الثلاثاء 4 يونيو 2024

زعماء مصر علي صفحات المصور

8-11-2020 | 21:08

التاريخ عربة تقودها خيول من الأفراد والعباقرة الذين يصبحون مع مرور الوقت سواء في حباتهم او بعد رحيلهم زعماء وقادة  حيث نجد  في تاريخ الأمم وحياة الشعوب رجال لعبو ادوار تاريخية مهمة  التف حولهم الشرفاء والوطنيون ليكتبو صفحات التاريخ  حاملين راية الثورة والتحرر والنضال أمام مستعمر غاشم أو حاكم مستبد‏‏ فنجد هذه الصفحات تمتلئ بهؤلاء الزعماء أو الأبطال الشعبيين الذين تشتاق إليهم الشعوب عبر العصور ليكتبون مصائرها‏ مغيرين بذلك مصير وضعه بعض من لديهم قصور بقيمة هذا الشعب العريق شعب مصر  لذلك لم يكن غريبا علينا ان نجد هذا التاريخ يتجسد علي صفحات المصور عبر العصور لتصبح هذه المجلة العريقة هي صانعة الزعماء وذاكرة الامة.

حرصت مجلة المصور من اوائل اعدادها ان تسجل وتكتب سطور التاريخ مع الزعماء وكان من اوائل هؤلاء الزعماء الذين عاصرو المجلة الزعيم سعد  باشا زغلول ففي 31 اكتوبر 1942 في العدد الثاني من مجلة المصور نجد صورة كبيرة لزعيم الامة سعد باشا زغلول تتصدر الغلاف ومع تصفح الاعداد الاولي تجد تغطية كاملة عن عودة الزعيم سعد زغلول  من لندن واستقبال الشعب له ويسبقها سرد لثورة 1919 وما حدث فيها علي الرغم من ان مجلة المصور صدرة بعد الثورة بخمس سنوات ولم تترك الصور حدث الا وكانت هي اول المصورين له والمتحدثين عنه ولان المصور كانت لها سياسة خاصة وهي ان تكون الصورة بطل الموضوع فلم تجد سوي شرح موجز للاحداث تاركة للقاريئ معايشة الاحداث مع الصور ومن ابرز الصور للزعيم سعد زغلول علي صفحات المصور وهو يضع يده علي خده متاملا مستقبل لم تظهر ملامحع بعد فعلي الرغم من قوله مفيش فايدة إلا أنه لآخر يوم في عمره كان باحثا عن استقلال البلاد وكان نفيه سببا في ثورة الشعب عندما رفضت إنجلترا سفره لمؤتمر الصلح بباريس وتم نفيه هو وزملاءه إلي مالطة واندلعت الثورة في كل شبر في مصر وخرج الملايين يهتفون سعد سعد يحيا سعد عاشت مصر حرة مستقلة لتجبر تلك الثورة إنجلترا علي إطلاق سراح سعد زغلول والوفد في7 أبريل1919, ليجمع الشعب التوكيلات والتوقيعات لينوب سعد زغلول وزملاؤه عنهم في رفع مطالب الاستقلال في مؤتمر الصلح الذي خيب أمالهم ثم يتم نفي زعيم الشعب إلي جزيرة سيشل لتزداد الثورة اشتعالا ثم يعود من منفاه في30 مارس1923 وتظل محاولات البحث عن الاستقلال مستمرة بعد أن تولي قيادة حزب الوفد ومنه للوزارة ثم رئاسة البرلمان, ويتوفي زعيم الأمة في23 أغسطس1927 وتاتي جنازته المهيبة بالصور علي صفحات االمصور لتكون ذاكرة للامة ناقلة لنا كيف كانت مصر تودع زعيم الامة.

وبعد وفاة سعد زغلول عام 1927ياتي زعيم اخر ليستلم راية النضال الوطني وكان امله الجلاء التام الذي كان قد تبدد بعد ان ضعف القصر الملكي ووهن عرشه ودخلت المرحلة الوطنية في مرحلة تمزق  وتبعثر وربكة وحادت عن الهدف ونقلة مجلة المصور بالكتابة والصورة  دلائل مقاومة مصطفي النحاس باشا وصلابته حيث ظل يمثل خط دفاع الشعب وكان موقفه عزاء للشعب في وجه الخيانات المتعددة من احزاب الاقلية التي كان يصطنعها الانجليز ويؤلفها القصر وقد ذهب الي المنفي مرتين واقيل من الخدمة خمس مرات  وتعرض لمحاولات اغتيال ست مرات وظل الحزب الذي يراسه مصطفي النحاس اكثر الاحزاب قربا للجماهير وفي عباءته الواسعة تغلي حركات كثيرة مما جعله يتبني شعارات كثير من الشعارات الشعبية وبعد مضي ربع قرن من سنة 1927 الي 1952 كان الاقطاع هو القوة  التي تجثم بعد الانجليز والقصر علي كاهل الشعب لان نقطة الضعف الكبري في الحزب الذي مثل الحركة الوطنية انه عاش بمعزل عن قضايا الشعب الاجتماعية علي عكس ما كان يحدث في العالم وتقهقرت القيادات واصبحت القوي في ايدي عناصر اكثر يمينية فانقطعت الصلة بين الشعب وقضاياه وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية كانت بقايا ثورة 1919 تموت ببطء نقلت المصور كل هذه الاحداث خطوة بخطو علي صفحاتها في حينها كما نجدها علي مر السنين تكتب وتحلل وتؤرخ لهذه الاحداث.

ولم تكتفي مجلة المصور بمن عاصروها لتنقل لنا زعماتهم ولكن ارادت ان نعيش في احداث سابقة مع زعماء لم تعاصرعم ونقلت لنا كيف عندما يتعرض الوطن لشدة تظهر الزعامة الحقيقية وهذا ما حدث مع الاحتلال البريطاني لمصر ومن قبلها فقد كان الزعماء يسلمون الراية لبعضهم البعض ويمكن تلخيص تلك الفترة من تاريخ مصر بنضال هؤلاء الزعماء البداية كانت من أحمد عرابي ضابط الجيش الذي وقف أمام الخديو توفيق بسبب الفساد الذي عم البلد ووصل إلي الجيش وقال جملته الشهيرة في وجه الحاكم لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا ويخوض عرابي نضالا آخر ضد الإنجليز ويخوض ضدهم المعركة تلو الأخري والتفت الأمة حوله إلي أن استسلم حقنا للدماء وعلي وعد بأن الإنجليز لا يريدون الاستيلاء علي مصر وتم القبض علي عرابي وحكم عليه بالنفي إلي جزيرة سيلان وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ مصر وهي احتلال إنجلترا وبدا المصريون يرفعون راية الكفاح ضد الاحتلال  ليتولي الزعامة صاحب أهم مقولة في تاريخ مصر لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا وهو الزعيم مصطفي كامل علي الرغم من أنه توفي عن عمر ينهاز34 عاما إلا أنه ترك بصمات لم يتركها آخرون حيث درس الحقوق وسافر فرنسا ليتولي الدفاع عن القضية المصرية وسعي سنة1895 للتعرف بمدام جوليت آدم وكانت من أعظم الشخصيات الفرنسية في السياسة والأدب وفتحت له الباب لكي يندد بالاستعمار البريطاني في الصحافة الفرنسية وأصدر جريدة اللواء ليلتف حولها الوطنيون وذلك سنة1900 وأسس الحزب الوطني في1907 ويتوفي شابا تجلت شخصية مصطفي كامل علي صفحات المصور في ذكراه ال70 التي عرضت كل ما يتعلق بهذا الزعيم وكان من ضمن ما عرضت خطاباته الي رفيقه وصديقه محمد فريد والي شقيقه علي فهمي كامل والتي تحتوي علي كثير من الاسرار وجائت الذكري المائة ونقلت المصور ندوة كان يديرها يوسف السباعي وكان ذلك في عام 1974 .وبالعودة للانية انقضت فترة الزعيم مصطفي كامل  ثم حمل  الراية من بعده الزعيم محمد فريد وطالب بوضع دستور للبلاد وتم إنشاء المجلس النيابي في1908 وتم رفض الدستور وبدأ إنشاء النقابات بنقابة العمال وهاجم فريد مد امتياز قناة السويس40 سنة أخري وتراجعت بالفعل الحكومة عن ذلك

وطالب بمجانية التعليم وفي سنة1911 تم حبس محمد فريد لمدة ستة أشهر ثم حبس مرة أخري لمدة سنة بتهمة التحريض علي الحكومة, وقرر السفر خارج مصر سنة1912, ومات في16 نوفمبر1919 في برلين وتم نقل جثمانه إلي الإسكندرية

دونت تلك الاحداث عن طريق مذكرات محمد فريد التي دونها وسردها لنا  صبري ابو المجد علي صفحات المصور عام 1972 في اعداد متتالية .

بشهادة العالم أجمع هو زعيم من الطراز الأول فقد هتف لأول مرة في حياته باسم الحرية وباسم الكرامة وباسم مصر وهو لازال صبيا وأطلقت عليه هو وزملائه طلقات الاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح ولكن خرج من بين هؤلاء شاب صغير امن بالحرية وأحس بطعمها واخذ علي عاتقه  الجهادوالكفاح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلم معناها لأنه كان يشعر بها في اعماقه و في روحه ودمه ودخل السجن تلميذا متحمسا وخرج منه مشحونا بطاقة من الغضب ليقود بعدها المظاهرات التي ترفض قرارات الاستبداد ثم قرر الالتحاق بالجيش بعد أن أيقن بعد التجربة التي مر بها في العمل السياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أن تحرير الوطن لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكري بجيش وطني ليصبح ضابطا كفء ورسخت فكرة الثورة في ذهنه فيذهب إلي حرب فلسطين ويجرح وتتطور فكرة الثورة ليكون قائدا لثورة1952 مع زملائه الضباط الأحرار لتجتاز مصر فترة عصيبة في تاريخها هذا هو البكباشي جمال عبد الناصر الذي أصبح زعيم الأمة الخالد ليقود مصر في لحظات وسنوات عصيبة متحديا أي قوي في العالم رافعا راية التحدي أمام العالم ليخلص مصر من الاستعمار ويحرر قناة السويس ويحارب أمام العدوان الثلاثي الذي لم يستطع إيقافه ويصبح نصير الفلاح والعامل ويتحدي مطامع واستبداد الإخوان المسلمين ويصبح قائدا وزعيما للوطن العربي وملهما لكل ثائر ونيلسون وفي أصعب الظروف التي يتعرض لها الوطن أثناء النكسة رفض الشعب تنحي زعيمه ناصر والتفوا حوله مرة أخري في حرب الاستنزاف العظيمة التي سطر فيها الجيش والشعب أسمي البطولات حتي رحل ناصر في82 سبتمبر1970 وخرج الملايين لتوديعه تاركا التاريخ والشعب حكما علي نضاله وكفاحه والمصور لها الباع الاكبر في نقل تلك الاحداث بكل تفاصيلها ومن ابرز الصور التي نشرتها المصور صورة جمال عبد الناصر وهو يمسك بيد والده عبد الناصر حسين وينظر له نظرة تنم عن الاعجاب والاجلال لهذا الاب الذي انجب زعيم العرب.