الأربعاء 29 مايو 2024

بعد نجاح تجربة بيراميدز..الاستثمار الرياضى ينقل الكرة المصرية لعالم الاحتراف الحقيقى

11-11-2020 | 23:05

الاستثمار الرياضى فى مصر ليس وليد الساعة لاسيما فى الكرة المصرية ولكنه منذ سنوات عديدة فى مصر، ومع بداية سبعينيات القرن الماضي، قررت شركة المقاولون العرب للإنشاءات إطلاق فريق كروى يمثل الشركة المتخصصة وسرعان ما استطاع الفريق التأهل ‏للدورى الممتاز واللعب مع الكبار بعد التعاقد مع لاعبين من أصحاب ‏الأسماء الرنانة فى القارة السمراء، بل استطاع تسطير تاريخ من ذهب ‏بالتتويج بلقب الدورى فى الثمانينيات، وكذلك كأس مصر، وتشريف الكرة ‏المصرية فى المحافل القارية بمعانقة بطولة إفريقيا لأبطال الكؤوس فى ‏أكثر من منافسة، وبدأت فكرة الاستثمار فى غزو مجال كرة القدم المصرية من أوسع ‏أبوابه، بعدما فتحت الدولة المصرية أبوابها لتشجيع الاستثمار ‏فى شتى القطاعات ومن بينها القطاع الرياضى، فبدأ الأسيوطى الذى أصبح بيراميدز بمستثمرين خارجيين وينتهى مع مستثمرين مصريين نجحوا فى شراء أندية قبل بدء الموسم الجديد منهم شركتا زد واستادات.

شهد عام 2018 ظهور الاستثمار الرياضى بقوة على الساحة الرياضية المصرية مع شراء نادى الأسيوطى والاستعانة بلاعبين على مستوى عال وبمبالغ طائلة وضخمة ونقل الدورى المصرى من منافسة بين الأهلى والزمالك لمنافسة طرف ثالث قوى وعنيد قادر على الوقوف صامدا أمام الكبار، وهو ما حدث بالفعل فى أول موسم له ولكن كان للأهلى والزمالك كلمة أخرى، وبعدها نجح فى التأهل الإفريقى الأول ومن ثم التأهل لنهائى الكونفدرالية لأول مرة فى تاريخه، وأوجد بيراميدز نوعا من المنافسة مع قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، واحتلال ‏المركز الثالث فى جدول ترتيب الدورى الممتاز، والمنافسة على اللقب، وطرق ‏أبواب المجد الإفريقى بالتألق وبلوغ المباراة النهائية لبطولة الكونفدرالية فى أول مشاركة له.

وقال محمد كامل العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لشركة «استادات» إن شركة استادات بدأت بالاستادات وبالتحديد فى التواجد بملعب الأهلى وإظهاره بالصورة المشرفة المتواجد عليها فى الوقت الحالى وبعد ذلك قناة النادى الأهلى بالإضافة إلى تنفيذ بروتوكولات تعاون رفقة محافظة المنوفية يشمل تنفيذ أعمال تطوير شارع الاستاد المجاور لاستاد شبين الكوم، وتحويله إلى ممشى ومزار سياحى للمواطنين، بنظام حق الانتفاع وتزويده بكافة وسائل الاتصال الحديثة وتوفير سبل الراحة للمواطنين، مع الاهتمام بشأن الفريق الأول من أجل التواجد فى الدورى الممتاز بقوة للتنافس رفقة كبار الدورى بداية من الموسم الجديد.

وتابع: «هدفنا الأساسى هو الاستثمار فى تطوير الرياضة المصرية، من خلال العلاقة الطيبة والوطيدة التى تجمع مسؤولى الشركة بكافة الهيئات والكيانات والاتحادات الرياضى وجميع الأندية المصرية».

كما تسعى الشركة لدعم وتطوير المنشآت الرياضية فى مصر للوصول بها إلى أعلى المستويات العالمية، تنفيذا لدورها الوطنى فى هذا المجال.

عرض مغر

وقال أحمد عربى، عضو مجلس إدارة نادى مصر، إن عرض شركة زد لشراء النادى كان لا يرفض نهائيا، مؤكدا أن إدارة النادى تدعم فكرة الاستثمار وفضلت عدم الاستمرار بعد تأكد الهبوط وكذلك بعد تلقى العرض الضخم الذى تلقاه النادى من أجل البيع، وشدد على أن الاستثمار فى مصر لا يمكن تحقيقه بشكل مثالى داخل الدورى الممتاز بسبب عدم وجود لائحة احترافية، وبكل تأكيد فإن الاستثمار سينجح ولكن فى حاجة إلى دورى محترفين.

وتابع النادى عانى كثيرا من خسائر مالية خلال فترة فيروس كورونا ولم يجد أى دعم والأعضاء كانت تنفق على النادى، وتم قبول عرض شركة زد بسبب ما تعرضنا له فى أول موسم بالممتاز وتأكدنا من عدم نجاح الفكرة نهائيا.

وأضاف قررنا الوقوف عند هذا الحد وإفساح المجال لغيرنا يستطيع أن يكمل المسيرة، لأن بعد الصعود للدورى توقعنا أن يكون هناك دورى محترفين من أجل مساعدتنا ومساعدة كل الأندية التى تعانى ولكننا فوجئنا بعدم القدرة على تنفيذ ذلك، فتعرضنا للهبوط فى كل شىء سواء فى الكرة أو من الناحية المالية.

فيما قال بكرى سليم، المدير التنفيذى لنادى مصر المقاصة، سيتم تغيير اسم النادى خلال الفترة المقبلة، وأن ما سيتم بيعه هو حق رعاية فريق الكرة والحقوق التسويقية للنادى فقط وهو يعتبر جزءا كبيرا من النادي، مشددا على أنه تمت دراسة العرض مدة طويلة جدا خاصة أن النادى كان من الصعب أن ينفذ هذه الفكرة ولكن تم الإجماع على تنفيذها بعد مشاورات عديدة جاءت بعد تفكير عميق.

وأضاف أن الاستثمار الرياضى فى مصر نجح بنسبة كبيرة جدا وخلق منافسة شرسة فى بطولة الدوري، لافتا إلى أن بيراميدز خلق حالة فى بطولة الدورى منذ نشأته خاصة بعدما تنافس فى أول موسم وكذلك وصوله لنهائى بطولة الكونفدرالية.

وتابع سنتواجد مع الشركة الجديدة ولكن إدارة الكرة ستكون فى استحواذها وكذلك الاستثمار الخاص بالكرة فقط وباقى الأمور ستكون لدينا، وأعلم أن البعض لم يكن يتوقع أن يحدث هذا الأمر ولكن أعتقد أن فريق الكرة سيكون له شكل آخر خلال الفترات المقبلة من خلال الشركة الجديدة التى تسعى إلى التنافس القوى بين الأندية، وإدارة النادى كانت تتمنى أن يحصل الفريق على بطولة فى عهدها ولكن لم يحدث لأسباب عديدة كان من بينها ضرورة بيع بعض من اللاعبين من أجل الاستفادة المادية والقدرة على استمرار العمل لدى النادى، مشددا على أنه كان لابد من بيع اللاعبين لعدم القدرة على الإنفاق على النادى طيلة هذه الفترة الطويلة.

تجربة ناجحة

وقال ممدوح عيد، المدير التنفيذى لنادى بيراميدز، إن تجربة النادى نجحت وبقوة مبررا ذلك بضم لاعبين جدد للفريق من أجل استمرار المشروع، للمنافسة على الدورى المصرى ودورى أبطال إفريقيا خلال الأعوام المقبلة، مؤكدا أن التجربة لم تقدم كل ما لديها وأن هناك المزيد من العمل سيتم تقديمه خلال الفترة المقبلة.

بعدها بعامين فقط تم إنشاء شركة زد للاستثمار الرياضى تحت رئاسة أُنسى ساويرس ليتم الاستحواذ بشكل رسمى على نادى مصر الذى هبط للدرجة الثانية خلال الموسم المُنقضى.

وقال أنسى ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة زد للاستثمار الرياضى، إن الشركة تركز جيدا على الاستثمار الرياضى، وتعاقدت مع العديد من الأكاديميات العالمية منها أكاديمية نادى بروسيا دورتموند الألمانى واى تى بى للتنس.

وأكد أن زد تعمل فى 9 أنشطة رياضية مختلفة ومتنوعة، وبدأت فى إعداد فرق الناشئين، وتقدم 3 آلاف ناشئ من أعمار مختلفة.

فيما قررت شركة استادات الاستحواذ على 70 فى المائة من شركة المقاصة سبورت المالكة بدورها لنادى مصر المقاصة، حيث تقرر الموافقة على هذا العرض وسيتم الإعلان بشكل رسمى خلال الأيام القليلة المقبلة. وجاء عرض استادات للمقاصة بعد التشاور للمفاضلة بين 3 عروض مالية واستبعاد 3 أخرى لعدم بلوغها الحد الأدنى البالغ 85 مليون جنيه.

ويرى العديد من الخبراء فى مجال الرياضة أن الاستثمار الرياضى سيزيد قوة للدورى المصرى وليس العكس، حيث أكدوا أن الجميع سيستمتع ببطولة الدورى ولن تنحصر المنافسة فقط بين الأهلى والزمالك بل ستكون على الأقل بين أكثر من ٣ أندية بتواجد بيراميدز.

أسرار القوة

وقال على أبو جريشة نجم الإسماعيلى السابق إن استثمارات الأجانب من أهم أسرار قوة البريميرليج وهى وراء زيادة عدد المنافسين على البطولة، وهم أحيانا ستة فرق.. ويمتلك 13 ناديا من 20 فى الدورى الإنجليزى أجانب، من جنسيات مختلفة، فالاستثمار سيضيف الكثير للدورى المصرى بكل تأكيد وأتمنى أن يتم دعم الأندية الشعبية من أجل المنافسة رفقة الأهلى والزمالك والأندية الخاصة مثل بيراميدز وغيرها الموسم الجديد.

فيما قال ضياء السيد نجم الأهلى السابق إن الاستثمار فى الأندية شىء جيد وأطلب زيادته وأشجعه، وسيطر الأهلى والزمالك على البطولات لأنهما الأغنى، وسيحدث انتعاش فى السوق الرياضى كرويًا وماليًا وسيحل أزمات الكثير من الأندية، وأتمنى أن يكون هناك أكثر من ٥ أندية تحت سيطرة شركات من أجل أن نرى دورى محترفين قويا وبه إثارة ومتعة حتى الجولة الأخيرة من عمر الدورى.

وقال أيمن يونس نجم الزمالك السابق: أتمنى أن تنجح الانطلاقة، مشددا على أن التجربة لم تفشل نهائيا بدليل نجاح بيراميدز الذى نافس بقوة فى أول موسم على بطولة الدورى وبعد ذلك الوصول لنهائى كأس مصر ومن ثم الوصول لنهائى الكونفدرالية، لافتا إلى أنه يتمنى أن يزيد الاستثمار فى الدورى المصرى وأن يكون هناك عدد أندية كبير خاصة من أجل رؤية دورى قوى وممتع للجماهير يعوض الغياب الجماهيرى الميزة الكبيرة التى يفتقدها الدورى المصرى منذ زمن طويل وقبل أزمة فيروس كورونا.

أما عن اتحاد الكرة فلا يوجد أى اعتراض نهائيا على هذا الأمر بل أكد جمال محمد على نائب رئيس اللجنة الخماسية أن الاستثمار سيضيف للكرة المصرية وليس العكس، مؤكدا أنه مع دخول الاستثمار بقوة بعد تجربة بيراميدز سيكون هناك فكر جديد ينقل الدورى المصرى إلى مكان أكبر وأفضل مما هو عليه الآن، مشددا على أن الدولة تشجع الاستثمار فى الكرة بعدما أضافت تجربة بيراميدز الكثير للكرة المصرية سواء كان منافسة أو فكرا جديدا لدى المسؤولين عن التجربة.

وقال أتمنى أن يكون هناك أكثر من ناد خاص فى الدورى المصرى من أجل أن يستمتع المشاهد، لافتا إلى أنه كل ما تزيد حدة المنافسة تزيد نسبة المشاهدات.