الجمعة 17 مايو 2024

شارع «المغربلين» المنسي.. حي عريق ومساجد أثرية مهملة

31-5-2017 | 22:29

في قلب القاهرة داخل حي من أقدم الأحياء وأكثرها تمسكا بروح القاهرة الفاطمية حيث البيوت والمساجد الإسلامية مميزة التصميم، في الدرب الأحمر يبقى شارع المغربلين واحد من تلك الأماكن الأثرية الإسلامية المهملة والتي تعاني من فوضى الباعة الجائلين الذين يتخذون من أسوارها سوقا لبيع منتجاتهم.

يقع المغربلين بين شارعي السروجية ومنطقة البيباني يمينا وشارع الخيامية وبوابة المتولي أو زويلة يسارا امتدادا إلى الغورية، ورغم كون المغربلين ينتمي للحقبة التاريخية نفسها التي ينتمي لها شارع المعز لدين الله الفاطمي ذائع الصيت وبه عددا من الآثار والمساجد العريقة لكنه لا يحظى بنفس الدرجة من الاهتمام.

يعاني المغربلين من إهمال شديد يبدو للمارة من الوهلة الأولى فها هي تلك المساجد الأثرية تتحول ساحاتها إلى سوق للباعة الجائلين مستقرين أمامه منذ سنوات، وبيوت أثرية مسنودة بأعمدة خشبية بينها وبين بعضها بعرض الشارع منذ أن وقع زلزال 1992، الأمر لا يقتصر على المغربلين فقط بل السروجية أيضا.

البداية مع مسجد جانم البهلواني المغلق منذ عشرين عاما حسب توضيح إحدى سيدات المنطقة، قائلة إنه أصبح من الداخل كالتربة ويوجد به ضريح من الداخل مغلق ويفتح بعد العصر فقط في بعض الأحيان غير ذلك فهو مهجور تماما ولا أحد يزوره وقد يبدأون في إصلاحه لفترة ثم يتوقفوا مرة أخرى، "إصلاحه وترميمه يحتاج إلى المال لذلك فهو يفتح على فترات ويغلق ثانية" تضيف.

أما مدرسة إينال اليوسفي والتي تضم مسجد أيضا فقد تحول جزء منها الآن إلى حضانة لصغار الحي، فيعود تاريخ بنائها إلى عام 1392، وهي الآن جزء من شارع الخيامية، ويفتح مسجدها طوال اليوم، لكن سوره أصبح جزءا من السوق المحيط بالمنطقة فأمامه تفترش إحدى السيدات بضاعتها.

"الإهمال أمر طبيعي كأي مكان في البلد فلا يوجد منطقة أو حي خاصة الأثرية لا يعاني من الإهمال" تصف منى كامل إحدى زوار المكان انطباعه عنه بعد زيارتها له،  "المغربلين والخيامية وما يحيطهم مليئين بالمساجد والبيوت الأثرية التي تستمر حتى باب زويلة لكنها كلها تعاني إهمالا شديدا" تكمل.

وأوضح الحاج زينهم أحد قدامى سكان المنطقة إن عددا من البيوت والأماكن الأثرية أصبحت على غير عهدها فالتكية الموجودة بالمنطقة والتي عرفت قديما بكونها ملاذا للدراويش والفقراء وغيرهم للأكل والعزومات تحولت إلى مبنى الشئون الاجتماعية كذلك بعض البيوت أصبحت مؤجرة الآن رغم احتوائها على نقوش ومشربيات أثرية.

ورغم عراقتها لا يعرف الأهالي تاريخ المنطقة أو حتى أسماء المساجد الأثرية، يقولون إن السوق الموجود بطول شارع المغربلين يعود لسنوات وعقود مرت وأصبحت تلك المنطقة مصدر رزق هؤلاء الباعة رغم أنهم في الأساس ليسوا من سكان المنطقة، وكانت قبل سنوات قليلة مزارا سياحيا حتى توقفوا مع توقف السياحة إلى مصر.

وقال عربي عبد المحسن إن البيوت الأثرية يسكنها ناس الآن، مضيفا "بعد زلزال 1992 تضررت البيوت ومنذ ذلك الحين وهي مسنودة بأعمدة خشبية بينها وبين بعضها، وبعض البيوت الأثرية يسكنها ناس، فأحد هذه البيوت كان سبيل وكتاب وبه مشربية أثرية والآن مؤجرا لمواطنين".

ويضم المغربلين عددا كبيرا منن المساجد الأثرية منها جامع الأمير جاني بك، ويطل على ثلاث واجهات هي المغربلين وحارة الجنسكية وحارة الجامع ، فيما تطل واجهته الرئيسية على شارع المغربلين وتشتمل على المدخل والمئذنة وواجهة المدفن ذو القبة، يوجد به أيضا مسجد جانى بك الأشرفي الدوادار والذي يعود تاريخه لعام 1426 ميلاديا، وكذلك زاوية عبد الرحمن كتخدا والتي أنشأت عام 1729.