الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تحقيقات

حملات مكثفة للتوعية بمخاطر الإدمان داخل الجامعات.. وأطباء نفسيون: حماية للشباب ومستقبلهم

  • 21-10-2021 | 23:29

بيوت التطوع لمكافحة الإدمان داخل الجامعات

طباعة
  • حسن راشد

تعد مشكلة المخدرات من بين التحديات التي تلقي بظلالها السلبية على المجتمع، ليس فقط لأنها تستهدف شرائح عمرية مبكرة من النشء والشباب وتؤثر في مستقبلهم، وإنما لأنها تحوي تكلفة اجتماعية وتنموية باهظة أيضاً، وهو ما يجعل من الضروري ألا تقتصر مكافحتها على الجانب الأمني أو العلاجي، بل من المهم أيضاً التركيز على الجانب التوعوي، لأنه يمثل الوقاية المبكرة من الوقوع في الإدمان.

وتكمن أهمية التوعية بمخاطر الإدمان والمخدرات في كونها الرادع الأول في مواجهة هذه الظاهرة، خصوصاً إذا كانت برامج التوعية تستهدف في الأساس الشباب الذين يعتبروا القوة الرئيسية في عملية الإنتاج والتنمية ومعالجة الأسباب أو العوامل التي تقف وراء تفكيرهم في تعاطي المخدرات، سواء كانت نفسية أو أسرية.

ومن أجل حماية طلاب الجامعات يبادر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، برئاسة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، بتنظيم أنشطة ثقافية وتوعوية داخل الجامعات من خلال "بيوت التطوع"، التابعة للصندوق؛ للتوعية بأضرار تعاطي المخدرات وكيفية الوقاية من الإدمان والرد على كل الاستفسارات المعلقة بأضرار تعاطي المخدرات وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنها.

 

الدكتور وليد هندي

الكشف عن الإدمان

ومن جانبه، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الشباب هم الفئة المستهدفة لهدم الوطن وعدم استمرارية امداده بروافد في منظومات العمل والفكر والإبداع وغيره. لذا فإن البرامج الثقافية والتوعوية بأضرار الإدمان التي يقوم بها صندوق مكافحة الإدمان في الجامعات في صالح أبنائنا الطلاب ومهم جداً.

وأشاد خلال تصريحه لبوابة دار الهلال بقرار الكشف عن المخدرات لدى طلاب الجامعات، مضيفا إنه قرار قوي وهو يعبر عن رغبة حقيقية في صنع مواطن سليم صحي معافى البدن، يتماشى مع مفهوم الجمهورية الجديدة ومع النمو الذي يحدث في الحركة البنائية والصناعية والاستكشافية، لأن هذا القرار سيجعل الشباب قادر على التناغم مع كل المتغيرات التي تحدث، ولن يكون لديهم عشوائية في السلوك وسيتم القضاء عليها كما تم القضاء على العشوائية في المباني والتجمعات  

وأضاف قرار المجلس الأعلى للجامعات بالكشف عن المخدرات لدي طلاب الجامعات هو قرار تأخر كثيراً جداً لأنه يحمي أكثر من 3 مليون طالب في الجامعات المصرية من الوقوع في براثن المخدرات وبالتالي يحمي أسرهم. هو قرار وقائي في الأساس واحترازي واجتنابي من الوقوع في المشكلات واجراء حماية للطلاب.

مخاطر الإدمان

وطالب هندي الطلاب بضرورة الذهاب للكشف على أنفسهم، لأن تعاطي الطالب للمخدرات يسبب له مشاكل نفسية وذاتية جمة أهمها اضطرابات الذاكرة وهو ما يؤثر على تحصيله الدراسي مما يؤدي إلى رسوبه بالإضافة إلى أمراض نفسية أخرى مثل هذيان الرعاش وهو ما يحول بينه وبين بعض المهن والحرف كما أنه قد يؤدي إلى فشله في دراسته خاصة إذا كان في كليات تتضمن عمل يدوي مثل كلية الهندسة أو الطب وإجراء الجراحات وغيره.

وأضاف أن الإدمان يسبب انعدام شهية وهو ما يسبب اعتلال في الصحة العامة ووهن عام في الجسد وفقدان الوزن ويكون لدي المدمن إهمال في المظهر الشخصي، فيصبح مظهره غير مستحب للأخرين، حتى إذا استطاع اجتياز دراسته يفشل في النجاح في مقابلات العمل.

واستكمل أن الإدمان أيضاً يسبب نمو في السلوك العدواني، حيث أن معظم المشاجرات التي تحدث في المجتمع وبين الطلاب وبعضهم، وهو أمر بالغ الخطورة حيث أن المخدرات تدمر خلايا المخ، فيصبح الفرد غير قادر على التركيز أو اتخاذ القرار، ويجعله يفشل أسرياً. بالإضافة إلى أن المخدرات تجعل الفرد عرضه للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وأشار هندي إلى أن التوعية بمخاطر الإدمان والكشف عن الإدمان سيقي الطلاب من الموت، وبعض لأمراض المستوطنة والمستعصية مثل الإيدز. كما أن نسبة 6% إلى 20% من المتعاطين يقبلون على الانتحار، فمعظم حالات الانتحار التي تحدث للشباب في المراحل الجامعية تحدث نتيجة تعاطي المخدرات.

ونوه بأن الإدمان يسبب أمراض عضوية أخرى مثل تليف الكبد والذي يحدث خلال بضعة سنوات من التعاطي، ويمكن أن يصاب الفرد أيضاً بأمراض العضلات وأمراض الدم ويمكن أن يحدث له عمى كحولي وأن يصاب بنوبات صرع وضمور في خلايا المخيخ وأن يحدث له ضعف جنسي وغيره.

وأكد على أن الكشف على المخدرات لدي طلاب الجامعات يقيهم شر كل المخاطر التي تحدث نتيجة الإدمان ويحمي مستقبلهم والحصول على وظيفة مناسبة وأن يكون فرد فعال في المجتمع، من خلال المحافظة على حقه في الحياة.

وتابع أن توعية الطلاب بمخاطر الإدمان ومساعدتهم على الإقلاع تحميهم من أن يكونوا فريسة سهلة لجماعات الشر، حتى لا يستخدمونهم في الجرائم من خلال استغلالهم مادياً، كما أن بعض المدمنين يقومون بارتكاب جرائم مختلفة للحصول على المال لشراء المكيفات. كما أنه تحدث العديد من المواقف المخلة بالشرف نتيجة الإدمان.

 

دور الأسرة

وفي نفس السياق قال  الدكتور محمود مهدي، طبيب نفسي، أن التوعية بمخاطر المخدرات والتحذير من آثارها السلبية في الصحة النفسية والعقلية والعضوية وآثارها الاجتماعية، لها أهمية بالغة لأنها تمثل رادعاً للنشء من التفكير في اقتحام بؤر التعاطي، وإقناع الذين وقعوا في هذا المستنقع بالتوقف، والاندماج في البرامج العلاجية والتأهيلية التي تطلقها الدولة والجمعيات.

وأشار في تصريحه لبوابة دار الهلال إلى أن التوعية يجب أن تمزج بين عنصري الترهيب والترغيب، من خلال إظهار الجوانب السلبية الهدامة للمخدرات على الفرد والمجتمع بشكل عام، والترغيب في العلاج لكل من وقع في الإدمان، ومساعدته على الإقلاع والانخراط في المجتمع من جديد.

وتابع أنه هذا ما تحرص عليه وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان من خلال حملات التوعوية المختلفة، التي تستهدف زيادة وعي الشباب بأضرار المخدرات ومخاطرها، ولكن نجاح تلك الجهود يعتمد في الأساس على الدور الرقابي والتوعوي والتربوي الذي تمارسه الأسرة في ضبط سلوكيات أبنائها وتقويمهم بشكل مستمر، وإذا فقد هذا الدور فإن حملات التوعية سيكون تأثيرها محدود، ولذلك يجب أن تربي الأسرة أبناءها على أسس وأخلاقيات سليمة، وأن تتابع سلوكياتهم لمعرفة أي  تغييرات قد تحدث لهم نتيجة تعاطي المخدرات، والمسارعة إلى علاجهم وإعادة تأهيلهم حتى يشاركوا في المجتمع من جديد.

 

الجدير بالذكر أن الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أصدرت توجيهاتها بتكثيف الأنشطة والبرامج التوعوية لطلاب وطالبات الجامعات، واستثمار طاقات الطلاب في التوعية بأضرار الإدمان وأهمية مكافحته، يأتي ذلك في إطار حرص الوزارة على رفع الوعي المجتمعي بخطورة الإدمان.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة