شامة تزين وجهه الأسمر، صوت قوي يعرف كيف يطوعه تارة يغني موال وتارة آخرى شعبي ورومانسي، يستطيع أن يجعل الدمعة تستقط على وجنتيك وهو يغني "كتاب حياتي يا عين" بينما يدخل عليك الفرح والسرور ويجعلك ترقص وهو يغني "الواد الجن" أو"الواد ده إيه" هو صاحب كل الأغاني الحزينة والمبهجة، ابن الحارة المصري الذي صنع شعبيته بالشقاء والتعب ليصبح أهم مطرب شعبي في مصر يلقبه البعض بـ"فارس الأغنية الشعبية"، بينما طارده في منتصف الثمانينيات لقب "مايكل جاكسون مصر"، هو الفنان حسن الأسمر.
ولد حسن الأسمر بحي العباسية في القاهرة 21 أكتوبر 1959 ينمتي لأسرة صعيدية الأصل من قنا، أحب الفن منذ نعومة أظارفه وكان يتردد على حلقات الذكر والأفراح الشعبية وبرغم من أنه يمتلك صوتا جميل إلا أن حلمه كان في أن يصبح ممثلا، وكانت وجهته الأولى ناحية قصور الثقافة ولكن فجأة تحولت بوصلته إلي عالم الغناء، ومن شركة "صوت الجيزة" التي كانت تبحث عن أصوات شابة جديدة بدأت رحلة "الأسمر" وسجل أول أغنية شعبية "عليل أنا يا تمرجية" وهي الشرارة الأولى لإنتاج ألبومه اﻷول.
"عيون ست البنات" في 1984 كان الألبوم الأول له ليظهر على غلاف الكاسيت دون "الوحمة" الشهيرة التي على وجهه إذ شعر بالحرج ولكنه أدرك أنها ميزته عن غيره وكانت تميمة حظه وأحد أسباب شهرته، ذاع صيته وقدم في فترة التسعينيات عدد كبير من الأغاني الشعبية باتت أشهرها" كتاب حياتى" وهي من تلحينه، وتوالت أغانيه "أنا مين، اتخدعنا، متشكرين، أعملك إيه حيرتنى، على فين ياهوى، أنا أهه وأنت أهه، أشكى لمين، الله يسامحك، طعم الأيام"، وكان يلحن بعض الأغاني لنفسه تحت اسم مستعار "حسن عبدالعزيز"، وتربع حسن الأسمر على عرش الأغنية الشعبية في وسط عمالقة الغناء الشعبي أبرزهم أحمد عدوية.
نجاحه مطربا فتح له باب السينما كممثل، ومن منتصف الثمانينيات شارك في عدد من الأفلام أبرزها "امرأة مع الشيطان، تل العقارب، الشرابية، المشاغبات في خطر" وكان يجسد في معظمها دور المطرب، وفي فترة التسعينيات شارك في العديد من الأفلام أبرزها "درب الرهبة، ليلة ساخنة، زيارة السيد الرئيس، امرأة وخمسة رجال، بوابة إبليس"، وكان دوره المتميز في "عيون الصقر" مع نور الشريف.
وفي التليفزيون قدم عدد من المسلسلات أبرزها "أرابيسك، أوراق مصرية، حجا المصري"، بالإضافة إلى عدد من المسرحيات، من أشهرها "باللو" و"حمري جمري"، وكان أخر أعماله مسلسل "قمر" في 2008 مع فيفي عبده، بعده انقطع فترة طويلة عن الفن، ولكنه عاد في2011 بحملة إعلانية لإحدى شركات الاتصالات.
تزوج من حسن الأسمر من السيدة فوزية علي وأنجب منها "هاني وأمنية" وكان "الأسمر" يمتاز بالطيبة والحنية على أسرته، ويعشق المطبخ الذي يجلس داخله بالساعات لإعداد الأكل، وكشف نجله المطرب هاني الأسمر في لقاء ببرنامج "مساء dmc أن والده يبكي تأثرا أثناء تسجيل "أغنية كتاب حياتي" وكان من أجل أحباله الصوتية يشرب الشاي بالحلاوة الطحينية".
ساعد نجله "هاني" وشجعه على موهبته وشارك معه في أغنية "صياد" التي لاقت نجاحا كبيرا، بينما دخلت "أمينة" سكة الغناء الشعبي وكان أولى أغانيها "دوع ملايكة"، وكانت "بحب الحياة"، آخر أغاني "حـسن" التي أنهى بها مشواره الفني، وفي 7 أغسطس 2011 توفي حسن الأسم إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز 51 عامًا، رحل ولكن بقيت أغانيه وصوته في قلوب عشاقه ومحبيه الذ لا يخلو بيت أحدهم من إحد أشرطة كاسيت حسن الأسمر بريحة التسعينيات.