أشادت الإمارات بإعلان السعودية عن سعيها للوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2060، وأثنت على عقد "منتدى مبادرة السعودية الخضراء"، وجهود المملكة لإيجاد حلول عملية للتصدي لتداعيات تغير المناخ.
وأكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، في الجلسة الافتتاحية الرئيسية، خلال ندوة نقاش بعنوان "العد التنازلي لانطلاق مؤتمر الأطراف "COP26 : الحالة الراهنة قبل انعقاد قمة بالغة الأهمية"، وذلك ضمن برنامج المنتدى الذي استمر ليوم واحد في العاصمة السعودية الرياض، على الدور المهم للنفط والغاز في تلبية احتياجات الطاقة حاليا وخلال فترة التحول في قطاع الطاقة وفي المستقبل، مشددا على أهمية النظرة الواقعية والعملية والمرنة لمستقبل الطاقة.
وأوضح الجابر وفقا لوكالة الانباء الاماراتية- اليوم السبت، أن استراتيجية الإمارات للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050 تتماشى مع خطط النمو الاقتصادي والاجتماعي وتواكب طموحات خطة الخمسين، وتتميز بأنها واقعية ومرنة وعملية.
وشدد على ضرورة أن يتم تصميم الحلول المناخية بشكل مرن يتلاءم مع احتياجات مختلف الدول بحسب خصوصيات وظروف كل منها، وأن لا يتم فرض نموذج واحد على الجميع، وأن يكون العمل المناخي فرصة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للجميع.
وقال وزير الدولة الإماراتي "نحن بحاجة إلى تفعيل المادة السادسة من اتفاق باريس للمناخ من أجل إنشاء أسواق كربون تساعد في توجيه رؤوس الأموال نحو الحلول منخفضة الكربون".
وأوضح الجابر أن هذه بعض الأسباب التي تجعلنا في دولة الإمارات نتطلع إلى استضافة مؤتمر الأطراف "COP28". وأشار إلى أن الإمارات تتطلع للعمل مع مؤتمرات "COP26"، و "COP27"، و "COP28" ومع أمانة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "UNFCCC"، مبينا أن التقدم في هذه المؤتمرات سيكون رهنا باتباع نهج شامل يجمع كافة القطاعات معا، العام والخاص والأكاديمي والمجتمع المدني، ويجب أن يشمل هذا النهج أيضا "الدول ذات الموارد الهيدروكربونية الكبيرة لدورها المحوري في تحول نظام الطاقة.
وأشار إلى أن المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي في الإمارات بحلول عام 2050 هي برنامج اقتصادي يتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة التنموية لدولة الإمارات للسنوات الخمسين القادمة. ونحن نؤمن أن السعي لتحقيق الحياد المناخي يحفز الفرص الاقتصادية ويعتبر وسيلة لاستثمار هذه الفرص في اكتساب المعرفة وتطوير صناعات جديدة وخلق فرص عمل في مجالات مستقبلية.
ولفت إلى أن دولة الإمارات ستركز على التعاون مع دول المنطقة والعالم لاستثمار هذه الفرص من أجل زيادة قدرة الطاقة المتجددة في الدولة بمعدل أربعة أضعاف لتصل إلى نحو 9 جيجاواط بحلول نهاية عام 2025".
ونوه الجابر إلى أن الموارد الهيدروكربونية حاليا تشكل أكثر من 80% من نظام الطاقة العالمي، ويمثل النفط والغاز تحديدا حوالي 55% من هذه الموارد.
وسيستمر الدور المهم للنفط والغاز في تلبية احتياجات العالم من الطاقة للعقود المقبلة، وفي الوقت الحالي تلبي مصادر الطاقة المتجددة 7% فقط من الطلب العالمي على الطاقة، مما يعني أننا بحاجة إلى مزيد من الوقت إلى تكون المصادر المتجددة قادرة على تلبية المزيد من احتياجات العالم من الطاقة".
يذكر أن مبادرة السعودية الخضراء تهدف إلى رفع مستوى جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة في المملكة العربية السعودية وتجمع المبادرة بين حماية البيئة، وتحقيق تحولات كبيرة في قطاع الطاقة، وبرامج الاستدامة للوصول إلى ثلاثة أهداف شاملة ترمي إلى بناء مستقبل مستدام للجميع، وتتمثل في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير المملكة العربية السعودية، وحماية المناطق البرية والبحرية.