تواجه الحكومة المؤقتة في رومانيا وضعا مروعا في مستشفياتها بسبب انتشار وباء كورونا وزيادة حالات الإصابة؛ ما يزيد من الضغوط للوصول إلى حل سريع للأزمة السياسية في البلاد، وقد وصف الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الوضع في المستشفيات بأنه "كارثي".
وتغرق مستشفيات رومانيا حاليا في موجة كورونا الرابعة المدمرة للقطاع الصحي في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة سياسية منذ سبتمبر الماضي بين الحزب التقدمي الليبرالي والحزب الوطني الليبرالي عقب الإطاحة بوزير العدل وتعيين وزير الداخلية "لوسيان بود" في منصبه مؤقتا.
وحذر مسؤولو الرعاية الصحية في رومانيا من نفاد أسرة العناية المركزة في البلاد وسط أعداد قياسية من حالات الإصابة بفيروس كورونا؛ الأمر الذي تطلب فتح المستشفيات العسكرية وتدخل الدول المجاورة للمساعدة.
ووفقا لشبكة البلطيق الإخبارية، المتخصصة في شؤون البلقان ووسط وشرق أوروبا، أدى انهيار الائتلاف الحاكم من يمين الوسط في سبتمبر إلى إعاقة جهود معالجة الوضع الصحي لكورونا.
وخسر رئيس الوزراء فلورين سيتو اقتراع الثقة في وقت سابق من هذا الشهر، ويرأس الآن حكومة مؤقتة بينما لا تزال المحادثات بين الأحزاب السياسية حول تشكيل حكومة جديدة جارية.
ومع ذلك، بحسب الشبكة، لا توجد طريقة واضحة للخروج من الأزمة السياسية، التي تصرف الانتباه عن التعامل مع أزمة الرعاية الصحية الملحة في رومانيا، وقد تتجه البلاد نحو أول انتخابات مبكرة منذ عقود.
وتعد رومانيا ثاني أقل دولة تطعيما في الاتحاد الأوروبي، حيث تلقى 33 % فقط من سكانها جرعة واحدة على الأقل رغم الجهود التي تبذلها السلطات الرومانية لإقناع المواطنين بالتطعيم، فضلا عن تعرضها لأسوأ موجة من الإصابات بفيروس كورونا حتى الآن.
وقال كاتالين أبوستوليسكو، مدير مستشفى ماتي بالس في بوخارست، "إذا استمرت الزيادة في حالات دخول المرضى للمستشفيات، فسوف ينهار النظام الصحي في غضون يوم أو يومين حيث لا نمتلك بالفعل مكانا كافيا لاستيعابهم، مضيفا أن نسبة الإشغال في المستشفى 110%.
وتكافح رومانيا حاليا من أجل التعامل مع الأزمة من خلال التعاون مع الدول المجاورة بالإضافة إلي فتح المستشفيات العسكرية كدعم للعلاج.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو إن 50 مريضا رومانيا بحاجة إلى العناية المركزة سيتم علاجهم في اثنين من مستشفيات المجر، وذلك ضمن الدعم المقدم من بعض الدول المجاورة إلى رومانيا.
من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة الماضي عن إرسال شحنات طبية إلى رومانيا للمساعدة في تفادي انهيار الوضع الصحي هناك، حيث تم تسليم 5200 قارورة من عقاقير الأجسام المضادة إلى رومانيا حتى الآن، أرسلتها إيطاليا، بالإضافة إلى 200 مكثف أكسجين من الاحتياطيات الطبية للإنقاذ من هولندا، و50 مركزا للأكسجين من بولندا فيما تستعد الدنمارك لإرسال مكثفات أكسجين.
وقال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش: "إن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب رومانيا التي كانت عضوا نشطا للغاية في الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي لمساعدة البلدان الأخرى طوال فترة الوباء".
وقد بدأت موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا هذا الصيف في جنوب شرق أوروبا، بما في ذلك رومانيا، حيث انتشر متغير دلتا في جميع أنحاء المنطقة، وبلغت حالات الإصابة ذروتها في بعض البلدان بما في ذلك ألبانيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وسلوفينيا فيما ما تزال تسجل ارتفاعا في بلغاريا ومولدوفا كما بدأت في الازدياد مرة أخرى في صربيا على الرغم من انتشار حملة التطعيم في العاصمة بلجراد.