الإثنين 24 يونيو 2024

«العسال»: جاهزون ببروتوكول علاجي جديد تحسبا لـ«زيادة الأعداد»

29-10-2020 | 10:30

الدكتورة جيهان العسال، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة قدمت تفسير علمياً، لانخفاض أرقام الاصابات المعلنة وتعارضها مع شعور المواطنين بوجود حالات أكثر قائلة أن ما يُعلن هو الحالات المؤكدة الإصابة بالمسحة واستوجبت حالتها الصحية الحجز بالمستشفى، أيضا أكدت أن مصر مازالت في الموجة الأولى من انتشار الفيروس، موضحة الاستعدادات لزيادة عددية متوقعة مع موسم الشتاء سواء موجة ثانية أو تزايدا في الأعداد الحالية وقالت «اللجنة جاهزة بخطة علاجية استباقية تحسبا لهذه الزيادة».

«د. جيهان» ناشدت المواطنين باتباع الإجراءات الاحترازية وطالبت وسائل الإعلام بمزيد من التوعية والتنبيه بخطورة الوضع.. فإلى نص الحوار:

بداية.. ما رؤيتك للوضع الحالي لفيروس كورونا؟

الفيروس لا يزال موجودا ولم ينته حتى الآن بنسب وأعداد قليلة خاصة إذا تمت مقارنة بالأرقام المعلنة في دول أوروبا، ففي بعض الدول الإصابات عاودت الارتفاع مرة أخرى، هناك مناطق سجلت صفر إصابات ثم سجلت حالات إصابة مرة أخرى، بغض النظر عن المسميات وكونها زيادة في الإصابات أو موجة ثانية، المهم أن الوضع بزيادة الأعداد لدى هذه الدول يجب أن يكون بمثابة تحذير و تنبيه بالحذر والحفاظ على الوضع والالتزام بالإجراءات حتى لا تعود الحالات للزيادة كما حدث في هذه الدول.

لكن الأرقام المعلنة البعض يرى أنها أقل من الواقع الفعلي نظرا لعدم إجراء مسحات بالقدر الكافي.. إلى أى مدى تتفقين مع هذا الطرح؟

ما يُلعن في الأرقام اليومية الحالات المؤكدة الإصابة بفيروس كورونا والتي تم إجراء مسحة لها، ووزارة الصحة أصدرت تعريف للحالة المشتبهة والحالة المحتملة والحالة المؤكدة، الحالة المؤكدة هي الحالات التي ثبت بالمسحة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، الحالة المشتبهة التي تشكو من أعراض وتحتاج إلى إجراء فحوص وتقييم طبي لها لإثبات أو نفي الإصابة، فقصة الرقم المعلن أنه للحالات التي تأكدت بالمسحة والتي استوجبت حالتها الصحية الحجز بالمستشفى، وليست الحالات البسيطة فمنذ مايو الماضي أعلنا أن أي حالة بسيطة لا تحتاج الحجز بالمستشفى ويمكن علاجها بالمنزل ويتم التعامل معها على أنها حالة اشتباه وتأخذ علاجها في المنزل، فليس المهم تسجيل رقم، المهم أن المريض يتم علاجه وشفاؤه، وإذا كان التعليق على أن الرقم المُعلن قليل فهي نفس طريقة تسجيل الحالات منذ مايو الماضي وكان هذا الرقم المُعلن كبيرا وقتها، فكان العدد أكثر من ألف في مايو، الآن تعدى المائة بقليل، فهذا معناه أن الحالات التي تأكدت إصابتها بالمسحة وتم حجزها وعلاجها بالمستشفى عددها ينخفض، الحالات الشديدة التي كنا نراها في ذروة الجائحة وشكوى المواطنين من عدم وجود أسرة رعاية مركزة، أما أن يكون هناك حالات إصابة بسيطة فهذا لم ننكره ولا أحد ينكره، وهناك تعليمات لمستشفيات الصدر والحميات أن حالات الاشتباه يتم بدء العلاج معها وأخذ مسحة.

ماذا عن شدة الفيروس، هل حدث تغير وما التفسير العلمي له؟

شدة الإصابة أصبحت أقل بكثير عن ذي قبل، الحالات في معظمها حالات بسيطة وتستجيب للبروتوكول العلاجي بصورة سريعة، لكن حتى الآن لا نستطيع تحديد سبب علمي محدد لذلك، فهل الفيروس يضعف؟!، سؤال غير مؤكد إجابته بالإيجاب، خاصة أن الحالات عاودت التزايد فى دول أوروبا ، فهذا قد يعكس أنه لم يضعف، لذلك نتابع وندرس باستمرار.

هل تم رصد تغيير في فئات الإصابة والأعمار؟

الفئات المُعرضة للإصابة هي نفسها منذ بداية الجائحة لا يوجد تغيير واضح.

ماذا عن الموجة الثانية؟

 

بداية. مازالت الإصابات مستمرة ومازلنا في الموجة الأولى، وكل التخوف لو تزايد عدد الحالات في الشتاء، بسبب الخلط بين الأنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا، فهنا ستكون المشكلة، لذا من المهم أن الفئات الأكثر خطورة من كبار السن، الأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة تأخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية، فهذا سيقلل الخلط بينهما، وتستمر الموجة حتى نصل إلى معدل أقل ٥ في المائة من أعلى معدل إصابات تم تسجيله خلال فترة الذروة ووقفنا عنده فترة، أو حتى نصل إلى تسجيل صفر إصابات.

هل قاربنا على نسبة الأقل من ٥ في المائة هذه؟

حتى الآن لم نصل، لكننا قاربنا، حتى لو لم نصل لهذه النسبة وبدأت الحالات في التزايد مرة أخرى مع موسم الشتاء، بغض النظر عن المسميات والتسمية بموجة ثانية أو غيرها، كلجنة نستعد – لا قدر الله- لهذا الوضع بوضع برتوكول استباقي لو ارتفعت الحالات، فحاليا اللجنة تجري تعديلات على البروتوكول العلاجي وسنكون جاهزين ببروتوكول علاجي جديد خلال هذا الأسبوع، بحيث لو حدثت زيادة في الأعداد نكون جاهزين بخطة العلاج وخطة المكافحة، فسيكون هناك تغيير في بعض الأدوية اعتمادا على نتائج التجارب الإكلينيكية التي أجريناها على بعض الأدوية حيث انتهت التجارب واطلعنا على نتائجها، وهذا ينعكس بتعديلات في البروتوكول العلاجي، فالبروتوكول يتم تحديثه وتعديله كل فترة على حسب تطورات المرض والإصابة الفيروسية، وكان آخر تعديل في شهر مايو الماضي وخلال هذه الأسبوع تعديل آخر استباقي لو حدث تزايد في الأعداد

بجانب كافة الاستعدادات الأخرى، لدينا أكثر من ٢٠ مستشفى عزل مجهزة ومستعدة، لدينا مستشفيات ميدانية مجهزة من الموجة الأولى ومستعدة، ولدينا مستشفيات الصدر والحميات ونسب الإشغال بهذه المستشفيات ليست كبيرة، ولكنها مستعدة، وأعتقد أن التجربة المصرية في مكافحة فيروس كورونا المستجد، تجربة الدولة ككل بكل أجهزتها ستحتاج أن تُدّرس، لكونها تجربة ناجحة على كل المستويات والجهات والهيئات في الدولة وليس الناحية الصحية فقط، وليستمر هذا النجاح لا بد من زيادة وعي المواطنين بأهمية الإجراءات الاحترازية، وهنا لابد أن نذكر دور الأطقم الطبية والعاملين بمستشفيات العزل والفرز وغيرها من المستشفيات، فهم أبطال وأدوا واجبهم بكل شجاعة وتضحية، ولم يتأخروا في بذل الجهد والخبرة والمعرفة لمساعدة المرضى ولمواجهة المرض، فكانت واجهة مشرفة للأطقم الطبية المصرية.

ماذا عن رؤيتك لتعامل المواطنين مع الجائحة حاليا؟

للأسف بدأنا نلاحظ في الفترة الأخيرة تراخيا بين المواطنين بصفة عامة في اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية، وهذا أمر غير جيد، خاصة أن هذا التراخي متزامن مع دخول فصل الشتاء واحتمالية مخاطر زيادة الحالات، لذا نناشد المواطنين بالالتزام بالإجراءات الاحترازية خاصة مع بداية موسم الشتاء والمدارس، فالحذر مهم لنا ولأولادنا، والقواعد والعقوبات التي اتخذت ضمن الإجراءات الاحترازية موجودة ولم تتغير، وهنا مهمة الإعلام بتوعية المواطنين والتنبيه بخطورة الموقف، وأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خاصة الكمامة والتباعد الاجتماعي فهما السلاح الذي في أيدينا حتى الآن، وحتى نصل إلى دواء مؤكد فعاليته للمرض ولقاح فعال في الوقاية ضد الفيروس، فبدون اللقاح والدواء ليس لدينا وسائل سوى الإجراءات الاحترازية.