افتتح الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، يرافقه سفراء وممثلي 15 دولة من أمريكا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال، اليوم الثلاثاء 19 أكتوبر، معرضًا للصور الفوتوغرافية بعنوان "مدن إيبيروأمريكا" بمكتبة الإسكندرية.
قال الدكتور مصطفى الفقي: "نشعر بتكريم كبير للمكتبة أن يأتي وفد دول أمريكا اللاتينية في هذه المناسبة التي تعبر عن روح العلاقة الوثيقة بين الثقافات العربية والإسبانية والبرتغالية، وتعبر أيضا عن التداخل بين تلك الحضارات عبر التاريخ".
وأضاف أن هناك أكثر من 700 سنة تجمع بين الثقافة العربية واللاتينية ولهذا نشعر بأننا قريبون جدا من بعضنا، موجها الشكر للسفراء الذين شاركوا بالفعالية، ومعربا عن أمله أن تكون تلك بداية فقط لمزيد من التعاون المشترك بين المكتبة وسفارات الدول اللاتينية.
وتابع الفقي: لدينا العديد من الاهتمامات المشتركة خاصة في ظل تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم، ونأمل في مزيد من الأفكار المبدعة التي تنعكس بالفائدة على الجميع ولتحقيق مستقبل أفضل نتطلع إليه، مضيفا أن مصر من أقدم الحضارات في العالم ونؤمن أن جذور الحضارات ترسخ العلاقات الجيدة بين الدول.
من جانبه قال السفير أشرف منير، نائب مساعد وزير الخارجية للشئون اللاتينية: "نجتمع اليوم لافتتاح معرض الصور الفوتوغرافية للدول الايبروأمريكية في إطار الأسبوع الثقافي الذي يتضمن عرضا لأفلام سينمائية بالمركز الثقافي الإسباني وإلقاء محاضرات بإحدى الجامعات في الإسكندرية عن ثقافات الدول الناطقة باللغتين الإسبانية والبرتغالية".
وأشار إلى دور الدبلوماسية الثقافية في العلاقات الدولية معتبرا أن التقارب الثقافي بين دول العالم يعد عنصرا حاكما تبنى عليه العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية، وأنه لا خلاف على أهمية المكون الثقافي في العلاقات الدولية وفي تشكيل القوى الناعمة ذات التأثير الإيجابي بين شعوب العالم.
وتابع أن مصر لديها علاقات جيدة مع الدول الإيبروأمريكية، حيث يبلغ عدد الناطقين باللغة الإسبانية في العالم أكثر من نصف مليار نسمة بينما يصل عدد الناطقين بالبرتغالية ما يزيد عن ربع مليار نسمة، موزعين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية وعدد من الدول الأفريقية والأسيوية.
وأشار إلى أن مصر تتشارك مع عدد من الدول الإيبروأمريكية في منتدى الحضارات القديمة الذي تشكل بمبادرة مشتركة من اليونان والصين ومصر، ليضم الدول التي كانت مهدا للحضارة الإنسانية والحفاظ على التراث والممتلكات والحد من تهريب الآثار.
بدوره عبر خوسيه اوكتافيو تريب، سفير المكسيك في مصر وعميد السلك الدبلوماسي اللاتيني، عن سعادته بتنظيم الأسبوع الثقافي الايبروامريكي في الإسكندرية و استضافة مكتبة الإسكندرية معرض الصور الخاص بالدول المشاركة.
وأشار إلى أن أسبوع سينما «أيبروأمريكا» يعد الأول بالإسكندرية، ويضم أفلاما من 14 دولة من أمريكا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال، وستعرض فى هذه الدورة أفلام روائية وتسجيلية.
ولفت إلى أن هذه المبادرة الثقافية باللغتين البرتغالية والإسبانية تحظى بقبول جيد فى مصر، متمنيا أن يكون ذلك الأسبوع السينمائى تقليدا لمحبى السينما في الإسكندرية.
وتشارك سفارات كلا من الأرجنتين، بوليفيا، تشيلي، كولومبيا، الأكوادور، إسبانيا، جواتيمالا، المكسيك، بنما، باراجواي، بيرو، جمهورية الدومنيكان وأوروجواي، في المعرض بتقديم ثلاثة صور فوتوغرافية لثلاثة مدن ومناظر طبيعية من كل بلد. وسوف يستمر المعرض بمكتبة الإسكندرية حتى الـثاني والعشرين من شهر أكتوبر.
يذكر أن المدن التي شيدتها كلا من إسبانيا والبرتغال في العالم الجديد كانت دائماً تتخذ من ميدانها مكانا محوريا تتواجد به القوى الرئيسية لتلك الفترة. وطغت المباني الجديدة التي أنشأها الأوروبيون مثل الكنائس والمباني الحكومية والمحاكم في بعض الأحيان على مبان أخرى قديمة لسكان البلاد الأصليين، كتلك التي تنتمي لحضارات الإنكا والمايا. وتعد جميع تلك المباني دلالة على التنوع الثقافي والعرقي الكبير الذي يميز تلك البلاد.
وتأتي هذه المبادرة الثقافية ضمن أنشطة "أسبوع إيبيروأمريكا بالإسكندرية" والذي سيعقد خلال الفترة من الـ19 وحتى الـ28 من أكتوبر. ومن بين الأنشطة المقرر تنظيمها بجانب المعرض، لقاءات مع قيادات محافظة الإسكندرية وممثلين لرجال الاعمال وكذلك أنشطة جامعية وإسبوع سينما إيبيروأمريكا والمسابقة الرقمية "أبطال إيبيروأمريكا" التي يشارك في تنظيمها دوري كرة القدم الإسباني (لا ليجا). وتهدف تلك الأنشطة إلى تعريف الجمهور السكندري بالواقع الثقافي لمختلف دول إيبروأمريكا.