الأربعاء 5 يونيو 2024

إسرائيل تواصل مجازرها الوحشية ضد الفلسطينيين

صورة أرشيفية

3-11-2023 | 21:11

تقرير: دعاء رفعت
مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين فى القطاع، بعد استهدافه مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين والواقع على بعد 3 كيلومترات شمالى جباليا بست قنابل تزن كل واحدة منها طنًا واحدًا من المتفجرات، وقدرت المصادر الطبية الفلسطينية العدد الأولى لضحايا المجزرة أكثر من 400 بين شهيد وجريح، العدد الأكبر منهم من الأطفال والنساء، كما تم هدم ما يقرب من 20 منزلًا على رؤوس ساكنيها، وفى تصريح لمدير المستشفى الإندونيسى بالقطاع، أكد أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى أكثر من 50 شهيدًا ولا يزال إحصاء عدد الضحايا مستمرًا وسط محاولات إخراج الضحايا من تحت أنقاض المخيم الذى تم قصفه بالكامل، ويسكنه نحو 116 ألف فلسطينى وفقًا لآخر إحصاء لوكالة الأونروا، التى قامت بإنشاء المخيم عام 1948، على مساحة تبلغ نحو 1.4 كيلومتر مربع، وهو أحد أكبر المخيمات الثمانية فى قطاع غزة، القصف الإسرائيلى الوحشى للمخيم كشف مجددًا عدم مبالاة الاحتلال بأى قواعد أو قوانين دولية كما أكد وحشيته وبالتزامن مع إعلان مصادر مصرية عن فتح معبر رفح البرى اليوم الأربعاء لنقل عدد من المصابين والجرحى من قطاع غزة إلى مصر لتلقى العلاج فى الخارج، كشف مدير المستشفى الإندونيسى عاطف الكحلوت، عن كارثة جديدة يرتكبها الاحتلال فى الحرب ضد القطاع، حيث أشار إلى احتمالية استخدام إسرائيل لقنابل محرمة دوليًا، مشيرًا إلى أن معاينة الضحايا فى جباليا تؤكد استخدام الاحتلال الصهيونى أسلحة محرمة تسبب حروقًا تؤدى إلى الوفاة العاجلة، قائلا: «عاينا إصابات بحروق وتشوهات تجعلنا نتساءل عن الأسلحة التى يستخدمها الاحتلال، وهناك عدد من الضحايا بترت أطرافهم فى مجزرة جباليا»، واصفًا الوضع فى المستشفى بالكارثى، حيث لا تتوفر للطواقم الطبية المستلزمات الضرورية لعلاج المصابين، خاصةً وأن الحروق الناتجة عن قصف جباليا غالبًا ما تسبب الوفاة، وفى تقريرها الأخير، أعلنت الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى نحو 8610 شهدا، وأكثر من 23 ألف جريح. وفى الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء إلى 125 شهيدا والجرحى إلى 2050 جريحا، منذ السابع من أكتوبر، وكشفت الوزارة أن أكثر من 73 بالمائة من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين، فى حين تم الإبلاغ، عن فقدان حوالى 1950 مواطنًا بينهم ما لا يقل عن 1050 طفلًا، وقد يكونون محاصرين أو ميتين تحت الأنقاض فى انتظار الإنقاذ أو التعافى، كما أفادت الوزارة أن سلطات الاحتلال تمنع خروج نحو 2000 مريض مصابين بالسرطان للعلاج خارج حدود أراضى عام 48، وسجلت الصحة 130 اعتداء على القطاع الصحى خلال الـ26 يوما الماضية، حيث استشهد 130 من الكوادر الصحية، وجرح أكثر من 110 منهم. مصر أدانت مجزرة الاحتلال فى جباليا بأشد العبارات، وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن إدانتها لاستهداف إسرائيل لمخيم جباليا والذى اعتبرته انتهاكًا صارخًا جديدًا للقوات الإسرائيلية لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، يُزيد من الأزمة الراهنة تعقيدًا ويُنذر بعواقب وخيمة يصعب تداركها على كافة المستويات، وجاء التنديد المصرى بعد دقائق من ارتكاب الاحتلال مجزرة حى النصيرات بالقطاع ثم مجزرة جباليا الوحشية لتستمر سلسلة المجازر التى ارتكبها الاحتلال بالتزامن مع إعلانه لبدء الاجتياح البرى للقطاع، كما صرح المتحدث باسم جيش الاحتلال، والذى أكد انتشار آليات الاحتلال على طول الحدود الشمالية فى غزة، بينما أكدت وزارة الخارجية المصرية عن اتصالات مكثفة لإعلان هدنة فى غزة، بينما يصر البيت الأبيض علـى إعلان دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهجمات إسرائيل على القطاع، وسط تنديدات عالمية بالجرائم التى يرتكبها الاحتلال ومخالفتها للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، حيث أعرب مسئول البعثة الطبية النرويجية إلى غزة، الدكتور مادس جلبرت، عن ضرورة وقف إطلاق النار على القطاع، وإدخال المساعدات اللازمة من الماء والغذاء والوقود قائلا: «شعب غزة سجين منذ قرن من الزمن ويتعرض لأعنف الاعتداءات من الاحتلال». بينما أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 8 جنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة فى اشتباكات عنيفة، أعلنت حماس أنها تتصدى لآليات الاحتلال المتوغلة فى محورى شمال وجنوب غرب غزة بعشرات قذائف الهاون، وتدمير 22 آلية للاحتلال بقذائف «الياسين 105» فى منطقة جحر الديك شرق المحافظة الوسطى، وأكدت الحركة عن اشتباكات عنيفة فى غزة بين المقاومة وقوات الاحتلال والقتال فى قلب القطاع. وبالتزامن مع إعلان مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى نيويورك استقالته من منصبه احتجاجا على تعاطى هيئات أممية السيئ مع الوضع فى قطاع غزة، والمجازر التى يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، حث أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة طرفى الحرب على إظهار التناسب والحذر، قائلًا: «إن القانون الإنسانى الدولى واضح، وليس قائمة يمكن الاختيار منها وتطبيقها بشكل انتقائى»، كما وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قطاع غزة بأنه أصبح مقبرة لآلاف الأطفال، ردًا على الإحصائيات التى تؤكد استشهاد أكثر من 3500 طفل منذ بداية الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة. خلاصة ما سبق، أنه لليوم السادس والعشرين تتواصل الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بلا هوادة، وتتزايد المجازر ضد الشعب الأعزل، لتتخطى أكثر من 910 مجزرة حتى الآن، لم تسلم منها المستشفيات ومقار الإيواء تأكيدًا على الرغبة الواضحة لدى جيش الاحتلال وحكومته فى تنفيذ حرب إبادة جماعية، فى ظل دعم أمريكى سافر وغير مسبوق على كافة المستويات سياسياً بمنع أى محاولات لإدانة أو عقاب إسرائيل، وعسكريًا من خلال بوارجها ومقاتليها وفتح مخازن ذخائرها من أجل إسرائيل، واقتصاديًا بدعمها بحزم متواصلة، آخرها ما سيصوت عليه الكونجرس غدًا الخميس لمنح حزمة مساعدات جديدة لتل أبيب تصل إلى 14 مليار دولار، وإعلاميًا بتبنى الأكاذيب الإسرائيلية وترويجها. يصرّ جيش الاحتلال الإسرائيلى على حصار غزة من كل الاتجاهات واقتحامها، وتنفيذ عمليات قصف لا تتوقف يستخدم فيها كل الأسلحة غير المشروعة، ويتجاوز كل القوانين والأعراف الدولية، بل ويتحرك بخطوات تسيطر عليها الانتقامية بلا حساب ولا تفرقة، فالآليات العسكرية تنفذ خطة «محو العار» الذى يحاصر نتنياهو وجيش الاحتلال بعد ضربة 7 أكتوبر، فى ظل صمود فلسطينى قوى وتحدٍ لكل أسلحة إسرائيل. المؤكد حسب الخبراء أن نتنياهو وحكومته يواجهون مأزقًا كبيرًا، فالوقت يمر ولم يتحقق الهدف الذى كانوا يسعون إليه ويعتقدون أنه سهل وهو تدمير المقاومة واستعادة الأسرى بالقوة، فحتى الآن ما يحدث هو تدمير للبنية الأساسية وقتل الأبرياء ومحاولة اجتياح لغزة من عدة جهات مع مواصلة القصف الجوى العنيف، بينما المقاومة تستخدم أنفاقها التى لم يستطِع جيش الاحتلال الوصول إليها، فى تنفيذ عمليات نوعية ضد الإسرائيليين. ورغم محاولة نتنياهو طمأنة أسر الأسرى البالغ عددهم حسب جيش الاحتلال 240 وتأكيده أنه ستتم استعادتهم، لكن الواضح أن هذا ليس سهلًا ولا ممكنًا إلا عبر اتفاق يرضخ فيه للتهدئة وتبادل الأسرى، وهو ما يجعله فى حصار من الإسرائيليين أنفسهم الذين يطالبونه بأبنائهم أحياء. والخطورة أن شظايا الحرب لم تعد فى داخل فلسطين المحتلة وحدها، بل امتدت إلى خارجها بضربات يوجهها جيش الاحتلال إلى بعض مناطق سوريا والعراق وجنوب لبنان بدعوى منع الفصائل الموالية لإيران من التدخل، وهو ما يهدد فعليا بتوسع دائرة المعارك، خاصة مع بدء عمليات الاجتياح لغزة وربما الوصول إلى حرب إقليمية تهدد ليس فقط المنطقة بل العالم كله ليس فقط عسكريا بل واقتصاديا، فكما أكد خبراء البنك الدولى فإن الحرب وتصاعدها تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمى وتحديدا السلع الأساسية وفى مقدمتها النفط والغذاء. وكما تؤكد التقارير الاقتصادية فإن إسرائيل نفسها تواجه كارثة اقتصادية مع استمرار الحرب، بل إن بنوكًا إسرائيلية تقترب من إعلان إفلاسها الفلسطينيون يواصلون الصمود القوى والتحرك السياسى، وقد طلبت فلسطين رسميا عقد قمة عربية طارئة على مستوى القمة يوم 11 نوفمبر لمناقشة الوضع، خاصة أن العنف والإجرام الإسرائيلى يتزايد أمام مجتمع دولى أثبت عجزه الكامل عن مواجهة المجازر التى تُرتكب على الهواء مباشرة. مصر من جانبها لا تتوقف عن تحركاتها المكثفة، سواء على مستوى الدبلوماسية الرئاسية والاتصالات التى لا تتوقف، أو تحركات وزارة الخارجية والأجهزة المعنية من أجل إيقاف التصعيد وإجبار إسرائيل على وقف الحرب التدميرية والعقاب الجماعى الذى تمارسه فى حق الفلسطينيين والتحذير من مخاطر هذه الجرائم ومحاولة حسم ملف الأسرى باعتباره العنصر الذى يمكن أن يسهم فى إيجاد حلول، وفى الوقت نفسه العمل على الانتقال السريع للبدء فى مفاوضات سلام جادة تصل إلى الحل السياسى بإقامة الدولة الفلسطينية. مصر كما هى منذ البداية تتحرك فى إطار ثوابتها التى رفضت التنازل عنها، وأولها عدم قبول أى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وعدم السماح بأى محاولات لتهجير الفلسطينيين، وكذلك عدم السماح أو التهاون بأى مساس بالأمن القومى المصرى. وقد وضح الموقف المصرى الحاسم فى مجلس الأمن ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة، التحركات المصرية ليست سياسية ودبلوماسية فقط بل وإنسانية أيضا، فمازالت شاحنات المساعدات تتوالى، والأرقام تؤكد أن حجم ما قدمته مصر من مساعدات يتجاوز 990 طنًا من الأغذية والأدوية واللوجستيات، يزيد عن كل المساعدات التى تلقتها من كل الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية التى تبلغ فى مجملها 910 أطنان. ومازالت عمليات تجهيز شاحنات المساعدات المصرية مستمرة من خلال التحالف الوطنى للجمعيات الأهلية، وفى الوقت نفسه فتح معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينى.