الأحد 19 مايو 2024

«العقاد» يتحدى النحس بالبومة ولعنة «ابن الرومي»

31-5-2017 | 15:19


عرف الكاتب الكبير عباس محمود العقاد بثقافته الواسعة وغزارة إنتاجه الأدبي، إلا أنه أيضا كان شخصا غريب الأطوار وعنيدًا ، ومن بين مواقفه أنه لم يتحدَ أدباء عصره فقط بل وصل الأمر إلى تحدي النحس ذاته، فاختار العقاد منزلًا يحمل رقم 13 لما عرف عن الرقم من أنه رقم النحس والشؤم، كما أن العقاد عندما اختار تمثالا لطائر يزين به مكتبه لم يجد سوى البومة رمز الشؤم والنحس.

لم يقتصر الأمر على البيت والتمثال حتى أنه ذهب إلى اختيار الشخصيات محل اهتمام العقاد فذهب إلى التاريخ العربي واختار أكثرهم التصاقا بالنحس وهو "ابن الرومي" ليكتب عنه.

هذا الشاعر العربي الكبير المولود سنة 221 للهجرة وتوفيَّ سنة 276 للهجرة مسموما، وهو الأديب العالمي الوحيد الذي كان سيء الحظ في حياته وسيء الحظ بعد مماته.


وابن الرومي أعظم شعراء عصره وأكثرهم علما وأغزرهم إنتاجا فهو صاحب اكبر ديوان شعر عربي، ووصلت قصيدته إلى 200 بيت، إلا أن ديوانه الشعري لم يطع كاملا، فما شرع أحد في طباعته حتى طاله نحس "ابن الرومي".


وفي مقال للكاتب الكبير أنيس منصور يحكي عن واقعة نشرتها الصحف آنذاك، عن أديب شاب من أدباء الريف كتب دراسة عن ابن الرومي وأهداها إلى الأستاذ العقاد يتحدى النحس المعروف عن ابن الرومي، فدهسه الأوتوبيس وهو يعبر الشارع في طريقه إلى القطار قادما إلى القاهرة!

ومن الغريب أن هذا الشاب أخبر والديه وأساتذته بأنه سوف يقوم بتجربة فريدة، وأنه يريد أن يتأكد بنفسه إن كان الذي أشيع عن ابن الرومي صحيحا أم لا.

العقاد أيضا لم يسلم من لعنة “ابن الرومي“، فذكر الكاتب الكبير "طه حسين"، أن العقاد ما أن شرع في الكتابة عن ابن الرومي حتى سجن تسعة أشهر.