تستحق الدولة المصرية التحية لما قدمته لشعبها من حياة كريمة وإنهاء أزمات ومشاكل عقود طويلة.. وأيضاً القضاء على ظاهرة العشوائيات التى أساءت كثيراً لمصر وشعبها.. لكن عندما توافرت الرؤية الثاقبة والمخلصة والإرادة الصلبة ..التى ترتكز على إنسانية متدفقة واستشعار نبيل لمعاناة المصريين خلال العقود الماضية وإيمان حقيقى بحقهم فى الحياة الكريمة ..مصر أصبحت نموذجاً ملهماً فى حقوق الإنسان بالمفهوم الشامل بعيداً عن المتاجرات والمزايدات وحملات التشويه المغرضة.. فمصر دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها.. وتقدم له كل جهد من أجل حياة كريمة.
القضاء على العشوائيات ملحمة بناء مصرية.. وتجسيد حقيقى لحقوق الإنسان ..لتقديم مواطن صالح لمجتمع يتمتع بالرضا والولاء والانتماء لهذا الوطن ..ويقوم بدور مؤثر فى خدمته.. فبناء الإنسان هو حجر الزاوية فى تقدم الأوطان.
«القضاء على العشوائيات». .المفهوم الحقيقى لحقوق الإنسان
كانت المناطق العشوائية نقطة سوداء فى وجه الدولة المصرية على مدار العقود الماضية أساءت للوطن والإنسان المصرى.. ولطالما عايرتنا بها بعض الدول التى سعت لتشويه مصر وشعبها.
الحقيقة أن ملحمة القضاء على العشوائيات خلال الـ7 سنوات الماضية هى ملحمة مصرية تضاف إلى الرصيد الهائل لإنجازات )مصر- السيسى) ..تجسد رؤية وإرادة صلبة وايماناً عميقاً بحق المواطن المصرى فى الحياة الكريمة فى مناطق لائقة وسكن كريم يحظى بكافة الخدمات الإنسانية التى تفرز المواطن الصالح وتعكس أولوية بناء الإنسان المصرى لدى رؤية القيادة السياسية والتى تأتى فى صدر الاهتمامات الرئاسية وتجسد أيضاً أن جل أهداف المشروعات القومية العملاقة فى إطار ملحمة البناء والتنمية هو بناء الإنسان المصرى.
يقيناً فإن القضاء على العشوائيات التى انتشرت فى كل المحافظات المصرية خلال العقود الماضية يعكس ويجسد الاهتمام بحقوق الإنسان للمواطن المصرى وأنه هو هدف أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ مصر.
الحياة الكريمة وحقوق الإنسان بالمفهوم الشامل الذى تطبقه مصر ينطبق تماماً ويتجسد بشكل كامل مع رؤية مصر فى التعامل مع ملف العشوائيات ..فلم يكن المقصود والهدف هو نقل المواطن من »أهالينا» من المناطق العشوائية إلى مجرد سكن أو وحدة سكنية مجهزة بالأثاث والأجهزة الكهربائية وكل ما يحتاجه المواطن داخل هذه الوحدة السكنية التى لم يدفع فيها المواطن مليماً واحداً »ومجاناً» فحسب.. ولكن الهدف هو تغيير الحياة بشكل كامل.. وتوفير المناخ الصحى الآدمى للإنسان ليحيا حياة كريمة فى مناطق حضارية تضم كافة الخدمات من مستشفيات للاهتمام بصحة هؤلاء المواطنين وخدمة صحية على درجة كبيرة من الرقى ومدارس وحضانات ليتلقى أبناء وأطفال هذه الأسر التعليم المناسب لبناء الوعى والثقافة وترسيخ الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على الهوية المصرية لدى هذه الفئات التى عاشت معاناة كبيرة خلال العقود الماضية من سوء وتدنى وتدهور الحياة.
المناطق الجديدة التى نتذكر نماذج منها مثل الأسمرات و«بشائر الخير».. تتضمن كافة الأنشطة التى يسعى إليها الإنسان من مراكز رياضية وشبابية لممارسة الرياضة وكافة الألعاب وأيضا مراكز ثقافية.. وتأهيل وتدريب الأهالى على العمل ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.. وتوفير كل الخدمات والاحتياجات للمواطن من خلال منافذ للبيع بأسعار مناسبة وجودة عالية بالإضافة إلى شموله مظلة الحماية الاجتماعية وبرامجها لهذه الفئات من الأسر.
القضاء على العشوائيات فى مصر كان ومازال يتم وفق رؤية شاملة لإعادة بناء الإنسان فى هذه الفئات ودمجه فى المجتمعات وتوفير الحياة والسكن الكريم واللائق بما يقدم للمجتمع مواطناً مؤهلاً للعمل والعطاء ومرسخاً لكل مظاهر الأمن والأمان والاستقرار وأيضا الولاء والانتماء.
القضاء على العشوائيات وانتقال الفئات التى كانت تعيش فيها إلى مناطق حضارية هو نموذج للاهتمام بحقوق الإنسان بالمفهوم الشامل وليس وفق شعارات وتشدقات الغرب.
لقد بذلت الدولة المصرية ومازالت جل جهودها فى إنهاء هذه الظاهرة المسيئة لمصر وشعبها.. المناطق الجديدة والبديلة للعشوائيات التى انتقل إليها المواطنون.. تشمل كل أنواع حقوق الإنسان من حق السكن الكريم واللائق وحق الحياة والرعاية الصحية والتعليم والعمل والوعى والطموح والتطلع وحق الامن والاستقرار والبيئة الصحية التى يعبر فيها المواطن عن طاقته ومواهبه أنه نموذج فريد.. فلم تكن التجربة مجرد توفير سكن مجهز بقدر ما كانت رؤية لحياة جديدة ومختلفة.
سطرت الدولة المصرية ملحمة غير مسبوقة فى هذا المجال.. فالموقف الإجمالى للعشوائيات يشير إلى إنجاز فريد سابق الزمن لإنهاء هذا الملف حيث كانت المناطق غير الآمنة 357 منطقة تم توفير 240356 وحدة سكنية لأهالينا فى المناطق العشوائية بتكلفة وصلت إلى 39 مليار جنيه بدون تكلفة الأراضى وقيمتها التقديرية تقترب من 24 مليار جنيه.. تم الانتهاء من 312 منطقة غير آمنة من خلال توفير 190217 وحدة سكنية وجار القضاء على العشوائيات فى 45 منطقة بتوفير 50139 وحدة سكنية.
هناك أيضا نوع آخر من العشوائيات هى المناطق غير المخططة التى بنيت وأقيمت بشكل عشوائى على مساحة 152 ألف فدان وتكلفة إعادة تخطيطها والقضاء على العشوائية فيها تصل إلى 318 مليار جنيه تم الانتهاء من العمل فى 53 منطقة بمساحة تقدر بـ4616 فداناً تخدم 460 ألف أسرة وجار العمل فى 79 منطقة على مساحة تقدر بـ6941 فداناً تخدم 690 ألف أسرة.
نوع آخر هو الأسواق العشوائية وعددها 1105 أسواق ..تحتاج للقضاء على العشوائية بها إلى 44 مليار جنيه تم الانتهاء من 20 سوقاً بتوفير 3033 وحدة وجار تنفيذ 20 وحدة أخرى.
الحقيقة أن العشوائيات ظاهرة جاءت بسبب الإهمال وقصر الرؤية وضعف الإرادة خلال العقود الماضية.. عندما افتقدت العقود الماضية الحلول وإتاحة الوحدات السكنية للمواطنين بما يناسب مختلف الفئات التى لجأت إلى البناء العشوائى.. والإقامة فى مناطق غير آدمية على الإطلاق ولاتليق بالمواطن المصرى ..لذلك فإن ما أنجزه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ملف العشوائيات هو ملحمة حقيقية تجسد العمق الإنسانى المتدفق لدى الرئيس السيسى واستشعاره معاناة هذه الفئات وإيمانه بحقهم فى الحياة الكريمة لتقدم )مصر-السيسى) نموذجاً يحتذى به فى مجال حقوق الإنسان الحقيقية وإننا أمام دولة تحترم نفسها.. وتحترم شعبها وتبذل جهودها المتواصلة من أجله.
نحن على موعد جديد خلال ساعات لنموذج آخر للقضاء على العشوائية فى منطقة لا تبعد أكثر من 50 متراً من الأهرامات الثلاثة وما تجسده من عظمة وحضارة المصريين وعلى مساحة 10 أفدنة وهى من أخطر المناطق العشوائية غير الآمنة نموذج للحياة غير الكريمة.. عشش وتلال من القمامة ومنازل آيلة للسقوط لذلك يتم نقل الأسر من منطقة «سن العجوز» إلى مساكن حدائق السمان بحدائق أكتوبر التى توفر لهم الحياة الكريمة وكافة الخدمات الإنسانية من صحة وتعليم ونقل فى منطقة ذات طابع حضارى حديث.. وشتان الفارق بين المعاناة وحياة العدم فى سن العجوز.. والحياة الكريمة الراقية والإنسانية فى مساكن حدائق السمان بحدائق أكتوبر.. إنها الحياة فى» الجمهورية الجديدة» التى تحفظ كرامة وحقوق الإنسان وحقه فى الحياة الكريمة اللائقة.
أهالى «سن العجوز» الذين عاشوا فى العشوائيات وسط المعاناة والألم والتدهور الإنسانى على مدار عقود طويلة ينتقلون إلى مساكن فاخرة بحق مجهزة بكل احتياجاتهم فى منطقة تضم كافة الخدمات والأنشطة وسبل النقل والرعاية التعليمية والصحية ..فهو بمثابة الحلم الذى تحقق لأهالى سن العجوز لينتقلوا إلى حياة أخرى تليق بالإنسان المصرى فى دولة تحرص على توفير الحياة الكريمة لهذا الشعب.
الوحدات السكنية الجديدة فى ما يشبه «كومباوند» السمان أو حدائق السمان وحدائق أكتوبر كاملة التشطيبات والأثاث والأجهزة الكهربائية، والمشروع يضم 104 عمارات على مساحة 105 أفدنة و2500 وحدة سكنية ومساحة الشقة 90 متراً كاملة التشطيب.. وهو ما يجسد اهتمام الدولة بتوفير الحياة الكريمة لأهالى منطقة نزلة السمان من خلال مشروع سكنى حضارى على أعلى مستوى وبتكلفة تزيد على الـ700 مليون جنيه لتوفير كافة الاحتياجات للمواطنين فيها.
المشروع الحضارى على بعد دقائق من هضبة الأهرام وميدان الرماية.. ويضم المشروع 90 محلاً لخدمة سكان المشروع تقع فى الدور الأرضى.
رؤية الدولة فى معالجة قضية العشوائيات والقضاء عليها.. عمل ملحمى شامل يوفر حياة جديدة وكريمة ومتكاملة للمواطن يهتم بكل احتياجاته المادية واللوجستية وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية لأبناء هذه الفئات ..ليكون مواطناً مختلفاً كلياً بعد معاناة عقود طويلة لا يتذكر فيها إلا الرئيس السيسى صانع السعادة والقائد الذى حقق حلم الملايين فى الحياة الكريمة.
القضاء على العشوائيات ملحمة تستحق أن نقدمها للعالم كنموذج ومثل لكيفية الاهتمام بحقوق الإنسان بالمفهوم الشامل.. فمصر لا تتحدث بالشعارات والمتاجرات ولكن لسان حالها الإنجازات والأفعال والنجاحات وما تقدمه لمواطنيها من حياة كريمة بكل ما تعنيه الكلمة.
تحيا مصر