شيء غيرها، وتخضع لرقابة صارمة لضمان جودة العمل ، ولا يحكمها عواجيز الفرح والفساد .
في النقل والمواصلات: قطارات الصعيد تنتظر زيارة الوزير، وبدلا من التصوير في قطار الإسكندرية الفاخر، أرجو أن يغامر بالصعود في الصباح الباكر، بقطارات الدرجة الأولي بالصعيد ليشاهد كيف يجتاحها رعاع من حثالة الداخلية بالقوة بحجة العمل في الأمن، زمان كان هؤلاء يستبيحون قطارات الدرجة الثالثة للوصول مجانا، لكنهم الآن يقتحمون عربات الدرجة الأولي ، للوقوف بين الكراسي، ويتحرشون بالنساء النائمات، وشاهدت بعين رأسي امرأة قامت من النوم لتدخل دورة المياه ، وكيف ينتهك جسدها من الأجساد المتلاصقة لتمر بين الكراسي، ولما وصلت دورة المياه وجدت هناك أربعة يتحدثون، ولما صرخت لأنها علي وشك أن تتبول علي نفسها، عرضوا عليها أن تفعلها، وهم سيديرون وجوههم.
هل تنتهي تلك المهزلة ؟ وهل يعرف وزير النقل أن أحدهم ضرب ناظر المحطة والكمساري ورئيس القطار بالشلوت لاعتراضهم علي ما يحدث؟ ولماذا لا يقوم وزير الداخلية بزيارة للقطار ليؤدب موظفيه، أم أن رجاله فوق القانون؟
في المحليات: المياه مقطوعة ،في الاسكندرية والمنصورة وأسيوط، نرجو أن نجد حلا عاجلا، بديلا عن تقنين دولة العشوائيات، عشرات الآلاف من الأبراج ارتفعت، بالمخالفة للقانون، وكالعادة خرج من ينادي بالتصالح مع المخالفات لحماية ثروة مصر العقارية، والضحية هؤلاء الذين التزموا بالقانون فانقطعت عنهم المياه والكهرباء وانفجرت مواسير المجاري .
ومن أغرب ما شاهدت من دولة العشوائيات، الاستخدام المميت لنبات ورد النيل، يا سادة هناك الآن من يجمع نبات ورد النيل المتطفل من النهر، ليس حبا في سكان النهر، لكنهم يجمعونه بالأطنان ويلقونه علي حواف النهر في منطقة معينة ، ويضيفون فوقه، نباتات أخري ، وبالتدريج تنجح تلك النباتات الطفيلية لمن يستخدمونها في ردم مساحات من النيل، وعلي الفور يبني فوقها اللصوص لأنها بلا صاحب، ويشرعون في البحث عن حجة لتقنينها، لو كان هناك من لا يصدقني عليه أن يتجول علي النيل الحزين بمحاذاة شبرا.
في الثقافة: أتمني أن يكشف العام الجديد وجوها جديدة في عالم الأدب ، بدلا من العواجيز ، قرأت هذا العام رواية ممتعة بعنوان : " منافي الرب " لأشرف خمايسي»، الذي اضطرته ظروف الحياة للعمل كسائق تكتك، رواية لا تقل أهمية عن أعمال محفوظ وإدريس، ومجموعة قصصية بعنوان: "نساء الكرنتينا" عن معاناة النساء العاملات في المدابغ، وقرأت أعمالا أخري في الشعر والمسرح، كلها بعيدا عن ادعاءات دور النشر الكبري وأكاذيبها ، تدل علي أن في مصر الآن أكثر من نجيب محفوظ وشوقي وإدريس.
أقول هذا بمناسبة غياب وزارة الثقافة عن المشهد الثقافي العام، لصالح مجموعات احترفت اقتناص الأماكن والجوائز والامتيازات، وهذا ليس غريبا، لأن أمل دنقل ويحيي الطاهر وصنع الله ونجيب سرور وجمال حمدان لم يحصلوا يوما علي جائزة، مات هؤلاء ومازالت أعمالهم تحصد الجوائز ، برغم أنف وزارة الثقافة، التي لا تري غير الأدعياء .
في الصحة: من الأخبار المفرحة اكتشاف علاج ناجع لفيروس سي والتهاب الكبد الوبائي، دفع المصريون ثمنا باهظا للتلوث والمبيدات والأسمدة، من صحتهم وأكباد أولادهم، الآن رئة المصريين في خطر من ارتفاع معدلات التلوث في الهواء ، ونرجو أن نجد حلا .
في الإسكان: أرجو من الرئيس السيسي أن يصدر قرارا جريئا بإيقاف بيع الأراضي والشقق للعرب والأجانب، دمرتنا قرارات حسني مبارك ، وصار المصريون أغرابا في وطنهم ، وارتفعت أسعار الأراضي لأرقام فلكية بسبب العرب الذين يتاجرون فيها بأموالهم ، لا توجد بلد في الدنيا تعرف هذا العبث ، بقلم: طه فرغليهل من كثيرا ما نردد ونفتخر " احنا أحسن شعب " .. بذمتك أنت وهو مصدقين نفسكم .. طيب بعد إذن حضراتكم بص أنت وهو لنفسك في المرايه .. لحظة صدق من فضلك .. هل فعلا احنا أحسن شعب .. اللي صادق مع نفسه أكيد إجابته هتكون " لا " ..
المعقول أن كل 6 اكتوبر الآن من العراقيين والسوريين ؟
أما كورنيش النيل الجميل ، والساحل الشمالي، فأنا أخجل لأن هذه الأماكن تحولت لمواخير، للعرب ، يمارسون بداخلها رزالاتهم وانحرافاتهم بعيدا عن بلادهم ، ويتنطعون علي المصريين ، الذين كانت دماؤهم شرفا ، لرفع أسعار نفطهم .
أرجــو أن نعود لاعتزازنا بوطننا بإيقاف تلك المهازل.
كتب : عادل سعد