الصلاة عماد الدين وعماد بناء شخصية المسلم، حيث ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات"
تتمثل الحكمة في التشبيه البليغ الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه وصف الصلاة بثلاثة أوصاف ل وصف منهم ذات دلالة ومقصد، وتتمثل الأوصاف في:
الصلاة كالماء الجاري: فوصف الصلاة بالماء الجاري ينفي عن الماء الركود والعفن، لأن الماء الجاري دائماً متجدد ومتغير، أما الماء الراكد محل الوباء بينما الماء الجاري محل الطهارة.
غمر: فالحكمة من التشبيه والمقصد هنا، بأن الصلاة تغمر من يدخل فيها غمراً، كالنهر الغمر العميق، حيث اختص النبي الكريم النهر الغمر عن النهر الضحل قليل الماء، دلالة على الخير والنقاء فالنهر الضحل قليل الماء يكون عكر لاقتراب الأرض، عكس النهر العميق الجاري فمائه نقية شفافة.
على باب أحدكم: والمقصد من هذا التشبيه البليغ هو القرب وتوافد الخير دون حاجة لكلفة أو شقاء، فالصلوات الخمس أمر سير وخير كثيف يحصده المؤمن بالتطهر وأن يأتي لربه بقلب سليم، فيجد الخير والبركة والسعادة نهراً جارياً مليء بالخير تغمره بالتوبة والغفران والصحة والنشاط وكل ما هو خير.
فضل الصلاة في الدنيا
الصلاة هي أحد ركائز الدين الإسلام ي الحنيف، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيل.
كما أن الصلاة من أحب العبادات لله عز وجل، وللمؤمن، حيث يتصل من خلالها العبد بربه، يبلغه حاجته ويشكره ويتطهر في لقائه بالله من الذنوب والخطايا، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز سورة البقرة آية110 “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
الصلاة فرض لا جدال فيه فهناك العديد من الآيات القرآنية التي تدعوا للصلاة وتؤكد على أهميتها وفضلها، والحفاظ عليها.
الصلاة تكفر الذنوب، فكلما صلى العبد محى الكثير من الذنوب وتطهر منها تطهرا، كما أن كل من سعى للصلاة حصد الحسنات وباعد بينه وبين الشيطان.
الصلاة تمنع الناس من قول المنكر وسوء الخلق، إذ يقول الله تعالى في سورة العنكبوت آية45″ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"