الخميس 20 يونيو 2024

شخصيــــات أثــــرت الكــــرة المصريـــة

صورة أرشيفية

27-11-2023 | 20:37

بقلـم: د. أحمد شيرين فوزى
فى العدد الماضى قدمنا عشرة من أبرز رواد الرياضة فى مصر، والذين كان لهم الدور الأكبر فى انتشار لعبة كرة القدم، ودعم المنتخبات الوطنية للمشاركة فى الدورات الدولية ونواصل عرض أبرز الشخصيات التى أثرت فى مجال كرة القدم المصرية، ونقدم ملامح الفترة التاريخية المصاحبة للتحولات العالمية فى المجالات الرياضية والسياسية بداية من ثورة 1919، إلى تدشين أول بطولة لكأس مصر فى عهد الملك فؤاد ونسخة 1921 - 1922 مرورًا بمشاركة مصر فى أولمبياد أمستردام 1928، فضلاً عن قيادات تولت رئاسة أهم الأندية المصرية والأدوار الاجتماعية والسياسية فى النصف الأول من الألفية بالقرن الماضى إلى المشاركة فى بطولة كأس العالم عام 1934. واحد من رواد كرة القدم هو السلطان حسين كامل نفسه، فهو ثامن حكام مصر من أسرة محمد على باشا، والابن الثانى لإسماعيل باشا وأخويه الخديو توفيق والملك فؤاد الأول، وحكم مصر والسودان من عام 1914 حتى وفاته عام 1917. وهو أول مَن حمل لقب سلطان، عقب زوال السيادة العثمانية عن مصر، ونُصب سلطانًا على مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديو عباس حلمى الثاني، وأعلنوا مصر محمية بريطانية فى عام 1914، وذلك فى بداية الحرب العالمية الأولى، وكانت تلك الخطوة قد أنهت السيادة الاسمية للعثمانيين على مصر، ويُلاحظ أن لقب «سلطان» هو نفس اللقب لرأس الدولة العثمانية. وقبل توليه السلطة فى مصر، سبق له أن تولى نظارة (وزارة) الأشغال العمومية، فأنشأ سكة حديد القاهرة- حلوان، ثم تولى نظارة المالية، فرئاسة مجلس شورى القوانين. وقد أهدى كأسًا باسمه للاتحاد المصرى الإنجليزى بناء على طلب مستر ميدويل نائب رئيس تحرير جريدة الايجيبسيان ميل ورئيس الاتحاد المصرى الإنجليزي، والأستاذ إبراهيم علام «جهينة» السكرتير العام، لتتسابق عليه فرق الأندية المصرية والأجنبية فى سبتمبر عام 1916، وأُطلق على هذه المسابقة اسم «الكأس السلطانية»، واستمرت هذه المسابقة من موسم 1916/1917 حتى موسم 1937/1938. الملك فؤاد الأول: يعد أيضاً ضمن رواد الرياضة وكرة القدم وهو نجل الخديو إسماعيل باشا، وأخواه الخديو توفيق والسلطان حسين كامل. تعلم فى إيطاليا وتخرج فى الكلية الحربية وعُيِّن بعد تخرجه ياورًا للسلطان عبد الحميد الثاني، وعاد إلى مصر عام 1890، وعنى بشئون الثقافة فرأس اللجنة التى قامت بتأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية عام 1906، وعند وفاة أخيه السلطان حسين كامل عام 1917، أصبح سلطانًا لمصر حتى عام 1922، ثم أصبح ملك مصر من عام 1922 إلى عام 1936، وأصبحت ألقابه الرسمية ملك مصر والسودان، وسيد النوبة وكردفان ودارفور. وفى عهده قامت ثورة 1919، واضطر الإنجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر، والاعتراف بها مملكة مستقلة ذات سيادة، فأعلن فؤاد الاستقلال فى 12 مارس 1922، وتأليف أول وزارة شعبية برئاسة الزعيم سعد زغلول فى يناير 1924. وأُنشئ فى عهده بنك مصر الوطني، وشركة مصر للطيران، وبنك التسليف الزراعى لمساعدة الفلاحين، كما تأسست فى عهده الجامعة المصرية عام 1925، التى حملت اسمه عام 1940، وازدادت فى عهده المدارس العليا إلى سبع، وفى عام 1932 وقع مرسومًا بإنشاء مجمع اللغة العربية، وفى صيف عام 1936، عقدت معاهدة بين مصر وبريطانيا اعترفت الأخيرة بمصر دولة مستقلة. وقد أهدى كأسا باسم ولى عهده للاتحاد المصرى لكرة القدم عام 1921، لتتسابق عليه فرق الأندية المصرية فقط، وسميت الكأس باسم «كأس التفوق المصرى للأمير فاروق»، وهى معروفة الآن باسم «كأس مصر»، وبدأت أولى مسابقاتها فى موسم 1921/1922، واستمرت حتى الآن، وأهدى أيضا لاتحاد الكرة كأسا باسمه فى موسم 1924/1925، لتتسابق عليه منتخبات المناطق، وسُميت الكأس باسم «كأس الملك فؤاد للمناطق»، وبدأت أولى مسابقاتها فى موسم 1924/1925 واستمرت حتى موسم 1951/1952. ثالث الشخصيات هو الأمير/ عباس حليم: (1897 - 1972) حفيد الأمير محمد عبدالحليم أحد أبناء محمد على باشا، مؤسس الأسرة العلوية، ومن مواليد الإسكندرية، وكان طيارًا وخدم خلال الحرب العالمية الأولى فى صفوف القوات التركية ثم القوات الألمانية، وهو مؤسس فكرة بنك مصر مع طلعت حرب، وأُطلق عليه نصير العمال والفلاحين، فقد كان من رواد العمل النقابي، وأحد أبرز مؤسسى النقابات العمالية، وترأس الاتحاد العام لنقابات القطر المصري. وكان رياضيا، فقد كان ملاكما وسباحا ولاعب تنس، وكانت له جهود واضحة فى رعاية الرياضة المصرية. وهو ثانى وكيل للاتحاد المصرى لكرة القدم (1925 - 1928 )، وثانى رئيس للنادى الأولمبى المصرى بالإسكندرية (1926-1930) ثم ( 1937 - 1947)، وهو الذى قام بتغيير اسم نادى الموظفين بالإسكندرية إلى النادى الأولمبى المصرى بالإسكندرية عام 1926، وكان رئيس بعثة أولمبياد باريس بفرنسا عام 1924، وأولمبياد أمستردام بهولندا عام 1928. وهو يعتبر من أبرز وأكرم الشخصيات التى خدمت الرياضة المصرية. كما يأتى أحمد فؤاد أنور باشا: (1885 - 1950) ضمن قائمة الرواد من مواليد القاهرة، ونجل محمد أنور بك مدير مديرية (محافظ) دمياط، وتخرج فى مدرسة الحقوق العليا، وتدرج فى السلك القضائى حتى وصل إلى رئيس محكمة استئناف أسيوط، وحصل على لقب الباشوية فى ديسمبر عام 1944. وهو أول كابتن للنادى الأهلى عام 1911، وسكرتير عام النادى الأهلى (1911-1920)، حوالى 10 سنوات، وسكرتير عام الاتحاد المصرى لكرة القدم (1925-1944)، حوالى 20 سنة، وسكرتير عام اللجنة الأولمبية المصرية (1934-1946)، حوالى 12 سنة، ووكيلا لها (1946 -1952)، حوالى 6 سنوات، ورئيس بعثة مصر فى بطولة كأس العالم بإيطاليا عام 1934، وأولمبياد برلين عام 1936، وأولمبياد لندن عام 1948. ويعتبر من أبرز وأعظم الشخصيات فى تاريخ الرياضة المصرية، وهو ظاهرة لم ولن تتكرر فى تاريخ مصر الرياضي. محمد طاهر باشا: ( 1879 - 1970) وُلد بمدينة إسطنبول التركية، وهو نجل الأميرة أمينة ابنة الخديو إسماعيل وشقيقة الملك فؤاد، وعاش فى بداية حياته بتركيا، ثم جاء إلى مصر، وكان يسكن فى قصر الطاهرة بمنطقة حدائق القبة. حصل على درجة الدكتوراه فى العلوم السياسية والاجتماعية من سويسرا، وكان عضوًا بمجلس البرلمان المصري، وهو أول مَن تولى منصب رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية كمنصب فخرى وبقرار ملكى (1921- 1940). وهو رئيس اللجنة الأولمبية المصرية (1946- 1952)، وعضو فى اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية (1952- 1957)، ومؤسس ورئيس نادى الطيران المصرى عام 1931، ورئيس النادى الملكى المصرى للسيارات (1932-1941)، ورئيس الاتحاد المصرى للسلاح (1936-1952)، ومؤسس ورئيس الاتحاد المصرى للفروسية ونادى الفروسية ( 1935- 1952)، وعضو مجلس إدارة النادى الأهلى فى الأربعينيات ورئيس شرف النادي، وصاحب فكرة ألعاب البحر المتوسط ومنظم دورتها الأولى عام 1951 بالإسكندرية. فؤاد أباظة باشا: ( 1892 - 1960) فؤاد أباظة بن حسين أباظة بك بن السيد أباظة باشا، وُلد ببلدة كفر أبوشحاتة مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وحصل على دبلوم مدرسة الزراعة بالجيزة عام 1909، وألحق بخدمة الجمعية الزراعية الخديوية فى 15 يوليو 1909 وتقلب فى وظائفها حتى صار مدير الجمعية الزراعية الملكية عام 1935، ورئيس لجنة القطن المشتركة، ومنظم المعارض وعضوا فى أكثر من عشرين شركة وهيئة وجمعية، وحصل على رتبة الباشوية فى 15 فبراير 1937. وكان وكيل أول اتحاد مصرى لكرة القدم ( 1921- 1925)، وعضو مجلس إدارة النادى الأهلى (1925- 1939) حوالى 14 سنة، ووكيلا له (1939 - 1944) حوالى 6 سنوات، وعضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية ( 1938- 1946) حوالى 8 سنوات. وهو يعتبر من أبرز الشخصيات فى تاريخ مصر الرياضى، والنادى الأهلى.