يفتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56، صباح غد الخميس 23 يناير 2025، فى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، والسفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان، والذى يفتح أبوابه للجمهور من صباح الجمعة 24 يناير الجارى ويستمر حتى 5 فبراير.
وفى إطار احتفالات مجلة «المصور» بمئويتها الأولى تعقد ندوة خاصة بعنوان «مئوية مجلة المصور: 100 عام من الوطنية والتنوير»، ضمن فعاليات «معرض القاهرة الدولى للكتاب»، يوم الجمعة 24 يناير، فى تمام الساعة 1:30 ظهرًا، فى قاعة «المؤسسات - بلازا 1»، بحضور العديد من الشخصيات الصحفية والفكرية البارزة.
تستعرض الندوة تاريخ المجلة العريق ومسيرتها فى خدمة قضايا الوطن، بالإضافة إلى دورها الكبير فى توعية المجتمع وتنويره على مدار قرن من الزمن، كما سيتم تسليط الضوء على الدور المهم الذى لعبته المجلة فى تشكيل الوعى الصحفى والثقافى فى مصر والعالم العربي.
وعن مئوية المصور، قال الكاتب الصحفى عبداللطيف حامد، رئيس تحرير «المصور»، إن الاحتفال بمرور مائة عام على صدور «المصور» يعد فخرا كبيرا لجميع القائمين عليها، مضيفا أن المجلة شهدت على مدار قرن من الزمن تطورات هامة فى تاريخ مصر والعالم العربي، وكانت شاهدا على العديد من التحولات الكبرى التى شهدتها البلاد.
وتحدث «حامد» عن العدد التذكارى الذى صدر مؤخرا للاحتفال بالمئوية، ووصفه بأنه وثيقة تاريخية مميزة توثق تطور مصر خلال العصر الحديث، وهو العدد الذى يتضمن 480 صفحة فاخرة مليئة بالوثائق والصور النادرة التى تملكها المجلة فى أرشيفها الضخم، لتسليط الضوء على أبرز اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر الحديث، مؤكدًا أن هذا الإصدار يمثل إضافة هامة للمكتبة الصحفية والفكرية، ويتوفر العدد التذكاري بجناح مؤسسة دار الهلال.
أما عن معرض الكتاب، فيقول الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن المعرض يُعد نافذة ثقافية مهمة لعرض أحدث الإصدارات فى مختلف المجالات، ودوره المحورى فى تعزيز المشهد الثقافى المصرى والعربى على الساحة الدولية، بالإضافة إلى إثراء حركة القراءة وتشجيعها فى الوطن العربي.. وأكد على أهمية ضمان جاهزية القاعات والأجنحة لتوفير تجربة مميزة للزوار والمشاركين، مشيدًا بالجهود المبذولة لإنجاح الحدث بما يليق بمكانة مصر الثقافية الرائدة، كما وجّه بالالتزام بتطبيق أعلى معايير التنظيم وتقديم الدعم اللازم للفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة، لضمان تحقيق أقصى استفادة من المعرض على المستويين الثقافى والمجتمعي.
واختارت اللجنة العليا لمعرض الكتاب شعار «اقرأ... فى البدء كان الكلمة»، تأكيدا على دور العلم والمعرفة، كما تم اختيار سلطنة عمان ضيف شرف الدورة للاحتفال بالعلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر وعمان، كما وقع اختيار اللجنة على الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب، شخصية المعرض، بجانب الكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
ويعود تاريخ إقامة أول معرض للكتاب فى القاهرة إلى سنة 1969، فى هذه السنة كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة فى ذلك الوقت ثروت عكاشة أن يحتفل بها ثقافيًّا، وأسند إلى الكاتبة سهير القلماوى مهمة إقامة أول معرض للكتاب.
وبحسب ما ذكره الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، فى مذكراته «مذكراتى فى السياسة والثقافة» الصادرة عن دار الهلال، أن الفنان عبد السلام الشريف قدم له مقترحا بضرورة إقامة معرض دولى للكتاب فى مصر فأشر على مؤسسة التأليف والنشر بتبنى الاقتراح، واتصل بسوق الكتاب الدولى المعروف فى ليبزج، وأرسلت مندوبيها للتمهيد إلى إقامة معرض شبيه به على النطاق العربي، ليربطها بحركة نشر الكتاب دوليًا من خلال التعامل مع المشتركين فى معرض ليبزج السنوى.
وبدأ نتيجة هذه الاتصالات الإعداد لمعرض الكتاب، الذى أقيم لأول مرة فى يناير 1969- بأرض الجزيرة – المكان الأول للمعرض- كى تتيح الفرصة أمام الجامعات والهيئات العلمية لتصل إلى حاجتها من المراجع بأسعار مناسبة، ولقد اشتركت فى هذا المعرض الأول 27 دولة وأكثر من 400 دار نشر، وزاره ما يزيد على سبعين ألف زائر خلال عشرة أيام هى فترة إقامته.
وما نشر فى مجلة المصور بعدد 25 أكتوبر 1963 يؤكد أن معرض الكتاب الذى أقيم 1969 لم تكن هى نقطة الانطلاق، بل سبقتها محاولات أخرى من أهمها «أسبوع الكتاب العربي»، والذى تم افتتاحه فى 19 أكتوبر 1963، بحضور وزير الإرشاد القومى الدكتور عبد القادر حاتم، وباقة كبيرة من رجال الفكر والأدب والعلم.. اجتمعوا كلهم فى نقطة التقاء ثقافى بين أبناء الأمة العربية وكان معهم 31 من ممثلى دور النشر من أنحاء الوطن العربى وممثلى 13 من الهيئات الحكومية و8 من ممثلى الهيئات العلمية.
وقبلها بسنوات وتحديدا سنة 1946 أقامت وزارة المعارف «معرض الكتاب العربي»، بدار الجمعية الزراعية الملكية بالجزيرة لمدة أسبوع، وكان الغرض من إقامته التعريف بعدة موضوعات، مثل تطور حركة التأليف من بداية النهضة الحديثة حتى وقت المعرض، وتطور الطباعة منذ إنشاء مطبعة بولاق، وتطور الصحف منذ قيام الصحافة فى مصر، وتطور الكتاب المدرسى من حيث موضوعه وطبعه.
طوال كل هذه السنوات كان معرض القاهرة الدولى للكتاب منارة يستهدفها كل الباحثين والطامحين عن الثقافة، والذى كانت تزداد تألقا عاما تلو الآخر حتى أضحى «المعرض» عيدا للكتاب أو مهرجان ثقافيا ينتظره الجميع بفارغ الصبر.
وكل عام يتزين معرض القاهرة الدولى للكتاب بجناح مؤسسة دار الهلال الصحفية، وما يحتويه جناحها بعدد من الروايات والكتب القيمة والنادرة فى مختلف المجالات الفكرية، ليس العربية فقط، لكن هناك العشرات، بل المئات من الكتب المترجمة.
ومن أهم الكتب والروايات التى تحرص دار الهلال على إتاحتها للقراء، ونعتبرها كنوزا وروائع غالية كتب الجغرافى والمؤرخ الكبير الدكتور جمال حمدان «موسوعة شخصية مصر- أربعة أجزاء- وشخصية مصر المختصر، بالإضافة إلى كتب «حكايات ألف ليلة وليلة الأصلية- وليالى هارون الرشيد- وعجائب وأساطير الدنيا- وحكايات كليلة ودمنة وغيرها الآلاف من الكتب.