واجهت أسعار البيض والدواجن خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعا ملحوظا، خاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا، وبدء العام الدراسي الجديد في مصر، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على كل أنحاء العالم، وأدى لتداعيات مختلفة مع توقعات بارتفاع معدلات التضخم في شتى الدول متأثرة بهذا الارتفاع العالمي في الأسعار.

وقد شهدت أسعار البيض والدواجن قفزات كبيرة فوصلت إلى ما يقارب 60 جنيها لكرتونة البيض، أما الدواجن فقد وصل سعر الكيلوجرام إلى 35 جنيها أو 40 جنيها في بعض المناطق، وهو ما أثر على المواطنين وأربك حركة السوق، فيما أرجعت وزارة الزراعة السبب في ذلك إلى الارتفاع العالمي في الأسعار، معلنة طرح المنتجات في منافذها بأسعار أقل من الأسواق بنسبة 30%.

واقتربت مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن، حيث تنتج مصر سنويا 1.3 مليار طائر، وحوالي 14 مليار بيضة سنويا، وساهم ذلك في عدم وجود أية فجوات غذائية في الدواجن والبيض، حتى جاءت تحركات الأسعار العالمية لتؤثر على السوق المحلي.

موعد عودتها لطبيعتها

وعن تلك الأزمة، قال الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن أسعار الغذاء في العالم ارتفعت خلال الآونة الأخيرة وهو ما كان له تداعيات على كل الأسعار في العالم، مضيفا أنه خلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت أسعار البيض والدواجن بعض الشيء، ونتيجة للسلوكيات التي اعتاد عليها المواطنين لجأ المواطنين لشراء أكثر من احتياجاتهم وتخزينها.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن منافذ الحكومة التابعة لوزارة التموين وجهاز الخدمة الوطنية وأمان ووزارة الزراعة منتشرة وتغطي كل محافظات الجمهورية بالكامل، وهذه توفر السلع الغذائية ومن بينها البيض والدواجن بأسعار مناسبة، مضيفا أن وجود هذه المنافذ لا يهدف للمنافسة ولكن لإحداث التوازن وضبط الأسعار.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة تتابع أسعار السلع الغذائية يوميا، ونتيجة حدوث أزمة ارتفاع أسعار البيض والدواجن خلال الأيام الماضية، عقد وزير الزراعة السيد القصير اجتماعا مع رئيس اتحاد منتجي الدواجن وتم التنسيق مع الجهات المعنية والاتفاق على ضخ كميات كبيرة من بيض المائدة في المنافذ التسويقية بأسعار أقل من سعر البيع بالبورصة، مع إضافة 3 جنيهات مقابل النقل والهالك والكسر والشرخ، وطرحها بأسعار معتدلة للمواطنين سواء للمربي أو المنتج أو المستهلك.

وأضاف سليمان أن الأسعار المناسبة تحقق نقطة التعادل بالإضافة إلى هامش ربح بسيط، لأن الوزارة تستهدف الحفاظ على المنتج والناتج المحلي، وتحقيق السعر العادل لكي يتمكن المربيين من الاستمرار في مشروعاتهم، موضحا أن الدولة حريصة على تنمية وتعزيز صناعة الدواجن وتنميتها، خاصة أنه يعمل بها على الأقل 3 مليون من الأيدي العاملة بشكل مباشر وغير مباشر، والاستثمار فيها يقدر بنحو 100 مليار جنيها.

وأكد أنه على المدى البعيد تسعى الوزارة إلى تقليل تكاليف التشغيل إلى الحد الأدنى وزيادة الإنتاجية وتعظيم العائد الاقتصادي، واتخذت وزارة الزراعة عدة إجراءات في هذا الصدد من أهمها، الاتفاقيات بين الوزارة والاتحاد العام لمنتجي الدواجن والبنكين الأهلي والزراعي لتوفير الدعم اللوجيستي والفني والمالي للمزارع وخاصة صغار المربين ورفع كفاءة مزارعهم.

ولفت إلى أنه تم استثناء أصحاب مزارع الدواجن من الشكل والشرط القانوني للإقراض والتمويل واعتبار النشاط الداجني ضمن مبادرة البنك المركزي للاستفادة بتمويل بفوائد 5% وتبسيط الإجراءات للحصول على تراخيص تشغيل كافة أنشطة المزارع وغيرها من الإجراءات والقرارات الجمهورية بتحديد أماكن الاستثمار الداجني في الظهير الصحراوي، مما يستهدف تقليل تكلفة الإنتاج ويزيد الإنتاجية.

وعن موعد الأسعار إلى طبيعتها، أكد سليمان أن الآونة الأخيرة شهدت زيادة مضطردة ثم ثبات في الأسعار وانخفاض طفيف، مضيفا أن هناك العديد من المنافذ التسويقية أسعارها مناسبة وعلى المواطنين عدم تشجيع الأسعار المبالغ فيها وتجنبها.

أسعار أقل بـ30%

ومن جانبه، قال المهندس سعيد  دسوقي، مدير التسويق بقطاع الإنتاج بوزارة الزراعة، إن وزارة الزراعة تنسق حاليا مع اتحاد مصدري الدواجن لتوفير البيض والدواجن للمواطنين بأسعار مخفضة خلال الفترة المقبلة، مضيفا أنه من المتوقع أن يبدأ طرح تلك المنتجات في منافذ الوزارة خلال يومين أو ثلاثة أيام على أقصى تقدير.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأسعار الجديدة لتلك المنتجات ستكون مناسبة ومرضية للمواطنين وستكون أقل من أسعار السوق بنحو 30% تقريبا مما يسهم تحقيق التوازن المطلوب في السوق، مضيفا أن موعد الطرح سيكون يوم الأربعاء المقبل أو الخميس للمساهمة في توفير تلك المنتجات للمواطنين بعد الارتفاع الذي شهدته خلال الأيام الماضية.