بقلم : عزت بدوى
بقدر حالة الحزن التى اعتصرتنى صباح الجمعة الماضى إثر استشهاد نحو ٢٨ مواطناً مصرياً قبطياً وإصابة آخرين فى هجوم إرهابى خسيس من خفافيش الظلام استهدف الحافلة التى تقلهم وهم فى طريقهم من محافظة بنى سويف إلى دير الأنبا صموئيل غرب المنيا بقدر حالة النشوة والزهو والفخار التى غمرتنى مساء ذات اليوم إثر قيام رجال نسورنا الجوى من خيرة شباب قواتنا المسلحة بدك وتدمير معسكرات تدريب الإرهابيين فى “درنة” جنوب ليبيا و“الجفرة” وبسطها تنفيذاً لقرار القائد الأعلى لقواتنا المسلحة ورئيس البلاد الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة الثأر لشهدائنا ودك وتدمير المعسكرات التى أكدت المعلومات الموثقة لأجهزتنا الأمنية أن المجموعات الإرهابية التى اعتدت على أبنائنا فى الحافلة تدربت وتسللت من هذه المعسكرات عبر الدروب الصحراوية الممتدة على حدودنا مع ليبيا.
الرد السريع والحاسم وبعد ساعات قليلة من العملية الإرهابية الأخيرة التى استهدفت أبناءنا الأقباط فى رحلتهم الدينية غرب ليبيا يؤكد للقاصى والدانى إن لمصر سيفاً ودرعاً يحميها وأن ذراعها الطويلة قادرة على الوصول إلى الإرهابيين ودك حصونهم داخل مصر وخارجها وأنها لن تتردد لحظة واحدة فى التصدى لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وأهلها.
من يتمعن الكلمة التاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة الأمريكية العربية والإسلامية بالرياض فى الأسبوع الماضى وبيانه الذى ألقاه عقب الاجتماع الأمنى رفيع المستوى عقب الهجوم الإرهابى على حافلة المصريين الأقباط يوم الجمعة الماضى يدرك جيداً أن هناك تغيراً نوعىاً واستراتيجية واضحة فى المواجهة مع الإرهابيين والدول الداعمة لهم.
كما يدرك أيضاً أن عملية “درنة- الجفرة” مساء الجمعة الماضى والتى شاركت فيها نحو ٦٠ مقاتلة مصرية صالت وجالت بالاتفاق مع الأشقاء فى الجيش الليبى فوق مسرح العمليات من وسط ليبيا إلى جنوبها لتدك نحو ١٥ موقعاً ما بين مركز تدريب ومخازن أسلحة وذخيرة ومعسكرات لمجس شورى الجماعات الإرهابية لن تكون الأخيرة وإنما ستتكرر شرقاً أو غرباً ضد أى مواقع تؤكد معلوماتنا المخابراتية الموثقة أنها تستخدم للتخطيط أو التدريب لاستهداف مصر وأمنها القومى وشعبها.
وإذا كانت العملية الأخيرة تحمل فى طياتها رسالة واضحة لكافة الجماعات الإرهابية ومن يقف وراءها بالتمويل أو التدريب أو الإيواء فإنها تجعل كل مصرى وطنى غيور على بلاده يشعر بالفخر والاعتزاز بانتمائه لمصر ورجال قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية ويشعر بالفخر أيضاً أن له قائداً يحمل روحه على كفه للحفاظ على كرامة مصر وشعبها وأمنها القومى ولا يقبل المساس بشعرة واحدة من أبناء وطنه ولديه رجال ساهرون قادرون على رد الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه المساس بمصر وأمنها القومى وشعبها.