اهتم كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم بعدد من الموضوعات.
فمن جانبه قال الكاتب عـــلاء ثابت رئيس تحرير صحيفة الأهرام تحت عنوان "العبور إلى الجمهورية الجديدة" انه ومع إطلالة شهر أكتوبر، والذكرى الثامنة والأربعين لانتصار الجيش المصرى فى ملحمة العبور وتحرير سيناء، نكون قد عبرنا نحو آفاق التحديث والبناء والتعمير والتنمية الشاملة، وتلألأت سيناء هذه المرة بمشروعات عملاقة، تجاوزت تكلفتها 650 مليار جنيه خلال 7 سنوات، بما يزيد عشرات المرات على كل ما تم إنفاقه على سيناء منذ تحريرها.
وأشار الكاتب إلى ما أصبحت طرق سيناء عليه، لتكون واحدة من أهم الشرايين التى تربط الوادى بجنوب ووسط وشمال سيناء، لافتا إلى أنه ومع حفر مئات الآبار وإنشاء عشرات السدود لاحتجاز مياه الأمطار والسيول التى كانت تضيع سدى، ووصول مياه ترعة الشيخ جابر، والتى اعتمدت على معالجة مياه الصرف الصحى ومحطات تحلية مياه البحر تصبح سيناء سلة غذائية، غنية بنخيلها وأشجار التين والزيتون.
وقال إن العبور نحو الجمهورية الجديدة لا يتوقف على سيناء، وإن كان لها حظ كبير من اهتمام القيادة السياسية، فالجوهرة الكبرى كانت العاصمة الإدارية الجديدة، التى تعتبر بحق فخر التنمية العمرانية والتنموية ورمز الحداثة وقاطرة العبور الكبير نحو النهضة، موضحا أن العاصمة الإدارية تضاهى أجمل العواصم، وخدماتها تنتمى إلى جيل عمران القرن الحادى والعشرين، وتعتمد على قاعدة معلومات ضخمة، تسهل الخدمات، وتختصر الكثير من الوقت والجهد، وتواكبها شبكة طرق وقطار كهربائى سريع ومطار حديث، والأهم أنها ستكون مركزا لشبكة الطرق الإقليمية ويمر بها القطار الذى يعبر الوادى والدلتا، ويربط البحرين الأحمر والأبيض لأول مرة، ويمر بالموانئ الواقعة على البحر الأحمر.
وأضاف الكاتب أن العبور الكبير للجمهورية الجديدة لا يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزت فلسفة التطوير فى المشروع القومى لتطوير الريف المصرى مجرد تغيير شكل القرية إلى مواجهة بعض الظواهر السلبية، أى تطوير على مستوى البنية التحتية وبناء الإنسان كذلك، ورغم أن مفهوم تغيير القرية المصرية سابقا كان يعنى تحويل بيوتها الطينية إلى بيوت من الطوب الأحمر الذى تم تجريف الأراضى الأشد خصوبة لإنتاجه، فإن مشروع تطوير قرى الريف جاء ليجابه هذه الآفة والظاهرة السلبية، لينقل القرية إلى الحداثة والجمال والإنتاج الزراعى المتطور، ويحول المياه التى كانت تضر بالأراضى إلى ينبوع خير يزيد المساحات المزروعة من خلال تطوير شبكات الرى، وتزويد القرية بالخدمات والميكنة الحديثة، وتعود القرية لتكون ركيزة مهمة فى الإنتاج والتطور، من خلال تنظيم جديد وبناء عمرانى متوافق مع البيئة، ويتسم بالجمال والنظافة والتنظيم.
وقال إنه لا يمكنه إحصاء العدد الضخم من المشروعات القومية العملاقة التى ستنقل مصر إلى مرحلة جديدة، وتغسل عنها التشوهات المتراكمة، مكتفيا بأن يشير إلى أن مصرف بحر البقر الذى كان يجمع كل الصرف الصحى للقاهرة، ويغرق بحيرة المنزلة بالتلوث، ويصيب المواطنين بالأمراض والبيئة بالقبح تحول إلى مشروع عملاق لمعالجة مياه الصرف، لتصبح الأرض حوله يانعة بالمزروعات، حيث تعالج المحطة العملاقة 5٫6 مليون متر مكعب من مياه الصرف فى اليوم الواحد، وتكفى لزراعة 456 ألف فدان فى سيناء، وتجعل من بحيرة المنزلة مزرعة أسماك ضخمة تنتج أفضل أنواع الأسماك، تحلق فوقها الطيور، وتسبح فيها مراكب الصيادين، لتغذى سكان بورسعيد وشرق الدلتا بأسماك نظيفة وصحية، بدلا من نشر الأوبئة والأمراض.
كما توجد عشرات المشروعات العملاقة الأخرى، التى تعد أكبر عملية عبور إلى الحداثة والتنمية الشاملة.
وقال إن من يفكر فى يومه فقط قد يرى أن الإنفاق الضخم على هذه المشروعات كبير، وكان يمكن توفيره والاكتفاء بالترميم، أما من يفكر ويخطط ويعمل من أجل مستقبل زاهر فيعمل من أجل الغد، وهذا هو الفرق الذى تتميز به الجمهورية الجديدة التى تهيئ مصر لمستقبل واعد.
بينما قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة الجمهورية في مقاله المنشور صباح اليوم تحت عنوان "سيادة «الجمهورية الجديدة».. خط أحمر" إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمجر ومشاركته فى قمة تجمع فيشجراد واحدة من أهم الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس هذا العام، ليس فقط لترسيخ علاقات التعاون والشراكة مع دول التجمع التى تتمتع بتطور كبير أو تطوير العلاقات الثنائية مع «بودابست» وهى علاقات تاريخية وتربطنا بها علاقات من التعاون الاقتصادى والصناعى وأيضا وجهات النظر والرؤى فى الملفات الإقليمية والدولية.. لكن الزيارة جسدت بوضوح ملامح «الجمهورية الجديدة» التى سيتم إعلانها مع الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة بعد ٧ سنوات من البناء والتنمية والإنجازات والمشروعات العملاقة فى جميع المجالات والقطاعات وفى كافة ربوع البلاد لتأسيس وبناء دولة حديثة.
وأكد الكاتب أن حديث الرئيس السيسى، خلال الزيارة وتحديدا فى المؤتمر الصحفى عقب قمة «فيشجراد».. يعكس ملامح الجمهورية الجديدة من سيادة وشموخ واستقلال القرار الوطنى.. وشموخ مصر وعزتها وثقة وشجاعة قائدها.. وأيضا حالة الفخر والزهو بما حققته مصر وشعبها خلال الـ ٧ سنوات الماضية وصولا إلى الجمهورية الجديدة.
وأضاف أن الزيارة عكست حالة الاستقلال الوطنى فى «مصر - السيسى» قائد الجمهورية الجديدة.. فمصر لا تنصاع لإملاءات وقرارها نابع من ضمير شعبها وإرادته ولا سلطان لأحد عليها.. ولا تستطيع أى قوة مهما كانت أن تفرض عليها قرارا ورأيا أو مسارا يتعارض مع إرادة شعبها.
وأشار إلى أن العلاقات السياسية الدولية التى تتبناها مصر تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. وعدم انتهاك السيادة أو المساس بها.. وأيضا مصر تعمل على ترسيخ مبدأ التفاوض والتعاون والشراكة وتبادل المصالح بين ومع الدول والحفاظ على السلم والأمن الاقليمى والدولى.. مشددا على أن مصر دولة لا تعتدى على أحد ولا تتدخل فى شئون أحد.. وبالتالى لا تقبل أى تدخل من أى نوع أو وصايا أو إملاءات.
وأبدى الكاتب انبهاره بحديث الرئيس السيسى خلال تناوله قضية «حقوق الإنسان» التى يتناولها الغرب بمفهوم مغلوط ومجتزىء وبدون مقاربة شاملة يقتصر فقط على حرية «التعبير والسياسة» دون ادراك حقيقى للمفهوم الشامل لحقوق الإنسان من حياة كريمة تشمل الصحة والتعليم والسكن والعمل وحق الحياة والأمن والاستقرار وتوفير الخدمات للمواطنين والمياه النقية النظيفة والصرف الصحى وغيرها من احتياجات الإنسان وحقوقه.
وتحت عنوان «عيد النسور».. كفاءة واحترافية .. تناول الكاتب توفيق الحديث عن احتفال مصر وقواتها المسلحة بالأمس بعيد القوات الجوية التى نطلق عليها بفخر «نسور السماء».. والذى يتزامن مع ذكرى أكبر وأطول معركة جوية مع العدو الإسرائيلى الذى حاول أن يعيد سيناريو 1967 بالهجوم على قاعدة المنصورة إلا أن النسور لقنوه درسا قاسيا وكبدوه خسائر فادحة بإسقاط أعداد كبيرة من طائراته.. وبعثوا برسالة واضحة للجميع ان سماء مصر خط أحمر.
وقال إن النسور دائما على العهد مع البطولات والتضحيات يحظون بثقة وفخر واعتزاز المصريين.. ولقد شهدت قواتنا الجوية تطويرا وتحديثا غير مسبوق.. انطلاقا من القرار التاريخى للرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة بتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات القتال والتسليح.
وأكد أن من حق المصريين أن يفخروا بجيشهم.. وبنسورهم من أبطال القوات الجوية.. التى تجعل من سماء مصر «قدس الأقداس».. وساهرة على حماية الخطوط الحمراء المصرية فى كل الاتجاهات.
فيما قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" تحت عنوان "الهجرة غير الشرعية" إن الرئيس السيسى كشف بكلمات صادقة وأمينة لزعماء وقادة الدول الأوروبية، المشاركة فى قمة مجموعة «فيشجراد» التى عقدت بالعاصمة المجرية «بوادبيست»، عن الرؤية المصرية الواقعية والموضوعية الكفيلة بالتعامل الصحيح وبالمواجهة الفاعلة والإيجابية لقضية الهجرة غير الشرعية، التى باتت مشكلة مستعصية تؤرق الدول الأوروبية.. مؤكدا أنها الرؤية التى يمكن أن تؤدى إلى الحل الكفيل بوقف تدفق الآلاف من الأفارقة وغيرهم، النازحين من بلادهم إلى أوروبا بطرق غير شرعية.
وأشار الكاتب إلى الشفافية المؤكدة التي لفت بها الرئيس الانتباه إلى الأسباب الرئيسية والمباشرة التى تدفع هؤلاء المهاجرين إلى اللجوء للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بكل الوسائل ورغم كل المخاطر، حينما حدد الرئيس هذه الأسباب فى الواقع الاقتصادى والاجتماعى والأمنى والسياسى القلق وغير المستقر فى بلادهم.
وقال الكاتب إن هذا الواقع يدفع المهاجرين للفرار من أوطانهم هربا من الفقر والفاقة وعدم الاستقرار وضيق سبل الحياة فى ظل العنف وعدم الاستقرار، ومحاولة الوصول إلى الدول الأوروبية، بحثا عن الأمن والأمان وأملا فى واقع أفضل للحياة.
وتطرق إلى رؤية الرئيس الرؤية المصرية بأن الوسيلة الفعالة والإيجابية لمواجهة هذه المشكلة، هى أن تتفهم الدول الأوروبية ذلك الواقع وتلك الأسباب، وأن تسعى بصدق لمساعدة هذه الدول لتحسين ظروفها الاقتصادية والاجتماعية ولتحقيق الاستقرار بها، وخلق واقع جديد افضل للمواطنين بها من خلال المشروعات الانتاجية والاستثمارية والتنموية، وإتاحة فرص العمل المنتج للشباب، والنهوض بالتعليم والصحة، وهو ما يدفع المواطنين للتمسك بأوطانهم وعدم اللجوء للهجرة غير الشرعية، طالما أن هناك أملا فى الحياة المستقرة والآمنة فى أوطانهم.