رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

معرض الكتاب.. عيد الثقافة العربية


22-1-2025 | 23:37

معرض الكتاب.. عيد الثقافة العربية

طباعة
تقرير: أشرف التعلبي

الأسبوع المقبل، تنطلق فعاليات العيد السنوى للثقافة العربية -معرض القاهرة الدولى للكتاب- تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويُقام المعرض بمركز مصر للمعارض الدولية، فى الفترة من 24 يناير حتى 5 فبراير 2025، تحت شعار «اقرأ... فى البدء كان الكلمة»، ليكون احتفالية ثقافية تستحضر أهمية الكلمة فى تشكيل الوعى و بناء الحضارات.

 

فى هذه الدورة الـ56 تحل سلطنة عمان ضيف شرف، لتضيء المعرض بروحها الثقافية الرفيعة، ما يعكس عمق العلاقات الثقافية بين الدول العربية، كما تم اختيار الدكتور أحمد مستجير، العالم والمفكر المصرى الكبير، ليكون شخصية المعرض، كما تم اختيار الكاتبة فاطمة المعدول لتكون شخصية معرض كتاب الطفل؛ تقديرا لإبداعها فى مجال أدب الطفل.

 

الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، قال إن هذا الحدث لا يعد مجرد معرض للكتب، بل هو منصة للحوار الثقافى والتبادل الفكرى بين الشعوب، وهو تعبير عن رسالتنا لتعزيز الهوية الثقافية وإثراء المشهد الثقافى العربى والدولي.

 

وأوضح أن اختيار اسم العالم والمفكر الكبير الدكتور أحمد مستجير شخصية المعرض، يأتى تقديرًا لدوره فى تقديم إسهامات متعددة فى الحياة العلمية والأدبية، فقد استطاع أن يجمع بين دقة العلم وجمال الشعر، حتى أصبح نموذجًا للتفوق فى مجالين متباينين، تاركًا بصمة واضحة فى تاريخ ترجمة العلوم العربية، وكذلك اختيار الكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل، باعتبارها أحد أبرز رواد أدب الطفل فى العالم العربى، فهى العاشقة للأطفال والمتفانية فى خدمتهم وتثقيفهم وتعليمهم بإخلاص، لأنهم مستقبل مصر، ومستقبل الأمة.

 

وأشار إلى أن شعار المعرض «اقرأ... فى البدء كان الكلمة»، جاء تأكيدًا لريادة مصر الحضارية والثقافية المتصلة منذ القدم حتى يومنا هذا، وبما يرسخ مكانة معرض القاهرة الدولى للكتاب، بوصفه واحدًا من ركائز الصناعات والمشروعات الثقافية.

 

وأعلن وزير الثقافة، ولأول مرة فى تاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب، عن اختيار دولتين ضيف شرف المعرض، فى دورتيه المقبلتين، حيث تم اختيار دولة «رومانيا»، ضيف شرف المعرض لدورته الـ57، لعام 2026، ودولة «قطر» ضيف شرف الدورة الـ 58 لعام 2027، مؤكدًا أن هذا التقليد يحدث لأول مرة فى المعرض.

 

كما أطلق مبادرة «المليون كتاب»، والتى تُنفذها وزارة الثقافة عبر مختلف قطاعاتها المعنية بالنشر، ضمن فعاليات المعرض، بهدف تعزيز الوعى الثقافى والمعرفى بين أبناء الوطن، وتأتى تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التى تسعى لتفعيل استراتيجية بناء الإنسان المصري، وسوف يتم توزيع الكتب على الوزارات والمؤسسات التى تُعنى ببناء الإنسان ونشر الوعي.

 

وفى سياق متصل قال الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب: إن الدورة الحالية من معرض الكتاب تشهد نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المشاركة الدولية والمحلية، وتقام على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالى مساحة تضم (6) صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية، وكلاهما زيادة على الدورة الماضية، ما يؤكد مدى قوة ومكانة المعرض عالميًا.

 

بالإضافة إلى تقديم تجربة ثقافية مميزة من خلال 600 فعالية متنوعة ضمن البرنامج الثقافي، والتى تشمل ندوات أدبية، وحوارات فكرية، وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، وقد تم استحداث العديد من المحاور الثقافية الجديدة التى تواكب تطلعات الجمهور وتساهم فى إثراء المشهد الثقافي، ومن بينها «الأيام الثقافية»، والتى تضم: (ترجمة العلوم الإنسانية فى زمن الذكاء الاصطناعي، والملكية الفكرية، ومصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية، وسليمان العطار، رؤية مستقبلية للفلسفة فى مصر.. الهوية والانتماء)، و«ثقافتنا فى..»، ومحور «الدبلوماسية الثقافية بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية»، و«قراءة المستقبل»، و«تأثيرات مصرية». ولأن الطفل هو المستقبل؛ فقد أولينا اهتمامًا خاصًا بنشاط الطفل الذى يتضمن العديد من الفعاليات الإبداعية التى تستهدف تنمية قدراته وتشجيع خياله.

 

بينما أكد عبدالله بن ناصر الرحبى، سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية، أن معرض القاهرة الدولى للكتاب عيد سنوى للثقافة والمعرفة فى العالم العربي، عيد ينتظره الناشر والقارئ والكاتب، لافتًا إلى أن معرض القاهرة الدولى للكتاب بعد أن تجاوز عمره نصف قرن أكد ريادته عربيًا، ورسخ مكانته عالميًا.

 

وأشار إلى أن اختيار سلطنة عمان ضيف شرف فى هذا المعرض الدولى الكبير، اعتراف مقدر بدور سلطنة عمان فى الثقافة العربية نعتز به، وتأكيد لأواصر عمانية مصرية تمتد فى التاريخ لآلاف السنين، وتمتد فى الواقع لتشمل السياسة والثقافة والتبادل التجاري، وهى أواصر شُيدت على قاعدة صلبة من القناعة بالمصير المشترك والأفق الواحد الذى تسعى الدولتان الشقيقتان إلى بلوغه فى خدمة رقى الإنسان والأوطان وسلام الإنسانية.

 

كما أكد محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أن هذه الدورة تأتى فى ظل الظروف والأوضاع العصيبة التى تمر بها أمتنا العربية من حروب واعتداءات على بعض البلدان العربية، وخاصة على شعبنا فى غزة، الذى يتعرض لعدوان سافر يشنه العدو الصهيونى.. كل ذلك –لا شك– كان له تأثيـر سلبى على مسيرة الناشر العربي، الذى لا يزال يعمل فى ظل هذه الظروف، ويصر على مواجهة هذه التحديات.

 

وأضاف أن معرض القاهرة الدولى للكتاب مُتنفس للناشرين العرب كى يمارسوا رسالتهم فى نشر الثقافة العربية، والدليل على ذلك عدد الدول المشاركة الـ(80) دولة عربية وأجنبية، منها (10) دول تشارك فى المعرض لأول مرة، وتزايد عدد دور النشر، كل هذا يؤكد بلا شك على رسوخ وأهمية معرض القاهرة الدولى للكتاب.

 

وفى خطوة مبتكرة نحو مواكبة التطور التكنولوجي، يقدم المعرض هذا العام مشروعًا باستخدام الذكاء الاصطناعى لتقديم إجابات فورية حول سلسلة «فى بحور العلم» للكاتب أحمد مستجير، بالإضافة إلى إطلاق مشروع لتلخيص موسوعة «مصر القديمة» للدكتور سليم حسن باستخدام الذكاء الاصطناعى، ما يسهل الوصول إلى المعلومات بطريقة مبتكرة.