الجمعة 7 يونيو 2024

جمعية «الرغى» المقدس؟

4-11-2020 | 15:32

الرغي ظاهرة إنسانية البعض يلصقه بالمرأة والبعض يصفه بأنه كلام ابن عم حديث وطائفة ثالثة تسير بمنهج كتب عليكم الرغي والسلام باعتبار أن الإنسان كائن “رغاي” بالطبيعة ففي أي مناسبة تجده يرغي وبعضهم حكاء بالسليقة فيصبح هنا المذهب المقدس هو كتب عليكم الرغي والكلام ليس عليه جمرك ولأني امرأة وإنسانة فقررت أمارس هذا الحق في الرغي

طفلة يتم تذنيبها بسبب عدم دفع المصروفات المدرسية، تكسير سيارة ولى أمر بسبب عدم دفع المصروفات ..،خناقة حامية الوطيس بين الأهالى وصاحب مدرسة ..،تعليق اسم من لم يدفع المصروفات على أبواب الفصل وربما المدرسة ،جهاز حماية المستهلك يتدخل لتنفيذ قرار رد قيمة ٢٥في المائة، من مصروفات أتوبيسات العام الماضي للمدارس التي لم تلتزم ..هذه كلها معلومات وأخبار بلغة الصحافة وليس رغياً في صحيفة الحالة التعليمية بعد فترة قليلة من بدء الدراسة... وهنا طبعاً انبرت وسائل التواصل الاجتماعي (لاحظوا) الاسم (وسائل التواصل)في نشر الوقائع ..لكن وزارة التعليم ولم يعجبها ذلك بالتأكيد ويخرج علينا وزير التربية والتعليم وفي كل كلمة له تقريظاً لمعشر الرغي الصحفي ومواقع التواصل الاجتماعي وكأننا من ذنَّبنا الطالبة أو كسرنا السيارة أو لم نلتزم مثلاً وأن المعلومات غير صحيحة؟..

لذلك دائماً الوزير ينبه كما في خطابه مع السيدة لميس الحديدي على أصول الخبر وكيف نقول : ذلك خبر أم لا؟! وافادني للغاية كما تفيدني صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى في بث الأخبار حيث يعتبر أكثر الوزراء الذين يستخدمون مواقع التواصل بهذه الكثافة الفيسبوكية ، حتى أننى أعترف بأننى أصبحت مدمنة للصفحة بعد أن كنت أول من نبه إليها للمتابعة ؟

وعملاً بحق منظمة الرغي الحريمي الإنساني المقدس سوف أستخدم حقي في الكلام والتعليق والسؤال حتى لو لم أحصل على تجاوب فيس بوكي تعليمي وينطبق على حالتي توصيف الرغي من طرف واحد !

وذلك لأن صحيفة الحالة التعليمية لحالتي تسمح لي بالرغي التعليمي فقررت أمارس هذا الحق وأبث شجوني باعتباره رغياً من طرف واحد ؟

فمثلا قرأت أخيراً الكتاب الدوري وهذا اسمه (ولا أعرف الفارق بينه وبين القرار الوزاري مثلاً ؟)من صفحة الوزير على مواقع التواصل وليس عبر ختم الوصول رسمياً لي رغم أني مقيدة في صحيفة الحالة التعليمية للوزارة وتعاقب عليَّ وعلى مدار

ثلث قرن وزراء تعليم ولابد من أن أحصل على تكريم أقله لقب تعليمية سابقاً؟ وكذلك ينبغي أن أذكر أيضاً أني مقيدة ضوري بالسوشيال ميديا ولم يشفع لي ذلك كله في أى حالة وصال بالأخبار والزيارات الرسمية ؟

 

المهم تجسست عن الحبيب الأول وهو التعليم فقرأت الكتاب الدوري الخاص بضوابط العلاقة بين ولي الأمر والمدارس الخاصة ؟! ولأني في حالة هجر تعليمي تنهدت وأنا أقرأ التعليمات لأنها كانت قرارات حسمية جداً من الأصل اللغوي (الحسم)على أولياء الأمور ولأن العقد شريعة المتعاقدين ( وهذه أول مرة أعرف بعد ثلث قرن علاقة تعليمية بأن القيد بالمدرسة هو توقيع عقد شراكة؟!ومن عندي الفهم والإضافة والاستفسار إنهامثل عقود الشركات.

وكما يقول الوزير بنفسه للأستاذة لميس الحديدي فإننا علينا الالتزام بالعقود وكله من صفحة الوزير ؟

 

لكن اللافت إننى لم أجد في الكتاب الدوري مثلاً عقوبة لأي مدرسة مخالفة في ممارساتها تجاه الطلاب وأولياءالأمور تهديداً بعقوبةوبوضعها تحت الإشراف المالي والإداري ؟ ..

ولم أفهم أين الفقرة ( ١) التي يتحدث عنها القرار ولماذا كانت المنحة أو السماح بالسداد في الفقرة (١)حتى منتصف الشهر الحالي وبين البند (٢) المنحة حتى آخر الشهر وليس منتصفه وبعد إنذار ؟!.

ولم أفهم التفرقة بين الفقرة “ واحد واثنين” هل هو مثلاً في نوع الطالب أم نوع المدرسة أم ماذا ؟رغم أن حالة التعثر في الحالتين واحدة هي عدم دفع المصروفات ؟!

لكن النقطة التي أدهشتني هي أن الكتاب الدوري للعلاقة التعاقدية ؟وعقب كل فقرة يقول وينقل الطالب الذي لا يسدد المصروفات إلى مدرسة حكومية ..فهل هذه عقوبة مثلاً ليتضمنها القرار أم هو التزام وزارة ؟ولماذا النص عليها في الكتاب الدوري وكأنه إيحاء بالنظرة العقابية لتعليمنا العام الحكومي وينص عليها من كتب الكتاب الدوري!

وماذا بالفعل إذا لم يستطع ولي الأمر الدفع كما الحالات السابقة وهذا أمر وارد في الظروف الحالية عقب المشاكل التي تسبب بها وباء كورونا فهل لدينا العدد الكافي من المدارس الحكومية لاستيعاب الطلبة وإذا كان لدينا هذا العدد وليس بقرارات فوق الكثافة وغيرها فلماذا لاتتسع المدارس للجميع بدون تفرقة فى الفقرة ١،٢ ويادار ما دخلك تذنيب لأطفال أو خناقات ومحاضر شرطة لإثبات الحالة ؟!

فهروب أولياء الأمور للمدارس الخاصة .. كان عملاً بالقول ( ايه اللى رماك على المر )كما يقول المثل و لا أعتقد أن هناك ولى أمر يريد التجريسة له أو لأطفاله أو البهدلة ..ولكن الموضوع أن الأهالي كانوا مضطرين وذهبوا للمدارس بمصروفات وكان العشم أن ترد المدارس الخاصة وبمصروفات لهم هذا التقدير وتعيد الجدولة بفترة سماح مناسبة لهم وليس أسبوعين أو شهراً وتتوافق مع الأوضاع لنتائج الوباء وأن يكون تدخل الأطراف الأخرى مقدراً من الجميع..

إن انتشار المدارس الخاصة وإقبال أولياء الأمور على التعليم بمصروفات كان لمساعدة الدولة وتفهماً للأوضاع التي تمر بها على مدار كل العقود الماضية ولم يتذمروا ..فكان من باب أولى أن تزيد الوزارة المهلة والمدة التي يتم فيها السداد وهى حالات قليلة بالتأكيد..

وبما أني “برغي” من طرف واحد فأكمل وأسأل لماذا لم تحسم الوزارة كما في سنوات سابقة أن يتسلم الطلاب الكتب المدرسية بعيداً عن سداد المصروفات الدراسية.. خاصة أن الوزارة كما تقول إنها أنشأت قنوات تعليمية وقناة على اليوتيوب لمتابعة المناهج ؟ وعلى الأقل هذا كان سيقلل من احتكاك بين أولياء الأمور المتعثرين والمدارس ذات المصروفات وتماماً كما حسمت الوزارة قضية تسلم الطلاب التابلت بعيداً عن المصروفات .. ..

ولأني أعاني من حالة رغي تعليمي من طرف واحد أنبه لمخاطر زيادة الاحتكاك وتكرار الأزمات بين المدارس ذات المصروفات أو الدفع عموماً وبين أولياء الأمور والطلاب كطرف آخر ا وأقترح أن تخصص الوزارة رقم شكاوى لما يحدث بالمدارس ومن بعض الأخطاء التي تحدث وهذا متوقع وأن يتم فوراً المعالجة أولًا بأول وسريعاً للأزمات أى خلق القنوات لحل المشاكل في بدايتها ..

خاصة أن هناك رغبة وإصراراً من المجتمع على التعلم والتعليم العام وليس مقاطعة وطلاق التعليم والعياذ بالله باعتباره حقاً في الوصال التعليمي الإنساني حتى لو كان وصالاً من طرف واحد !.. ......