«الثلاثاء 15 أبريل» موعد انطلاق موسم توريد القمح المحلى على مستوى جميع المحافظات، ليستمر أربعة أشهر حتى منتصف أغسطس، وتشير الشواهد كافة إلى أنه سيكون موسمًا استثنائيًا، فبفضل سعر التوريد المرتفع الذى أقرّته الحكومة والذى يتجاوز السعر العالمى -أصبحت هناك حالة رضا كبيرة بين المزارعين وتنافس على سرعة توريد أكبر كميات ممكنة، ووفقا لتأكيدات مسئولى وزارة التموين بالمحافظات انتهت ظاهرة حجب القمح لدى المزارعين فى منازلهم أو بيعها للتجار على حساب حصة الحكومة، الأمر الذى يبشر بموسم استثنائى وزيادة كبرى فى حجم التوريد مقارنة بالسنوات الماضية.
وتولى الدولة اهتمامًا خاصًّا لمحصول القمح الاستراتيجى الذى يدخل فى صناعة الخبز والعديد من الصناعات الغذائية، ولهذا تسعى الحكومة بكل قوة لزيادة الإنتاج المحلى لتقليل معدلات الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، فـ«خبز الغد» يبدأ إنتاجه من اليوم؛ لذا اتبعت وزارة الزراعة سياسات واضحة فى توفير سلالات جيدة من البذور المناسبة للظروف المناخية للمحافظة وذات الإنتاجية العالية وتزويد المزارعين بالأسمدة اللازمة مع تنظيم ندوات إرشادية لتوعية المزارعين بأفضل أساليب الزراعة والرى لتحقيق إنتاجية عالية، والحفاظ على جودة المحصول، بالإضافة إلى توعية المزارعين بأهمية توريد أكبر كميات من القمح للصوامع والشون والهناجر الحكومية.
ووفقا لبيانات وزارة الزراعة، فإن المساحات المزروعة هذا العام من القمح بلغت 3,1 مليون فدان، ومن المستهدف حصاد نحو 10 ملايين طن، يُخصَّص جزء منها للخبز المدعم، وبقية الكمية للصناعات الغذائية الأخرى، مع توفير طاقة تخزينية تصل إلى 6 ملايين طن عبر الصوامع ومنشآت التموين.
المؤشرات كافة التى تؤكد أن موسم التوريد هذا العام استثنائى، وهذا لا يرجع فقط إلى زيادة المساحات المزروعة، بل الأهم زيادة سعر التوريد هذا العام ليصل سعر الإردب إلى 2200 جنيه متجاوزا السعر العالمى والمقدر بنحو 1800 جنيه؛ بهدف تشجيع المزارعين على زيادة الإنتاج فى إطار استراتيجية دعم القطاع الزراعى.
جهود كبرى يقوم بها المحافظون بالتنسيق مع مديريات الزراعة والتموين لتذليل العقبات أمام الفلاحين خلال عمليات توريد القمح، كما وجه الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، خلال اجتماع اللجنة العليا للقمح بتشكيل غرف عمليات مركزية بديوان عام الوزارة إلى جانب غرف عمليات فرعية بمديريات التموين بالمحافظات، وكذلك بالجهات المسوّقة لمتابعة منظومة التوريد بشكل لحظى والتعامل الفورى مع أى تحديات قد تطرأ خلال الموسم بالتنسيق مع المحافظين، كما شدد على أهمية صرف مستحقات الموردين خلال 48 ساعة من تاريخ التوريد.
فى محافظة الفيوم، بدأ موسم التوريد مبكرًا بنحو 10 أيام عن الموعد الرسمى لكافة المحافظات، كما أن المساحات المزروعة بها تزيد على العام الماضى بنحو 10 آلاف فدان. فحسبما أوضح سامح شبل، وكيل وزارة التموين فى المحافظة، فإن «حصاد القمح هذا العام مبشر بقوة من حيث كميات الزراعة والتوريد وجودة القمح المزروع فنسبة الجيلاتين مرتفعة بالقمح، كما أنه منعدم الرطوبة، فإنتاجية الفدان بين 18 إلى 24 إردبا للفدان، وهى مرتفعة مقارنة بالعام الماضى، كما تزيد تلك الإنتاجية فى أراضى وسط الدلتا».
«شبل» أضاف أن «الفيوم حققت العام الماضى نحو 78,46 من المائة من المستهدف وقتها للتوريد، لكن هذا العام نطمح للوصول إلى 95 فى المائة، فخلال أول 10 أيام بلغت معدلات التوريد نحو 720 طنًا داخل موقع واحد وهو صومعة طامية، لكن منذ منتصف الشهر انطلق الموعد الرسمى للتوريد، وتم فتح نحو 11 موقع تخزين بالمحافظة، وتم توريد كميات حتى منتصف الأسبوع الجارى تقدر بنحو 13 ألفاً و650 طنًا، بينما نستهدف بنهاية الموسم تجاوز معدلات التوريد نحو 240 ألف طن».
وتابع: استعدادنا للموسم الحالى بدأ مبكرا فعقدنا العديد من اللقاءات مع الفلاحين، ونجحنا فى إقناعهم بأن التوريد سيعود عليهم بالخير، خاصة أن سعر التوريد يتجاوز السعر العالمي، كما أن القمح يتم شراؤه من قِبل الدولة لطرحه على بطاقات التموين فيعود للفلاحين مرة أخرى باعتبار أن أغلبهم مستحقون للدعم، فمحافظة الفيوم من المحافظات التى يحصل أغلب أهلها على الدقيق بدلا من الخبز المدعم، لذا لن يتجه الفلاحون لحبس أى كميات من القمح فى منازلهم كما حدث بالأعوام السابقة، كما أن هناك تسهيلات لتوفير نقاط تجميع قريبة من التجمعات الزراعية.
فى نفس السياق، قال محمد هدية، وكيل وزارة التموين بمحافظة البحيرة: لجان استلام القمح بدأت عملها بالأمس، والشون والصوامع كافة تفتح أبوابها لاستقبال القمح من المزارعين، فعلى مدار الأيام الماضية نجحنا فى تجهيز الصوامع بتفريغها من أقماح العام الماضى وتطهيرها وتبخيرها وتجهيزها لاستقبال القمح الجديد، فنستهدف تجاوز الكميات التى تم توريدها العام الماضى والتى بلغت 280 ألف طن، ونسعى لإضافة ما بين 20 إلى 50 ألف طن إضافية، وسيتم استقبال القمح داخل 6 صوامع بإجمالى 48 خلية قمح، وتتحمل الخلية الواحدة 5 آلاف طن بخلاف الشون الخارجية.
«هدية» أكد أن «إنتاجية العام الجارى أعلى من الأعوام السابقة بفضل سياسة وزارة الزراعة فى منح المزارعين نصف كمية بذور القمح على حساب الدولة، وأيضا جودتها عالية تعطى كميات حصاد مرتفعة، وبالتالى موسم 2025 سيشهد طفرة غير مسبوقة فى معدلات التوريد».
بدوره، قال عبدالكريم عوض الله، وكيل وزارة التموين بالشرقية: وفقا للتوجيه الوزارى رقم 46 لسنة 2025 تم بدء التسويق منذ 15 أبريل الجارى ولمدة أربعة أشهر، وخلال الأسبوع الأول تم توريد نحو 2100 طن إلينا، ولدينا 55 موقعًا لاستلام الأقماح والتخزين داخل 13 صومعة وبنكرا بالعاشر من رمضان بخلال 41 مركز تجميع وشونة موزعة على 19 مركزا بالمحافظة.
«عبدالكريم» أضاف: هناك اجتماعات مستمرة مع المحافظ المهندس شريف حازم الأشمونى ورؤساء المدن والمسئولين بوزارة الزراعة والتموين وسلامة الغذاء والمسوّقين مع إعطاء توجيهات بتمهيد الطرق لضمان توصيل القمح بسهولة مع حل أى مشكلات تواجه المزارعين، كما تم ضخ المستحقات للمزارعين مباشرة، ومن المتوقع أن تتضاعف معدلات التوريد مع بداية الأسبوع القادم لتبدأ ذروة التوريد.
