السبت 18 مايو 2024

من الذي نقط القرآن الكريم؟

القرآن الكريم

دين ودنيا20-10-2021 | 12:27

سالي طه

من الأعمال التي يجب أن يحرص عليها الإنسان يوميا هي تلاوة القرآن الكريم، لنييل الأجر والثواب العظيم، وفي هذا السياق، تقدم بوابة "دار الهلال"، كيفية تنقيط القرآن الكريم كالآتي:

المرحلة الأولى: أبو الأسود الدولي

ـ تعدّدت آراء العلماء في أوّل من نقط القرآن الكريم، فقيل إنَّه أبو الأسود الدؤلي، وقيل يحيى بن يعمر، وقيل نصر بن عاصم الليثي، واشتُهر أبو الأسود الدؤلي بأنَّه أوّل من وضع مسائل النحو للغة العربية بأمرٍ من علي بن أبي طالب، وقد كان شديد الحرص على حفظ اللغة العربية لغة القرآن، وممّا يُروى في هذا السياق قصة القارئ الذي بدّل حركة كلمة "رسولُهُ" من الضمّ إلى الكسر في قوله -تعالى- من سورة التوبة: (أَنَّ اللَّـهَ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسولُهُ).

ـ الروايات كثيرة في ذلك، وكلّها تجتمع على أن أول من بدأ بفكرة تحسين رسم القرآن هو أبو الأسود الدؤلي، وهذا التحسين كان نحوياً، للتفريق بين الفتحة والضمة والكسرة.

ـ المقصود من تنقيط القرآن هو وضع نقاط لتشير إلى حركة الكلمة الإعرابية، ولا يُقصد بالتنقيط ما نعرفه الآن من وضع النقاط على الحروف، والسبب وراء وضع النقاط للنحو والإعراب هو للمنع من انتشار اللّحن عند قراءة القرآن.

المرحلة الثانية: يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم

ـ كانت حروف اللغة العربية خاليةً من التنقيط على الحروف، فكانت جميع الحروف التي تتشابه بالرسم تتّخذ نفس الشكل، حتى قام يحيى بن يعمر بوضع نقط الإعجام، وقيل نصر بن عاصم اللّيثي، والإعجام هو وضع النقاط على الحروف للتفريق بينها، فنقطة تحت الباء، ونقطتان فوق التاء، وثلاثة نقاط فوق الثاء، وهكذا على جميع الحروف، وقيل إنَّ التنقيط بدأ قبل ذلك إبان خلافة معاوية.

ـ كان عمل نصر بن عاصم في تنقيط القرآن امتداداً لعمل أُستاذيه؛ أبي الأسود الدؤلي، ويحيى بن يعمر، وقيل إنَّ نصر بن عاصم كان أول من وضع النقاط على الحروف المتشابهة في القرآن.

ـ كان يحيى بن يعمر قاضياً بمرو، فقام بتنقيط مصحفه تطبيقاً لِمَا تعلّمه من أستاذه أبي الأسود الدؤلي، ومن ثمَّ جاء دور نصر بن عاصم الذي قام بوضع النقاط لتمييز المتشابه من الحروف، وقد كان تكامل علم التنقيط والتشكيل في عهد الخليل بن أحمد الفراهيدي، بالإضافة إلى أنَّ التطورات ما زالت مستمرّة إلى هذا اليوم في تسهيل تدبّر القرآن الكريم وقراءته للنّاس.

ـ قام تلاميذ أبي الأسود الدؤلي بالتفنّن في تشكيل الحروف وتنقيطها، فمنهم من جعل النقطة مدوّرة الشكل، ومنهم من جعلها مطموسة الوسط، ومنهم من جعلها مدوّرة خالية من الدّاخل، وإذا كان الحرف ساكناً تركوه من غير تنقيط، أمّا إذا كان مُنوّناً فيضعون نقطتين فوقه أو تحته أو عن شماله.

ـ تطوّرت الحركات فاتّخذت علامة الجرّة الأفقيّة فوق الحرف لتدلّ على أنّ الحرف ساكن، ووضعوا علامة القوس للدلالة على أنّ الحرف مشدد، والجرّة المتصلة فوق الألف للدلالة على أنّها للوصل إذا كان ما قبلها مفتوح، وتحتها إذا كان ما قبلها مكسور، وفي وسطها إذا كان ما قبلها مضموم.

الاكثر قراءة