السبت 20 ابريل 2024

من أهم مقولات حسن حنفي

أستاذ حسن حنفي

ثقافة21-10-2021 | 21:34

حسام الحداد

من الصعب أن يكتب تلميذ عن أستاذه الذي يدين له بالفضل، فما بالك بالذي يكتب عن أستاذ أستاذه، أو شيخ شيخه، فالأمر بالفعل صعب جدا، أقول هذا لأنني أعتبر نفسي واحدا من تلاميذ نصر حامد أبو زيد، الذي كان أستاذه حسن حنفي والذي رحل عن دنيانا اليوم ليلحق بأهم تلامذته نصر أبو زيد وعلي مبروك، والذين اتخذوا خطوات كبيرة ربما في طريق مغاير عن طريق أستاذه الذي وضع حجر الأساس لمدرسة جديدة في نقد التراث وتجديد الفكر الإسلامي، وعند حضور الشيخ الكبير فلا حضور لغيره، ومن أجل هذا سوف أعرض في هذه المساحة لأهم مقولات حسن حنفي بالنسبة لي، ربما تكون بداية للقارئ الكريم في إعادة مناقشة بعض الأمور بينه وبين نفسه، وربما تضعنا هذه المثولات على طريق مختلف كما سبق ووضعت غيرنا.

يقول حسن حنفي في كتاب التراث والتجديد: "مُهمَّةُ التُّراثِ والتَّجديدِ حلُّ طَلاسِمِ المَاضي مرَّةً واحدةً وإلى الأَبَد، وفكُّ أسرارِ الموروثِ حتَّى لا تعودَ إلى الظُّهور. مُهمَّةُ التراثِ والتَّجديدِ التحرُّرُ مِنَ السُّلطةِ بكلِّ أنواعِها؛ سُلطةِ الماضِي، وسُلطةِ المورُوث، فلا سُلطانَ إِلَّا للعَقل، ولا سُلطانَ إِلَّا لِضرُورةِ الواقِعِ الذِي نَعيشُ فيهِ وتحريرِ وِجدانِنا المُعاصرِ مِنَ الخَوفِ والرَّهبةِ والطَّاعةِ للسُّلطة."

وفي دراسات فلسفية الجزء الأول يقول: "إن التراث القديم ليس هو الدِّين، وبالتالي ليس له طابعُ التقديس، بل إن الدِّين هو جزء من التراث؛ أي الموروث العقائدي، بجوار الموروث الأدبي والعُرفي. هو نتيجةُ ظروفٍ سياسية قديمة، وصراعٍ على السلطة، وتعبير عن أوضاع اجتماعية."

وفي الجزء الثاني يقول: "هل نحن جيل الثورة الشاملة؛ نعيش عصر الثورة نظرًا وعملًا، فكرًا وتنظيمًا؟ لا تعني الثورة هنا مجرد تغيير الهياكل الاجتماعية والأنظمة السياسية علنًا وسرًّا؛ فقد تم ذلك في الدعوة السابقة دون أن تحدث ثورة، ولكن هذه الدعوة تعني الثورة الشاملة التي تضم إنجازات الإحياء والإصلاح والنهضة والعقلانية والتنوير والعلم والتصنيع والتغير الاجتماعي."

وفي كتاب من عقيدة إلى الثورة الجزء الأول يقول: "لسْنا أمامَ عِلمٍ مقدَّس، بل أمامَ نتاجٍ تاريخيٍّ خالص، صَبَّ كلُّ عصرٍ ثقافتَه وتصوُّرَه فيه. وتَصوُّرُ القدماءِ تَصوُّرٌ تاريخيٌّ خالصٌ يُعبِّرُ عن عصْرِهم ومُستواهُم الثقافيِّ كما أن تَصوُّرَنا المعاصرَ يُعبِّرُ عن رُوحِ عصْرِنا ومُستوانا الثقافي."

وفي الجزء الثاني يقول: "فإذا كانَ حقُّ اللهِ على العبيدِ هو تحقيقَ الرسالةِ والدعوةِ المبلَّغة، وهو كونُ الإنسانِ خليفةَ اللهِ في الأرض، فإنَّ حقَّ العبيدِ على اللهِ هو حقُّهم في استردادِ وعيِهم المتحجِّرِ خارجًا عنهم وأمانتِهم على الرسالةِ وتحقيقِها في العالَم."

أما في الجزء الثالث فيقول: "إذا ما أرادَ الحاكمُ أن يَتسلطَ وأن يَتحكمَ بلا بَيعةٍ أو شُورى، فإنه سرعانَ ما يجدُ مُبرِّرًا له في الدعوةِ إلى أفعالِ العباد، والحريةِ المطلقةِ لإرادةٍ شاملةٍ يَتمثلُها الحاكمُ حتى يَصعُبَ بعدها التفرقةُ بين إرادةِ اللهِ وإرادةِ السُّلطان، فكما أن اللهَ حرٌّ يَفعلُ ما يشاءُ فكذلك السُّلطانُ يَفعلُ ما يُريد، وكما لا يُجبَرُ اللهُ على الشيءِ لا يُجبَرُ السُّلطانُ على شيء."

وفي الجزء الرابع: "إذا كان ماضي الإنسانيةِ يمثِّلُ حركةَ الذهاب، فإن مستقبلَ الإنسانيةِ يمثِّلُ حركةَ الإياب؛ وإذا كانت النُّبوةُ تمثِّلُ فِعلَ اللهِ في التاريخِ من خلالِ الأنبياء، فإن المعادَ يمثِّلُ فِعلَ اللهِ في التاريخِ من خلالِ الشهداء؛ وإذا كان ماضي الإنسانيةِ يتحددُ في الزمان، فإن مستقبلَها يكونُ أقربَ إلى أن يتحددَ في الخلود. الدنيا بدايةُ الآخِرة، والآخِرةُ نهايةُ الدنيا."

وفي كتابه من النقل إلى الإبداع يقول: "تعني القراءةُ تأويلَ التاريخ وإعادةَ صياغته، وصبَّ حضارةِ الوافد داخل حضارة الموروث، وإدخالَ ثقافة الآخَر في ثقافة الأنا من أجل تجاوز ثُنائية الثقافة، وتحقيقًا لوَحْدة الحضارة البشرية في بدايتها ومَسارها."

وأخيرا في كتاب "عرب هذا الزمان" يقول: "لم يَعُد الوطن العربي قادرًا على حماية سمائه والدفاع عن أرضه. تفعل فيه القُوى الأجنبية ونُظُم الحكم ما تشاء وكأنه وطنٌ بلا صاحب، جسمٌ مخدَّر يفعل فيه الأجنبيُّ ما يشاء بالتقطيع والترقيع ونقل الأعضاء بمساعدة الممرِّضين المحليين لخَلقِ جسدٍ جديد، فاقد الهُوِية، عاجزٍ عن الحركة."

رحم الله حسن حنفي مفكرا وأستاذا وشيخًا.