الجمعة 28 يونيو 2024

بسبب حاجة الجيش فى مواجهة روسيا.. الأوكرانيات جاهزات لحمل السلاح

صورة أرشيفية

20-11-2023 | 21:01

تقرير: يمنى الحديدى
حربٌ ضروس لم يكن متوقعا لها هذا السيناريو الطويل، الذى استنزف العتاد العسكرى وحتى العتاد البشرى، ورغم ذلك تحاول أوكرانيا الثبات على موقفها والدفاع عن أراضيها ضد ما تطلق عليه غزوا روسيا، لكن فى ظل تراجع أعداد القوات والجنود سواء بسبب فقد الكثير منهم على أرض المعركة أو تغيب القليل عن الانضمام للقوات الأوكرانية، أصبح الجيش فى حاجة ماسة للجنود، فأعلنت النساء أنهن مستعدات للقتال. لم تكن إحداهن تفكر فى أنها ستمسك سلاحا أو بندقية لتقتل بها شخصا أيا كان منْ هو، لكن الحياة قاسية فى بعض الأحيان، وكتبت عليهم بالفعل هذا المشهد، فها هى هالينا فينوكور، الموظفة فى متجر لأجهزة الكمبيوتر حملت سلاحا ناريا لأول مرة، أما إيرينا سيشوفا –مديرة مشتريات فى أحد المتاجر- فقامت بتفكيك وإعادة تجميع أجزاء بندقية كلاشينكوف. هالينا وإيرينا كانتا من بين عشرات النساء خرجن إلى غابة بالقرب من كييف لحضور دورة تدريبية حول الأسلحة النارية والقتال فى المناطق الحضرية، وشمل التدريب إطلاق نار من البنادق، والعثور على الأفخاخ المتفجرة، وإلقاء القنابل اليدوية، حيث تدرك هؤلاء السيدات أن الأمر سينتهى بهن فى وقت من الأوقات على الخطوط الأمامية للقتال، مادامت الحرب مستمرة. ويقلن «إذا لم يكن نحن فمنْ؟»، فبعد 20 شهرا من الحرب واسعة النطاق، تعثر القتال فى أوكرانيا فى الفترة الأخيرة فى معارك الاستنزاف الشرسة فى الجنوب الشرقي، ورغم أن أوكرانيا تتمتع بميزة تبرع الغرب بالأسلحة المتطورة، إلا أنها تعتمد فقط على سكانها لتجديد أعداد القوات، وهو ما يمثل فى النهاية ثلث أعداد القوات الروسية. ومع العمل الآن داخل الجيش على إعادة ترتيب القوات وتنظيم الرتب، فهناك جهود كثيرة لجذب المزيد من النساء الأوكرانيات إلى الجيش، وتدعم هذه الجهود المجموعات التطوعية التى تقدم التدريب للنساء فقط، والكثير منها موجود بالقرب من كييف. وبحسب وزارة الدفاع تخدم الآن حوالى 43 ألف امرأة أوكرانية فى الجيش، بزيادة تقدر بحوالى 40 فى المائة عن عام 2021، وهو العام الذى سبق التدخل الروسى الموسع لأوكرانيا، لكن هذه الزيادة تظل أقل من القوة المقاتلة من الذكور، التى تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف خلال نفس الفترة. تقاتل السيدات الأوكرانيات على الجبهة الأمامية فى جنوب شرق أوكرانيا الآن، ومنذ الحرب ألغى الجيش عدة قيود أمام النساء فى الجيش، وسمحوا لهن بالقيام بأدوار كانت ممنوعة عليهن سابقا، مثل استخدام المدافع الرشاشة، وقيادة الدبابات، والقنص، وحتى قيادة الشاحنات الكبيرة، وتم رفع الحد الأقصى لسن المجندات من 40 إلى 60 عاما وهو نفس الحد بالنسبة للرجال. وتعد الدورات التمهيدية للنساء بمثابة نقلة تمهيدية لهن، حيث يتم توفير بيئة تعليمية لا تشعر فيها النساء بأنهن أقل معرفة من الرجال، وحتى لا تتم مقارنة جهودهن باستمرار بالقوة البدنية للذكور، وتشعر الكثير من النساء بالارتياح لكون المنظمات التى تقدم هذه الدورات تقدمها للنساء فقط، حيث يشعر الكثير من النساء بأن ذلك مناسب لهن على الأقل للمرة الأولى، حيث يكن جميعا على نفس المستوى من اللياقة والقوة البدنية وهو ما يمكنهن من التقدم سويا. أما عن خدمتهن فى الجيش، فكثير منهن لم يرغبن فى ذلك، لكنهن حين يرون الوضع يقلن إن ذلك واجب عليهن، لكن المؤسسة العسكرية نفسها لم تقم بشكل رسمى بطلب تجنيد للسيدات فى الآونة الأخيرة، لكنها اشترطت مؤخرا أن تقوم النساء الحاصلات على تدريب طبى بالتسجيل فى التجنيد، كما تركز المؤسسة العسكرية الأوكرانية فى المقام الأول على سبل تحسين ظروف النساء الموجودات بالفعل فى المؤسسة العسكرية، مثل توفير الملابس المخصصة لهن، والدروع الواقية للبدن. وتأتى شجاعة هؤلاء النساء فى وقت يحاول فيه بعض الرجال التهرب من الخدمة العسكرية، ففى يوليو الماضى ألقت الشرطة القبض على مسئولين فى مكاتب التجنيد لتلقيهم رشاوى تتراوح من 250 إلى 1500 دولار من رجال لتجنب التجنيد، وقام الرئيس زيلينسكى بطرد جميع رؤساء مكاتب التجنيد الإقليمية بسبب الرشوة. وفى أغسطس الماضى خفض الجيش من الحالات التى يسمح فيها بالإعفاء من الخدمة، حتى أن بعض الأمراض ينظر فى إمكانية السماح بها داخل الجيش، كما شدد الجيش على الإعفاءات الممنوحة للرجال واقتصرت على الرجال الذين يقومون برعاية أقارب معاقين أو يدرسون فى كليات الدراسات العليا. ومن أجل دمج النساء قامت وزارة الدفاع باستصدار زى خاص للنساء خلال فصل الصيف، وصدر أول مشروع قانون يلزم الحاصلات على تدريب طبى بالتسجيل فى مكاتب التوظيف، وذلك للخضوع لفحوصات طبية واستلام بطاقات التجنيد. وانجذبت النساء فى التدريبات غير الرسمية بشكل خاص إلى التحكم فى قيادة الطائرات بدون طيار التى تستخدم فى أغراض المراقبة أو إسقاط المتفجرات على العدو، وتتجه أغلب الدارسات للخدمة الطبية إلى تلك الدورات، فهن على يقين أنه سيتم استدعاؤهن فى أقرب وقت، فعلى الأقل يكن لديهن خبرة، ورغم أن البعض منهن يشعرن بأنهن سيكن «درجة ثانية» فى الجيش تُوكل إليهن الأعمال الخفيفة فى المقام الأول، إلا أنهن يشعرن بأن ذلك واجب وطنى لابد أن تتم تأديته.