الحوارات الصحفية فى الغالب تكشف حقائق، لكنها فى الوقت ذاته من الممكن أن تساهم فى إزاحة الستار عن أسرار تستحق أن تنشر تحت عنوان "لأول مرة"، وعلى مدار أربعة حوارات أجرتها "المصور" مع الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن، توافرت أسرار عدة، لم تنشر وقتها، ودخلت تحت بند "الفضفصة"، أو "المساحة لا تكفى".

أم كلثوم.. كانت صاحبة المساحة الأوفر فى "خانة الأسرار التى لم تنشر"، فـ"عبد الرحمن" شاءت الأقدار أن تجعله قريبًا منها فى أوقات كثيرة، ليس اقتراب "المحب" أو "السميع"، ولكن اقتراب المشاهد والمنصت الجيد لكل ما يدور، أزمات مختلفة كان على موعد معها، وكانت "السِت" الطرف الآخر فى الأزمة، تمكن من عبورها جميعها، لتبقى فى النهاية "مجرد ذكريات".

وعن حكاياته الممتدة مع كوكب الشرق أم كلثوم، قال الراحل محفوظ عبد الرحمن: "بسبب الست أم كلثوم لاحقتنى 16 دعوى قضائية، كما أننى رصدت 14 شبهة زواج لها، وابن شقيقتها قال لى نصًا "هاسجنك لو قربت منها"، أو ذكرت أنها تزوجت أحدا غير الدكتور الحفناوى، مع الأخذ فى الاعتبار أن حياة كوكب الشرق، كانت مليئة بالخطوط الحمراء، لمحت عن بعضها، لكن للأسف الجمهور لم يقرأ تلميحاتى".

"عبد الرحمن" تحدث كذلك عن واقعة رفض كوكب الشرق تجسيد قصة حياتها قبل رحيلها، حيث روى واقعة كان شاهدًا عليها، وقال: سمعت أم كلثوم وهى تقول نصًا لسعد الدين وهبة والمخرج يوسف شاهين "لن أسمح بتقديم قصة حياتى ولما أروح، تقصد الموت، اعملوا اللى انتوا عايزينه".

صاحب "بوابة الحلوانى" عندما جاء الحديث عن شخصية "أم كلثوم" وشائعة تورطها فى مقتل المطربة أسمهان، قال: مروج شائعة تورط أم كلثوم فى مقتل أسمهان "كان شارب طن حشيش"، وأم كلثوم كانت فضولية جدًا، وسمعت أنها كانت تحرص على وجود نوعين من البن فى منزلها، لمن تهتم بهم نوع مخصوص ومن لا تهتم بهم نوع آخر، لكننى عندما التقيت "اللبيسة" الخاصة بها قالت لى"يا أستاذ محفوظ إحنا عمرنا ما اشترينا بن.. كان يجيلنا هدايا من اليمن بالشوال.. وكنا بنشحته للناس.. وبندور على حد ياخده".

وروى "عبد الرحمن" أنه "فى أحد الأيام طلب شخص يعمل مع أم كلثوم ضمن فرقتها الخاصة 5 جنيهات، ورفضت، فظل يردد حديثا عن بخلها، لكنه بعد وفاتها أخبرته زوجته أن أم كلثوم ذهبت لمنزله وأعطتها 50 جنيها، رغم رفضها منحه هو 5 جنيهات لأنها كانت تعلم قذارته وشغفه برهان مسابقة الخيول التى يخسر فيها أمواله دائما".

وكشف أن "أم كلثوم" سحبت الأوراق الرسمية من الدولة التى تؤكد زواجها من محمود الشريف وغيره، لأنها كانت تحرص على وجود علاقة صداقة وود مع وزير الداخلية، وعندما كان يتم تغيير الحكومات كانت أول شخص يتحدث مع وزير الداخلية الجديد وتبادر بالاتصال به.

وأضاف: دعانا رئيس مجلس الأعيان فى الأردن وشاهد المسلسل فوق الـ 100 مرة، وهو أحد أقارب نهلة القدسى وزوجة الموسيقار محمد عبد الوهاب.

كانت لدى صديقه من سويسرا وتزوجت من مصرى وأيام حرب 67 تبرعت لمصر بعربات إسعاف وعرفتنى على أم كلثوم.

وفيما يتعلق بتفاصيل مطالبة "كوكب الشرق" له بكتابة أغان قال: قدمت سامية صادق برنامجا عن أم كلثوم، فكتبت وقتها بعض الكلمات عنها لأن سامية صديقتى، وتحدثت بعدها أم كلثوم مع سامية صادق، وقالت أريد التحدث مع من كتب هذه الكلمات، فبادرت سامية بمكالمتى وأعطتنى الهاتف، وتحدثت معها وكانت مكالمة غير لطيفة.. وكنت أظن الأمر مقلبا من سامية صادق.

وأكمل: أتذكر ما قالته أم كلثوم لى نصًا عما كتبته "أنت جبت الكلام ده منين.. أنت ممكن تكتب شعرا أو أغانى.. قلت لا.. قالتلى طب ما تفكر كده تكتب.. ولو كتبت حاجة كلمنى.. قلت حاضر بمنتهى الهدوء لكننى اترعبت وكان عندى إحساس 50 بالمائة إنها ليست هى، وأذكر أننى رأيتها فى أسانسير إحدى العمارات بوسط البلد ولم أتعرف عليها، وعندما قال صديقى هذه أم كلثوم " لطمت".. وجدتها سيدة قصيرة وصغيرة".

وأزاح الكاتب الراحل الستار عن أحد المواقف التى خشى تقديمها فى مسلسل "أم كلثوم"، حيث قال: أحد العاملين بفرقة أم كلثوم حكى لى نصا حكاية خشيت تقديمها بالمسلسل وأختص بها المصور، وهو أنه فى أحد الأعوام جاء له عقد لتقديم بعض الحفلات فى الكويت بأموال جيدة، وقتها كانت أم كلثوم ستقيم حفلا فى 23 يوليو، فسافر وتركها فعلمت أنه صعد للطائرة المتجهة للكويت، وبعد أن أقلعت الطائرة بدقائق، تحدث الطيار مع الركاب حول أنهم سوف يهبطون للمطار مرة أخرى، لأسباب فنية لمدة دقائق، وبعد هبوط الطائرة صعد مجموعة من الضباط وسألوه: أنت فلان الفلانى أجاب نعم فقالوا "طب يافندم اتفضل معانا"، بالطبع الناس أغلبها استاء فقال لهم أحدهم معلش يا جماعة أنا هقولكوا الحكاية بالضبط "أصل الأستاذ.. بيشتغل مع أم كلثوم وهى تقوم بتحضير حفلها وهو تركها ومسافر للكويت.. الناس كلها قعدت تشتم فيه إزاى تعمل كده مع الست".

ونفى ما تردد حول وجود علاقة بين كوكب الشرق والملك فاروق، مشيرا إلى أنه كانت تربطها علاقة بأحد الأمراء، وكان يريد الزواج منها، لكن القصر رفض الأمر.

وعندما جاء الحديث عن علاقة أم كلثوم بـ"الإعلام"، قال: أم كلثوم كانت على مسافة بعيدة من الإعلام، وكان يثير غضبها محاولة التقرب منها، وأهانت المصور فاروق إبراهيم بعد نشره صورة لها على البلاج بفستان، فذهب اليها فصاحت فى أحد الخدم "مش قلتم إنى فى حد هنا.. أنا مش شايفه حد خالص" لهذه الدرجة تجاهلته.