الأحد 12 مايو 2024

في ذكرى ميلاده .. "نجيب سرور " شاعر العقل في مستشفى المجانين

1-6-2017 | 16:02

في 1 يونيو 1932 ولد  محمد نجيب محمد هجرس ، في قرية أخطاب (محافظة الدقهلية ) ليعرف بعد ذلك ب " نجيب سرور "  ذلك الشاعر والمسرحي الساخط المتمرد الذي لم يعرف قلمه المهادنة والتملق بالرغم من معاناته وملاحقة السلطة له وتضييق سبل العيش عليه .
برزت ميول " سرور " المسرحية في مطلع شبابه فترك دراسة الحقوق والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحصل على الدبلوم عام 1956 . وعند تخرّجه انضمّ إلي " المسرح الشعبي " الذي كان تابعاً لمصلحة الفنون آن ذاك .


إنتاجه المسرحي والأدبي :

شارك نجيب سرور في أعمال " المسرح الشعبي " بشغف كبير وموهبة متفجرة فعمل به كمؤلف ومخرج وممثل مسرحي ، كما قدم العديد من النصوص المسرحية منها :يس وبهية - كتبها في بودابست قبل عودته من منفاه إلى وطنه.- آه ياليل يا قمر - قولوا لعين الشمس- آلو يا مصر ، والتي حققها ونشرها د.عصام الدين أبو العلا بعد وفاة المؤلف- ميرامار، التي اقتبسها من رواية نجيب محفوظ واخرجها بنفسه لفرقة المسرح الحر عام 1968 على مسرح الزمالك-

الأعمال الشعرية 
قدم سرور أيضا العديد من الأعمال الشعرية الهامة منها  :

ـ التراجيديا الإنسانية : مجموعة شعرية كتبها بين 1952 و 1959

ـ لزوم ما يلزم : مجموعة شعرية كتبها في بودابِست عام 1964 ،

 ـ الأميّات : رباعيات و قصائد هجائية كتبها نجيب سرور بين 1969 و 1974، ونشرت بالإنترنت عام 1998 عن طريق إبنه شُهدى

ـ بروتوكولات حكماء ريش: أشعار و مشاهد مسرحية ، كتبها و صدر عن مكتبة مد بولي بالقاهرة عام 1978 .

ـ رباعيات نجيب سرور :ديوان كتبه بين 1974 و 1975 ، صدر بمكتبة مدبولي عام 1978 ، الطوفان الثاني :ديوان كتبه عام 1978 بالقاهرة، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997

ـ فارس آخر زمن : ديوان كتبه عام 1978 ، تضمنه المجلد الرابع من أعماله الكاملة عام 1997

ـ أعمال شعرية عن الوطن و المنفي : ديوان كتبه فيما بين 1959 و 1963 و لم يُنشر

ـ رسائل إلي صلاح عبد الصبور : كتبها في موسكو بين 1959 و 1963 و لم تُنشر

ـ عن الإنسان الطيب :ديوان كتبه في موسكو فيما بين 1959 و 1963 و لم يُنشر.

"شاعر العقل" في مستشفى المجانين :

ظل نجيب سرور عند موقفه ، ولا سيما عندما وقعت نكسة 67 والتي زادت من حدة سرور وجعلته أكثر سخطا على الأنظمة  المتعاقبة مما دفع النظام إلى اتهامه بالجنون والزج به عدة مرات إلي مستشفى الأمراض العقلية ! 
وفي تلك الفترة كتب نجيب سرور " يومياته " والتي تعد أشهر أعمال نجيب سرور ، وهي قصيدة طويلة كتبت في نفس الفترة التي كتب فيها الشاعر الفلسطيني مظفر النواب يوميته التي عرفت ب" وتريات ليل ".

سرور  يتنبأ بموته :
في يومياته الشهرية هناك مقطع لنجيب سرور يقول فيه :

أنا عارف اني هموت موتة ما ماتها حد .

وساعتها هيقولوا لا قبله ولا بعده

وبطانه بتقول ياعيني مات في عمر الورد

وعصابة بتقول خلصنا منه .. مين بعده؟

في هذا المقتطع الشعري تنبأ نجيب سرور بموته، حيث شوهد قبل موته  طريدا مشردا مجذوبا، إلى أن مات في 24  أكتوبر 1978 بمدينة دمنهور عن ستة وأربعين عامًا، تاركا هذا الرحيل المبكر في نفوس محبيه غصة وفي قلوبهم جرحا غائرا .



 

    Dr.Radwa
    Egypt Air