اتهمت عائلات شبان تونسيين مفقودين منذ محاولتهم الهجرة بشكل غير مشروع إلى أوروبا، غداة إطاحة نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011، السلطات التونسية بـ"تجاهل" مصير أبنائهم.
خلال الأسابيع والأشهر التي تلت الإطاحة بنظام بن علي، حاول آلاف التونسيين الوصول بشكل غير مشروع عبر البحر إلى جزيرة لمبيدوزا الإيطالية، أقرب نقطة في أوروبا إلى سواحل تونس.
وأعلن الرئيس الباجي قائد السبسي في وقت سابق، أن أكثر من 20 ألف تونسي هاجروا بشكل غير مشروع إلى جزيرة لمبيدوزا، مستغلين حالة الانفلات الأمني في تونس عقب الثورة.
وأعلن عبد الرحمن الهذيلي رئيس "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" (منظمة غير حكومية)، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي، أن وزارة الخارجية التونسية تلقت من العائلات ملفات تخص 503 مهاجرين مفقودين منذ 2011.
وقدر الهذيلي العدد "الحقيقي" للمهاجرين التونسيين المفقودين بنحو 1500 شخص.
وأضاف: "ليس لدينا أي معلومات حول متابعة هذه الملفات من قبل السلطات التي تصم آذانها، وغير المقتنعة بالطبيعة الاجتماعية لهذه الملفات".
ولم تُخفِ هذه العائلات غضبها خلال المؤتمر الصحفي.
وقال والد نضال بن حليمة المفقود في إيطاليا منذ 2012: "أبناؤنا ليسوا إرهابيين حتى يتم تجاهلهم بهذه الطريقة، وإن كانوا هاجروا بشكل غير شرعي فذلك هربًا من البطالة والبؤس".
وأفادت والدة أنيس الأخضر الذي حاول الهجرة بشكل غير مشروع منذ مارس 2011، بأن الحكومات المتعاقبة على تونس منذ ذلك العام "لم تكن لها أي إرادة لأعادة أبنائنا أحياءً أو أمواتا"، وأضافت "فقدنا بالكامل الثقة في الدولة ولن نسكت".