في اعتقادى أن فيلم «ريش» هو محاولة للتسلل والاختراق الناعم.. ولا أتفق تمامًا مع الذين يدعون إلى تهوين الأمور فنحن في حاجة إلى استجلاء حقيقة نوايا ودوافع صناع الفيلم ..ومن يقف وراءه.. ولماذا تجاهل ما يحدث في مصر من إنجازات ونجاحات وملحمة حقيقية للبناء وتوفير الحياة الكريمة للناس ..وهل صناع الفيلم منفصلون عن الواقع أم أن وراء الأمور أسباب أخرى.. ولماذا لم يكونوا أمناء فى عرض حقيقة ما يحدث فى مصر وما تشهده ملحمة القضاء على المناطق غير الآمنة والحرب على الفقر.. ولماذا عميت كاميراتهم عن رؤية المناطق الجديدة التى انتقلت إليها هذه الفئات ..أو الميزانيات التى أنفقتها الدولة على هذا الملف أو شكل الحياة بعد الانتقال.. هل الفيلم امتداد للأعمال المدعومة والممولة لتشويه مصر واختلاق واقع غير موجود فى إطار ممنهج لتزييف الوعى بعد أن فشلت جميع منصات قوى الشر فى نشر الأكاذيب والشائعات والتشكيك ..وهل نحن أمام محاولات للاختراق الناعم يحظى بمباركة قوى الشر سواء فى الدعم أو الجوائز..مطلوب فقط أن نعرف الحقيقة .. ومطلوب أيضًا من صناع الفن المصريين الشرفاء تنشيط عجلة الأعمال الفنية (الدراما والسينما والأفلام التسجيلية) أن تبرز وتجسد وتقدم إنجازاتنا وشكل الحياة فى المناطق الجديدة ..التى حلت بديلاً إنسانيًا وحضاريًا وحقوقيًا من الدرجة الأولى عن العشوائيات مثل الأسمرات وبشائر الخير وأهالينا والمحروسة وكيف تحولت حياة هذه الفئات إلى الأفضل والحياة الكريمة.
هل الفيلم امتداد لمحاولات التسلل والاختراق الناعم لتزييف الوعي.. بدعم من قوى الشر التى فشلت فى كل المحاولات التقليدية على مدار أكثر من 7 سنوات؟
لا أميل ولا أوافق على التقليل أو التهوين من محتوى ومضمون هذا الفيلم الذى سعى للإساءة إلى مصر وشعبها وتجاهل الواقع تمامًا على مدار 7 سنوات ولا يجب أن يمر مرور الكرام ..وأخالف الرأى من يدعون أن الإبداع والفن لا قيد عليه.. وهذا ربما صحيح إلى حد كبير ولكننى أشتم رائحة عفنة من فيلم «ريش» سواء فى محتواه أو من يقفون وراءه ومن أنتجوه ومن منحوه جائزة.. لأن هذا الفيلم يتطابق تمامًا مع بعض الأفلام التى كانت تتفنن فى تشويه مصر والإساءة إليها فى عرض الظواهر السلبية والمبالغة فى إبرازها قبل عشر سنوات أو ربما أكثر ولا داعى لأذكر بهذه النوعية من الأفلام التى قدمت المجتمع المصرى فى أسوأ حالاته.
تحفظى على التعامل مع فيلم «ريش» ينطوى على عدم وجود نوايا حسنة ..بل أشعر بأنه أمر ممنهج ومقصود ولم يأت اعتباطًا أو صدفة.
لا أضخم الأمر ولكننى أتعامل معه بواقعية.. خاصة أن هناك فى الخارج من يدعمون هذا التوجه ويريدون التسلل من خلال وسائل ناعمة لتشويه مصر والإساءة إليها رغم ما تشهده من إنجازات وتعامل غير مسبوق مع هذه الفئات التى حظيت باهتمام ورعاية.. فللأسف الشديد على من أصابهم العمى والحقد والإصرار على تجاهل ملحمة مصرية فى تقديم الحياة الكريمة لهذه الفئات البسيطة من أهالينا الذين كانوا يعيشون فى أماكن خطرة أو غير آمنة أو ما يطلقون عليها العشوائيات إلى وحدات سكنية فاخرة ومجهزة فى مناطق حضارية يتمنى أى مواطن العيش فيها.. قدمتها الدولة لأبنائها من هذه الفئات مجانًا رغم أن تكلفتها ربما تزيد على الـ 005 ألف جنيه للوحدة الواحدة ..ومزودة بالأثاث وبكافة الخدمات الإنسانية والرياضية والثقافية وفى بيئة صحية مثالية وتحظى بالرعاية والحماية الاجتماعية.. وأن مصر شهدت خلال السبع سنوات الماضية معجزة حقيقية فى البناء والتنمية وتغيير حياة الناس للأفضل وتوفير الحياة الكريمة لهم.. وتوالت عشرات الشهادات الدولية من أعرق وأكبر المؤسسات والمنظمات الاقتصادية فى العالم بالإضافة إلى تقارير الأمم المتحدة حول عدد من المشروعات المصرية الأكبر والأضخم فى العالم.
الحقيقة أن الموضوع والعمل استفزنى للغاية ..فإذا سلمنا أنه فن وإبداع فلماذا هذا التناول غير الموضوعي.. وما هى الأهداف التى تقف وراء هذا التجاهل المتعمد لجهود دولة لا تنام الليل وتسهر على تغيير حياة هذه الفئات وقد أحدثت طفرة عظيمة.. ولماذا لم يعرض الفيلم هذا التغيير للأفضل.. ولماذا ركز على موضوعات قديمة.. وماذا عن تراجع وانخفاض معدلات الفقر فى مصر.. وماذا عن المواجهة الشاملة لكافة الأزمات والمشاكل التى حاصرت المواطن طوال العقود الماضية ولماذا لم يتناول الفيلم إذا كان موضوعيًا حياة الناس فى الأسمرات وبشائر الخير وحدائق أكتوبر والمحروسة وأهالينا وكيف تستعد مصر قريبًا للقضاء نهائيًا على العشوائيات.. ولماذا لم يعرض هذا الإنجاز وغيره من عشرات الإنجازات التى غيرت حياة المصريين إلى الأفضل ..وماذا عن المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة والرعاية الاجتماعية التى تستهدف حماية هذه الفئات وماذا عن تعامل الدولة المصرية مع هذه الفئات خلال تنفيذ قرار الإصلاح الاقتصادى وكيف تعاملت معها فى ظل جائحة كورونا.
فى اعتقادى أن خطورة هذا العمل تكمن فى محاولات التسلل والاختراق الناعم من خلال الفن المغرض والمشوه الذى يحاول بث الإحباط واليأس امتدادًا لمحاولات أخرى تمارسها بعض قوى الشر عبر تقارير مغلوطة وعبر شاشات مشبوهة. ومن خلال أكاذيب مفضوحة.. دحرتها إرادة ورؤية وإنجازات الدولة المصرية.
من الممكن أن أسأل القائمين على الفيلم.. هل أنتم منفصلون عن الواقع فى مصر.. وما هى أهدافكم إذا كنتم تتابعون وتتجاهلون.. إذا كانت القيادة السياسية تتحدث ليل نهار عن حتمية تغيير حياة المصريين.. وتنجز على الأرض وتحول الكلام إلى عمل وانجاز مبهر.. هل شاهد هؤلاء رئيس وزراء مصر وهو يتجول فى القرى المصرية بعدد من المحافظات ويرصد الواقع المأساوى لبعض الفئات.. وقد قررت الدولة تغيير هذا الواقع إلى الأفضل تمامًا وإزالة كل مظاهر هذه المعاناة.. ألم يسمع هؤلاء أو يروا ما تقوم به الدولة من خلال مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى فى 4500 قرية مصرية و30 ألف تابع لتغيير حياة ما يقرب من 60 مليون مصرى بتكلفة تزيد على 700 مليار جنيه.. إذن لصالح من يصب مضمون وأهداف فيلم «ريش».. وهل من أنتجوه هم امتداد لبعض الأفلام قبل يناير 2011 التى أظهرت المجتمع المصرى بحالة يرثى لها ونشرت اليأس والإحباط.. وأساءت لمصر فى الخارج.
الخارج أو الغرب يهلل ويرعى ويدعم أمرين مهمين.. الأول هو كل ما يشوه مصر ويسيء إليها من أعمال فنية تغدق على القائمين عليه على إنتاجه وتقديمه أو تقديم كل سبل الدعم للأعمال التى تحاول ترسيخ سلوكيات شاذة.. وعادات لا تتناسب مع قيم ومبادئ وفضائل المجتمع المصرى ونعرف تمامًا الأسماء التى قدمت هذه الأعمال إخراجًا وإنتاجًا وأظهرت الإباحية بفجور وقبح وأيضًا سلوكيات أخرى غريبة على المصريين.
الأمر الثاني.. هذه الجهات الخارجية التى تقدم الدعم والتمويل لكل الأعمال التى تشوه وتسيء لمصر.. وأيضًا ترعى هذه الجهات (المشروع الإخواني) الإرهابى العميل وتدافع عنهم وتؤويهم وتساند إجرامهم وإرهابهم وخيانتهم.. فالإخوان فكرة خبيثة تظهر الدين كما يريده الغرب أنه دين عنف وتعصب وإرهاب وإجرام وتفجير وتدمير لذلك تقدم لهم كل شيء من أجل نشر فكرتهم.. وكذلك فهذه الجهات تقدم الدعم والتمويل لأى عمل يمس ثوابت الدين ويشوه الإسلام.. لأنهم لا يريدون نشرحقيقة ووسطية وسماحة ورحمة الإسلام.. والأديان السماوية عمومًا.. فهى جهات صهيونية ماسونية تكره الخير والقوة والتقدم لمصر وتتآمر دائمًا لإسقاطها وإضعافها وأيضًا تشويه مضمون الإسلام وتعاليمه السمحة وتسعى إلى إظهاره على أنه دين مسخ يدعو للعنف والإرهاب وكراهية المرأة.. والانتقام من الآخر.
الحقيقة أن فيلم «ريش» خطورته تكمن فى التوجه والامتداد للصورة التى يريد الغرب أن يرسخها عن مصر.. فعلى مدار سنوات قبل 2011 ..تم تمويل برامج ووسائل إعلام وصحف خاصة من أجل التركيز والمبالغة فى تناول بعض القضايا المصرية وهو ما سبب احتقانًا وفجوة فى المجتمع المصري.
لا أصادر على أحد ..ولا أقف أمام إبداع الفن.. ولكن أكره الخبث والرسائل العفنة التى تفتقد لأدنى حدود ومعايير الموضوعية والمهنية والصدق مع النفس والمشاهد المستهدف ..لذلك فإننى أطالب بألا يمر هذا الموضوع مرور الكرام ولابد من التحرى والتحقيق فى أهدافه وما يريد أن يقوله.. ومن يقف وراءه ولماذا وهل يستحق التكريم والجوائز أم أن الهدف من وراء التكريم والجوائز واضح هذا من منطلق ألا نترك الأمور لأصحاب النوايا الخبيثة فنحن دولة مستهدفة بكل الوسائل ..ومطلوب إصابة الوعى الجمعى لدى شعبها بالزيف والتضليل والأكاذيب.
لذلك لدى اقتراح هو تشكيل لجنة من كبار الفنانين والمخرجين والسيناريست ..لتقييم العمل وأيضًا تضم هذه اللجنة أحد المثقفين والكتاب الكبار الملمين بتفاصيل ما يحدث فى مصر من بناء وتنمية ورعاية وحماية للبسطاء وهذه الفئات وتوفير الحياة الكريمة لهم وما يدور فى مصر من بناء تاريخى غير مسبوق وربما نحتاج لأحد كبار علماء النفس للوقوف على تفاصيل وأبعاد وأهداف هذا العمل ولماذا هذه النوايا الخبيثة والرسائل السوداء فى نشر اليأس والإحباط وتشويه الصورة.. حتى يتبين لنا أنه »ريش» الأفاعي.
أمر آخر.. إن ما حدث فى الجونة ليس مهرجانًا سينمائيًا أو فنيًا ولكنه مسخرة للإباحية والتعرى وانعدام الحياء والأخلاق وتجسيد لمقولة إن لم تستح فافعل ما شئت.. وحقًا فإن الحياء من الإيمان.. وهؤلاء لا إيمان ولا أخلاق ولا فضيلة عندهم.. بل إن «الدياثة» كانت فى أوجها.. أزواج يقفون ينتظرون الست وهى عارية يحملون لها الشنطة ووصلات «القبلات».. والتباهى بمن تتعرى أكثر.. لقد كان مولد (سيدى العريان) ..وهو أمر يدعونا إلى الوقوف.. وعدم إثارة مشاعر جموع المصريين ..أصحاب الأخلاق والقيم والمبادئ أو من الكادحين والمكافحين و«الشقيانين» وكل مظاهر الاستفزاز الاجتماعى والأخلاقي ..فما حدث هو تطرف من نوع آخر ..فنحن لا نريد أقصى اليمين أو أقصى اليسار نريد أخلاق وقيم ودين المصريين لقد كان هذا المهرجان السافر مثار سخط الناس وأيضًا أشعل السوشيال «ميديا».. ولا يمكن أن نقدم مصر للخارج وللناس بهذا الشكل.. وهذه ليست حرية وأكرر لست من المتعصبين أو المتشنجين ولكن أريد أن أحافظ على أخلاق وقيم هذا البلد العظيم ..فكيف لى أن أرى شبابًا يرتدى «الحلق» أو يضع »الوشم» على كامل جسده تقريبًا.. ويتباهى بتقبيل زوجته أو صديقته.. وما خفى ليلاً كان أخطر فى بارات الفنادق وغرفها أنها «مسخرة».. لم يتعظ هؤلاء من موت الشباب المفاجئ أو ضحايا كورونا حتى من زملائهم .. فما بين كمامة الصدر و«بطانة الفستان».. ولما فيه لفت الانتباه أو تصابى العجائز الشامطات.. وسباق العرى والتعرى أو اللحم الرخيص الذى يجرى عليه «الذباب».. وأصبح بضاعة تالفة.
ما يواجه مصر من تحديات وتهديدات واستهداف من قوى الشر بالمخططات والمؤامرات وما ينفذه أعداؤها من محاولات للغزو الثقافى لاحتلال العقول ..أو تشكيك المصريين فيما ينجزونه لا يجعلنى حسن النية أو يمر عندى الأمر مرور الكرام ولابد أن أتوقف عند كل شيء حتى تتضح الحقيقة.
نحن نريد الإبداع والفن الراقي.. ولا نصادره ولا نقيده.. ولا نقف أمامه بل نوفر له كل السبل والوسائل والإمكانيات لكننا ضد الإساءة لمصر وشعبها أوتشكيك المصريين أو محاولة بناء وعى مزيف على
غير الحقيقة والواقع ..لذلك علينا أن ننتبه من محاولات الاختراق الناعم ومن يقف وراءها فقد تعددت المؤامرات واختلفت وسائلها ولكن تظل أهدافها واحدة.
تحيا مصر