إجراءات وقائية وقرارات صارمة فرضتها أزمة
فيروس كورونا المستجد (كوفيد - ١٩) على الجميع منذ بدء الجائحة، فهناك دول قررت الإغلاق
الكامل، وتحت بند «الوقاية والحماية» قررت العديد من الجامعات على مستوى العالم إعادة
طلاب المنح الدراسية إلى بلادهم، غير أن مؤسسة الأزهر الشريف كان لها رأى آخر، حيث
قررت عدم التخلي عن طلابها، وأغلقت أبواب مدينة البعوث الإسلامية عليهم؛ ووفرت لهم
كافة الإجراءات الاحترازية خوفًا من إصابتهم بالفيروس.
جنسياتهم مختلفة.. لغتهم مختلفة.. غير أن
الأزهر الشريف استطاع أن يجمع الطلاب الوافدين تحت سقف واحد.. في مدينة البعوث الإسلامية،
التي تضم بين جنباتها ما يزيد عن 3600 طالب وطالبة من 118 دولة إفريقية وآسيوية، موفرة
لهم سبل الإقامة الكاملة (تغذية، إعاشة، مذاكرة، أنشطة اجتماعية، أنشطة رياضية)، تحت
رعاية وإشراف مؤسسة الأزهر الشريف.
أورة عبدالرحمن صادق، طالبة من دولة العراق
في العقد الثالث من عمرها بالفرقة الثالثة كلية الطب البشري، عضو برلمان الطلاب الوافدين،
روت لنا تفاصيل الـ90 يومًا التي لم يتجاوز فيها الطلاب أسوار مدينة البعوث التابعة
للأزهر الشريف، بعد إعلان الإدارة حالة الطوارئ من أجل حماية المقيمين داخلها من الإصابة
بالفيروس المستجد، قائلة: «بفضل الله وبفضل الرعاية الشاملة من مؤسسة الأزهر الشريف،
لم نكن نتأثر كثيرًا بفترة العزل.
ولم نشعر أننا في بلد آخر يبعد آلاف الأميال
عن بلدنا، بل نحن وسط أهلنا وفى بلدنا الثاني، بدليل أنى كان لدى مشكلة مرضية في القلب
وأجريت عملية في الفصل الدراسي الأول قبل جائحة كورونا في مصر، بقيت في السكن وسط زملائي
والمشرفين والحمد الله تحسنت حالتي الصحية بشكل كبير نتيجة رعايتهم لي، فكنت وسط أهلي
تقريبًا، وأثناء هذه الفترة كنا نجلس بالساعات في غرفنا، وفكرنا لماذا لا نستغل الوقت
بما هو نافع ومفيد وننمى المهارات القدرات، ففكرت في عمل مسابقة أون لاين، وبالفعل
نظم برلمان الطلاب الوافدين المسابقة بعنوان «أزهريات مُبدعات» وكانت تشمل 6 أفرع
(القرآن الكريم، الحفظ والتلاوة، الشعر والنثر، الخط العربي، الرسم والإبداعات اليدوية،
والإنشاد) وكانت لجان التسجيل ولجان التحكيم تتم «أون لاين»، وانتهت المسابقة في نهاية
يوليو الماضي وأعلنت النتائج في الـ10 من سبتمبر كان حفل تكريم الفائزين في قاعة الأزهر
للمؤتمرات بحضور كوكبة من المشايخ والعلماء والأساتذة والعمداء.
أما «باكاسكارا» من دولة إندونيسيا، طالب
في الفرقة الثانية بكلية الشريعة والقانون، واحد من 500 طالب مقيمين فى المدينة، دعا
الله ألا تتكرر فترة الغلق مرة أخرى، قائلًا: «إن شاء الله سيكون هناك مصل في نهاية
العام وسينتهى كورونا في العالم».
وأوضح الطالب الإندونيسي ، أنه «رغم أن
فترة الغلق كان مليئة بالتوتر إلا أننى وزملائي كنا نقيم حلقات دراسية لقراءة الكتب،
كما أن هذه الفترة ساعدتني فى التعرف على ثقافات وعادات جديدة، ففي شهر رمضان كنا نلتقى
مع زملائنا فى حديقة المدينة ونفطر سويًا ونتسحر سويًا، حتى نتعرف على عادات وتقاليد
كل دولة وهو ما أكسبنا ثقافات مختلفة».
أربع سنوات قضتها الطالبة الأفغانية «لالة»
منذ قدومها إلى مصر، بعد حصولها على منحة دراسية مجانية فى كلية الشريعة والقانون،
وقالت: « نحن تقريبًا 30 طالبة و400 طالب من أفغانستان فقط، لكننا طوال هذه السنوات
نعيش كأننا عائلة واحدة بداية فضيلة الإمام الذى يعاملنا كأولاده وإدارة المدينة والمشرفين
وزملائنا».
وأضافت: عندما بدأت جائحة كورونا كنا نقيم
في مصر، لكننا لم نشعر بالقلق أبدًا لأن بفضل رعاية الإمام الأكبر لم نشعر أننا فى
غربة، بل كنا وسط أهلنا، فطوال الـ90 يومًا وفرت المدينة كافة الخدمات التي قد نحتاجها
من سوبر ماركت وصيدلية وغيرها، والحمد الله بفضل هذه الإجراءات لم يصب واحد من الطلاب
بكورونا إلا قليلًا».
وتابعت «لاله»: لم تكن المدينة تهتم بحالتنا
الصحية فقط، بل كانت تهتم بالجانب النفسي والمعنوي أيضًا، وخلال هذه الفترة نظمت المدينة
حفلا لكى لا نشعر بالملل والضيق، وغيرها من البرامج الترفيهية الأخرى، وبعد قرار فضيلة
الإمام بفتح المدينة نظمت الإدارة على الفور معسكرًا لمحافظة وكانت فرحة كبيرة للطالبات،
والفترة القادمة تحتاج إلى الالتزام بكل التدابير الاحترازية، والخروج للضرورة فقط
ولكن الأهم أن الالتزام بالتعليمات الصحية حتى لا تؤذى نفسها أو غيرها.
«الفترة الماضية غيرت فينا الكثير وتعلمنا
منها الكثير، تعلمنا أن الوقت مهم والصحة أهم.
هكذا بدأ محمد أمين الكوبي من دولة بنين
طالب في كلية اللغة العربية قسم تاريخ وحضارة، وهو واحد من ضمن 300 شخص تقريبًا من
دولة بنين يقيمون فى المدينة، حديثه، وأضاف: تعلمنا من هذه الفترة العصيبة أهمية الوقت
وكيفية تنظيمه واستغلاله، لذلك سنرى أن نسبة النجاح فى الكليات تقريبًا 99فى المائة،
فالوقت أثناء فترة الغلق كان ينقسم ما بين المذاكرة والرياضة والقراءة، فخلال هذه الفترة
قرأت أكثر من كتاب، فمثلًا قرأت خمسة أجزاء من «الكامل لابن كثير».
وشدد «محمد» على أن «هذه الأزمة زرعت فينا
الامتنان لبلدنا الثاني مصر، ولمؤسسة الأزهر الشريف ولإدارة مدينة البعوث الإسلامية
لما وفرته لنا من خدمات طوال هذه المدة، فحتى الأعمال البنكية كانت أحيانًا تأتى عربات
البنك محملة بالأموال وينزل الطلاب في مجموعات؛ منعًا للتزاحم للسحب منها، وبفضل الإجراءات
الاحترازية التي أُقيمت فى المدينة وإقامتها مستشفى كاملًا للعزل الصحي جعلتنا الآن
صفر إصابة».
وأكمل: الإجراءات التي اتخذت في فترة الكورونا
من قبل إدارة المدينة غيرت طبيعتي في الدراسة بشكل كبير لأنى منذ الالتحاق بالجامعة
وأنا أحصل على تقدير «جيد جدًا»، وهذه هى السنة الوحيدة الذى أحصل بها على تقدير امتياز،
كما أننا تعرفنا أكثر على ثقافة زملائنا فى المدينة من الأوربيين والآسيويين والأفرقة،
كما أننا نستطيع أن نضمن سلامتنا خلال الفترة القادمة بأذن الله إذا اتبعنا الوصايا
التي أعلنتها الجهات الصحية في المدينة والدولة المصرية، ويجب أن نطبقها بشكل جيد حتى
لا يضر أي طالب هنا».
خلود عبدالله ياسر، من اليمن ماجستير صيدلة
إكلينيكية، تقيم في المدينة منذ ثلاث سنوات قالت: عندما تعيش فى المدينة ستجد الطلاب
من جميع جنسيات العالم وبأعداد كبيرة، والحمد الله لم نشعر بأي قلق أو خوف طول تلك
المدة، بل زادت ثقتنا بمؤسسة الأزهر بشكل كبير أثناء الأزمة، بعد ما علمناه من عائلاتنا
ومقدار القلق والتوتر الذين كانوا يعيشون فيه فى بلادنا، وهذا كان على عكس ما كنا نشعر
به هنا فى مصر، فنحن رأينا اهتمامًا ورعاية، فكنا كبناتهن لم يتركونا لحظة واحدة، كان
رئيس المدينة موجود يوميًا حتى أنه أحيانًا كان لا يغادر المدينة إذا اضطرت الظروف
لذلك.
وأوضحت «خلود» أنه «حتى الآن لا تزال إدارة
المدينة البعوث مهتمة بالتعقيم اليومي للغرف وتطهير كافة الأسطح، هذا إلى جانب الاستمرار
فى تطبيق الاجراءات الاحترازية، بل كثفتها مع بداية العام الدراسي الجديد، فعمال النظافة
والتطهير موجودة على مدار الساعة، بالإضافة إلى استمرار توزيع الغرف بشكل ثنائي أو
فردي».
وكشفت طالبة الماجستير، أن مدينة البعوث
كانت كاملة العدد وقت الغلق ولكن بعض السفارات استطاعت أن تنقل أبناءها، ولكن الأغلب
لم يتمكنوا من السفر فبعض الطالبات شعرن بالخوف من أن تغادر مصر، لأنهن لم يكنن يعلمن
ماذا سيحدث فى المستقبل، لذلك فضلن البقاء فى المدين، وخلال تلك المدة حاولنا حفظ أجزاء
من القرآن الكريم، والاجتهاد أكثر فى المذاكرة، وفى المساء كنا نتجمع فى الحديقة نتحدث
ونتناقش، حتى البعض منا تعلم لغات جديدة حتى اللهجات تعرفنا عليها.
من جانبه قال مُصعب فرج الله، رئيس برلمان
الطلاب الوافدين بالأزهر من دولة الجزائر، يدرس بالدارسات العليا كلية أصول الدين:
يعمل برلمان الطلاب الوافدين على تهيئة الطلاب لاستيعاب الإجراءات الاحترازية وقرارات
إدارة المدينة، ونحن 36 عضوًا داخل البرلمان، فنحن نقدم دعوات وتحذيرات إلى الطلاب
بضرورة الالتزام بتعليمات إدارة المدينة التي من شأنها الحفاظ على سلامتهم ومنع تفشى
الفيروس، وأيضًا ستكون هناك ملصقات بشكل دوري لنشر التعليمات الصحية، وكذلك على الصفحة
الرسمية للبرلمان على مواقع التواصل الاجتماعي.
«مصعب» قال: برلمان الطلاب الوافدين ينظم
العديد من الأنشطة، سواء الاجتماعية أو غيرها، وهذا بفضل الدعم الدائم من مدينة البعوث
الذى لا تهتم فقط بالحالة الصحية للطلاب، بل بالحالة النفسية والمعنوية أيضًا، تخيل
لو كل طالب من3600 طالب الموجودين طلب حتى لو طلبًا بسيطًا من خارج أسوار المدينة في
ظل هذه الجائحة وخاصة أنهم فى سن المراهقة ومن كافة الجنسيات والثقافات، ولكن إدارة
المدينة احتوت الطلاب وسمحت بخروج باصين يوميًا لهما خط سير يضم الطلاب الذين لديهم
احتياجات ويرافقهم مشرفون؛ حرصًا على عدم الاختلاط والتزاحم.
«مُصعب» أشار إلى أن البرلمان يعمل على
تنظيم أولمبياد رياضية، سيقوم من خلالها بعمل تصفية من الوافدين لتكوين فريق «فضيلة
الأمام» وهذا الفريق سيلعب مباريات ودية مع فرق من الدوري الممتاز المصري.
كما كشف رئيس برلمان الطلاب الوافدين، أنه
فى خلال الأيام القادمة ستكون هناك مشكلة عدم إمكانية استقدام عدد من الطلاب من بلادهم،
فهناك طلاب لديهم منحة الأزهر ولكن بلدانهم مازالت مغلقة المطارات كـ «الجزائر – الهند
– بنجلاديش – العراق».
بدورها أكدت «أم مغفرة» من إندونيسيا تدرس
فى كلية اللغة العربية، أن أكثر ما أسعد الطالبات هو حرص إدارة المدينة على تنظيم عدد
من المعسكرات الصيفية لتعويض علينا فترة العزل.
أما هداية الله سيعارف، من دولة أفغانستان
الذى خرج فى كلية شريعة والقانون العام الماضي، والآن فى السنة الثانية التمهيدي قسم
القانون العام، ويتولى منصب نائب رئيس برلمان الطلاب الوافدين، أكد أن مع بداية العام
الدراسي الجديد ستقع مسئولية جديدة على عاتق كل طالب، فيجب عليه أن يحمى نفسه أولًا
ومن ثم يحمى زملاءه وجميع المحيطين به، لذلك يجب على كل طالب ارتداء الكمامة والحرص
على التباعد الاجتماعي، والخروج من المدينة للضرورة القصوى وحضور المحاضرات فقط.
وأضاف: نحن لا نريد أن نعيد تلك الفترة
العصيبة مرة أخرى، فبرغم أن أننا قضينا نحو 90 يومًا داخل المدينة أن الرعايا والاهتمام
من قبل الإدارة خففت علينا هذه المدة، حتى أهلينا كان تشعر بالقلق علينا ولكننا كنا
نطمئنهم أننا نعيش فى بيوتنا، والمدينة قدمت لنا رعاية طبية وصحية ووفرت خدمة عالية
للطلاب فوجود ما يقارب 4000 ألف طالب فى مكان واحد من الصعب تلبية احتياجات وتوفير
متطلبات كل شخص إلا أن المدينة استطاعت تحقيق ذلك رغم أزمة الكرورنا، فتم تجهيز الكافتيريا
لتكون سوبر ماركت كبيرًا لتوفير كافة الخدمات للطلاب، وتخصيص مبنى كامل للعزل فى مدينة
البنين ووجود أطباء مختصين على مدار اليوم للاطمئنان على الحالة الصحية للطلاب، وهو
ما كان يشعرنا بالاطمئنان.
ومن فلسطين جاءت «فاتن» التي شارفت على
أنهاء عقدها الثاني من العمر بعدما حصلت على منحة دراسية مجانية لتدرس طب أسنان، وقالت:
كنت من الطالبات التى تمكنت من مغادرة المدينة، ففي الرابع عشر من شهر مايو تمكنت من
السفر لبلدي غزة ورجعت لمدينة فى شهر أغسطس، ونحمد الله أن قطاع غزة المدينة على مستوى
العالم الذى لم تدخلها الكورونا، بسبب أنهم أغلقوا كافة المحال والشوارع وكانوا يعزلون
كل من قادم من السفر لمدة 20 يومًا، لكنني خلال المدة القليلة التى قضيتها هنا في المدينة
أتيحت لى فرصة التعرف أكثر على إخوتي فى المدينة، كما تمكنت من الحصول على عدد من الكورسات
«فوتو شوب» واللغة الإنجليزية أيضا.
كما أكدت أنها ستحرص على الالتزام بالإجراءات
الاحترازية، وستخرج من المدينة ثلاثة أيام فقط المحددين من قبل الكلية، منعًا للاختلاط
أو التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
من جانبه قال اللواء إبراهيم الجارحي رئيس
مدينة البعوث الإسلامية: منذ بداية الأزمة وحتى الآن لم نتوقف لحظة عن تنفيذ الإجراءات
الاحترازية، موضحًا أن الطلاب الذين يدرسون على منح الأزهر حوالى 5 آلاف طالب وطالبة،
ومنهم 3600 طالب فقط يقيمون داخل المدينة (600 طالبة – 3000 طالب)، تستقبلهم المدينة
وتوفر لهم إقامة كاملة «تغذية – إعاشة – مذاكرة – أنشطة اجتماعية –أنشطة رياضية»، ومع
بداية العام الدراسي الجديد ستكون لدينا مسئوليات أخرى فهناك مرحلة تعليمية نكون مسئولين
عن توصيلها للمعاهد التى يدرسون بها حرصًا على التباعد وعدم التزاحم، ومراحل أخرى نساعدهم
فى عمل التنسيق، بالإضافة إلى تجهيز قاعات التدريب الخاصة بالمراجعات والمذاكرة مع
التعقيم والتطهير المستمر، ومع بداية الدراسة نبدأ فى متابعة حضور الطلاب للمحاضرات”.
وأضاف: مستمرون فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية
التي سبق واتخذنها المدينة في وقت الأزمة بداية من تخصيص مبنيين للعزل واحد فى مدينة
الطالبات وواحد فى مدينة البنين وتوفير كافة المستلزمات الطبية، استمرار توزيع الغرف
بشكل فردى أو ثنائي، وغلق المطعم، بحيث يوزع الطعام على الطلاب ويأكلون فى غرفهم حرصًا
على التباعد بين الطلاب، بالإضافة إلى تخفيض أعداد قاعات التدريب «المذاكرة» بما لا
يتعدى 50 طالبًا، وغلق قاعات الأنشطة الأخرى منعًا لوجود أى تجمعات بين الطلاب، وكذلك
التعقيم اليومى للغرف وتطهير كافة الأسطح، ونشر ملصقات بضرورة ارتداء الطلاب وكافة
العاملين المدينة للكمامة، والحرص على التباعد الاجتماعي في كافة أرجاء المدينة، إضافة
إلى استخدام أجهزة قياس الحرارة عند البوابات ومتابعة الحالة الصحية لكافة الطلاب بشكل
دوري.
وشدد «الجارحي» على أن «مدينة البعوث تعتبر
المكان الوحيد على مستوى مصر الذى لم ينقطع العمل فيه طوال أزمة كورونا، على عكس الدول
الأوروبية التي أغلقت الجامعات وسمحت بسفر الطلاب إلى بلادهم، ينما حافظت مدينة البعوث
على طلابها وهو أمر قابلته مجموعة من سفارات الدول بالثناء على مؤسسة الأزهر الشريف
ومدينة البعوث».