الخميس 23 مايو 2024

هل يقبل الله توبة الزاني؟

شروط التوبة من الزنا

دين ودنيا21-10-2021 | 19:39

كريمة عبد الوهاب

باب التوبة مفتوح للمذنبين جميعاً، إذ يقول الله -تعالى- في كتابه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ شروط الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، وهو ما يشمل جميع الذنوب حتى لو كان من بينها الزنا

شروط التوبة من الزنا

الإقلاع عن الذنب يجب على من فعل الزنا أو أعان عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحة، ويبتعد عن هذا الذنب وما يعين عليه، فإن كان له علاقات محرمة قطعها، وإن كان عنده تسجيلات أو صور أو ما اتصل بالفاحشة قام بمسحها واستعان بالله -تعالى- مقبلاً عليه ومتخلصاً من ذنبه بأي طريقة.

العزم على عدم الرجوع يجب على التائب من الزنا أن لا يعود إلى ذنبه، وأن يستمر في توبته، وأن يعزم على عدم العودة لهذا الذنب مطلقاً، فبهذا يتحقق كمال التوبة بإذن الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)، فإن عاد عليه التوبة مجدداً حتى يقلع عن ذنبه، وأن لا يصر عليه وإن وقع فيه، بل يكرر التوبة كلما وقع فيه.

الندم على الذنب ومعنى الندم أن يكون متأسفاً على ما صدر منه من هذه الفاحشة، وأن يكون حزيناً لفعلها، فيكثر من الانكسار والتذلل بين يدي الله -سبحانه- متذكراً هوان نفسه، وأن يبتعد عن التفاخر والمجاهرة، ففي هذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه).

 هل على الزنا كفارة؟

إن الذنوب التي تكون فيها الحدود وتكون محرمة في ذاتها لا كفارة لها، كالزنا، وهذا ليس تخفيفاً على المذنب إنما لأن الكفارة لا تنفع في مثل هذه المعاصي والذنوب؛ إنما تكون الكفارة في الأفعال التي هي في الأصل مباحة ثم تغير حالها للتحريم؛ مثل إتيان الزوجة في رمضان؛ إذ إن إتيان الزوجة مباح، ولكن في حال الصيام المفروض يكون محرماً وعلى من فعله كفارة.

هل تُقبل توبة الزاني؟

التوبة واجبة لكل ذنب وعلى كل مذنب، فإذا تاب المسلم توبة صادقة فهي مقبولة بإذن الله، بل وتبدل سيئاته حسنات إن صدق التوبة، والله -سبحانه وتعالى- رغب عباده بالتوبة وحثهم عليها، ففي كتابه الكريم يقول -تبارك وتعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).