رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

معركة تعريب العلوم الطبية الأزهر: الاقتراح يدعم الهوية الوطنية.. والمتخصصون يحذرون من عزلة الأطباء


2-2-2025 | 04:25

صورة أرشيفية

طباعة
تقرير تكتبه: إيمان النجار - أميرة صلاح

شهدت الأيام القليلة الماضية حالة من الجدل على مواقع السوشيال ميديا فيما بين أعضاء الفريق الصحى خاصة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان، الجدل حول ما أثير بشأن توجيه الدراسة باللغة العربية فى قطاعات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وسرعان ما أصدر الأزهر بيانا أوضح فيه أن ما يتم حاليا هو دراسة متأنية حول إمكانية تعريب العلوم الطبية ومدى قابلية ذلك للتطبيق.

 

البيان لم يجب عن كل تساؤلات الأطباء واستمرت حالة الجدل قائمة، فى هذا التحقيق نعرض الفكرة التى يتم دراستها حاليا بجامعة الأزهر من خلال تشكيل لجنة لدراسة إمكانية تعريب العلوم الطبية، وعرض مختلف آراء المتخصصين، فمنهم من رفض الاقتراح واعتبره معوقا للتقدم ومواكبة المستجدات العالمية، ومنهم من تحفظ على الاقتراح وطالب بمزيد من التوضيح للمقترح وأهدافه، وعرضه للنقاش فى الأوساط الطبية.

البداية كانت خلال احتفالية اليوم العالمى للغة العربية، فى ديسمبر 2024، حيث ألقى الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمة تناول فيها أهمية اللغة العربية كهوية، وأساس للمعرفة. مؤكدًا أن مجلس الجامعة اتخذ لأول مرة قرارًا تاريخيًا، بتشكيل لجنة لدراسة إمكانية تعريب العلوم فى مجالات الطب، والصيدلة، والهندسة.

 

وأوضح أن هذا القرار يستند إلى حقيقة أن العلوم الأساسية وُضعت فى الأصل باللغة العربية من قبل علماء المسلمين مثل ابن سينا، الذى كتب أعماله الطبية باللغة العربية قبل ترجمتها إلى لغات أخرى.

 

من جانبه قال الدكتور أحمد زارع، المستشار الإعلامى لجامعة الأزهر، إن تشكيل لجنة لدراسة إمكانية تعريب العلوم فى مجالات الطب والصيدلة مجرد اقتراح قيد النقاش، ولم تصدر الجامعة أى قرار رسمى بشأنه حتى الآن، ويقوم المقترح على دراسة علمية متأنية تُجرى حول إمكانية تعريب العلوم الطبية، مع مراعاة الأبعاد الأكاديمية والتقنية والتطبيقية لضمان تحقيق أعلى معايير التعليم الطبى.

 

أوضح زارع لـ«المصور»، أن الهدف من الدراسة ليس التسرع فى اتخاذ القرار، بل إقامة حوار موسع داخل الجامعة وخارجها، بما يتوافق مع السياسة التعليمية المصرية والفكر الأزهرى.

 

وكشف أن الفهم الشائع لمفهوم «التعريب» ليس دقيقًا، حيث يعتقد البعض أنه يعنى استبدال اللغة الإنجليزية تمامًا باللغة العربية، وهو فهم خاطئ، بل الأمر سوف يقوم على ترجمة للكتب الطبية بحيث يكون لدى الطالب كتاب باللغة العربية ولديه أيضا نفس المحتوى باللغة الإنجليزية، لتسهيل وتيسير الدراسة على الطلاب خاصة وأن معروف أن كل إنسان يفكر بلغة بلده، مشددا على أن إلغاء الإنجليزية فى مجالات الطب والصيدلة ليس مطروحًا.

 

لفت المستشار الإعلامى لجامعة الأزهر، إل ى أن هناك عددا من الدول تقوم بالفعل بتدريس العلوم الطبية بلغتها، مثل ألمانيا التى تقوم بتدريس المناهج بلغتها وأصبحت دولة متقدمة فى علوم الطب، بالإضافة إلى سوريا التى تعتمد على لغاتها الوطنية فى تدريس العلوم دون التأثير على جودة التعليم، كذلك فرنسا وغيرها من الدول.

 

وأوضح «زارع»، أن جامعة الأزهر لها مكانة علمية رفيعة وسط العالم أجمع، حيث شهدت تقدُّمًا ملحوظًا فى التصنيف الأخير التايمز البريطانى المُعلن لعام 2025م، ففى علوم الحياة حصدت المركز 401 عالميًّا من بين 1143 جامعة، والثانى محليًّا، أما القطاعات الطبية (الطب البشرى، والصيدلة، وطب الأسنان) فوصلت للمركز 501 عالميًّا من بين 1150 جامعة، والمركز الثانى محليًّا بالتساوى مع جامعة عين شمس، فى حين وصلت فى قطاع الهندسة للمركز 501 عالميًّا من بين 1488 جامعة، والمركز الثانى مكرر محليًّا مع جامعة عين شمس، مع ظهور تخصص هندسة الحاسبات فى المركز 601 عالميًّا، أما علوم الفيزياء والطبيعة: المركز 601 عالميًّا، متقدمة على جامعات مرموقة مثل عين شمس والإسكندرية.

 

وأكد أن هذا يدل على مدى تقدم جامعة الأزهر فى قطاع العلوم والبحوث والدراسات العليا، فهذه الإنجازات جاءت نتيجة جهود متكاملة لهذه القطاعات، ثم توسعت لتشمل كلَّ قطاعات الجامعة، وشملت تطوير اللوائح، وتقديم مكافآت للنشر العلمى، وتدريب الباحثين، وتحليل مواطن القوة والضعف والتهديدات وتحويل الفرص لنجاحات حقيقية.

 

وفى المقابل، وجد هذا الاقتراح اعتراضا من عدد من عمداء الكليات الطبية داخل الجامعة؛ حيث رفض الدكتور حسين أبو الغيط عميد كلية طب البنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تعريب العلوم الطبية، قائلا: «إن هذا المقترح من شأنه إعاقة تقدم الكلية، وأنه لا توجد نية لتغيير مقررات الكلية لتتم دراستها باللغة العربية بدلا من الأجنبية».

 

من جانبها، تحفظت الدكتورة أمانى الشريف، أستاذ الصيدلة بجامعة الأزهر الشريف، مدير حاضنة رواق القاهرة بجامعة الأزهر، والمدير الإقليمى لاتحاد الجامعات الإفريقية، ونائب رئيس جامعة عموم إفريقيا بالاتحاد الإفريقى، على تعريب العلوم الطبية فى الوقت الراهن، وأرجعت ذلك لعدد من الأسباب، إذ تقول: «أولا: أخذ منا الغرب العلوم الطبية التى اكتشفها وطورها علماء العرب الأوائل مثل الرازى، وابن النفيس، والزهراوى، وابن البيطار، وغيرهم عندما كانوا متقدمين وقام الغرب بترجمة مؤلفاتهم إلى لغاتهم لينكبوا على تعلمها وفهمها وتطبيقها مما أدى إلى تقدمهم. فالمتقدم هو من يفرض لغته، أما نحن فمتأخرون فى الوقت الراهن لا جدال فنأخذ منهم ما وصلوا له لندرسه لأبنائنا ونطبقه».

 

تابعت: ثانيًا كل الدوريات العلمية الدولية تكتب باللغة الإنجليزية ونتسابق لنشر أبحاثنا بها ولا توجد لدينا قاعدة بحثية معترف بها باللغة العربية تضم العلوم الطبية أو العلوم الطبيعية كلها مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات وغيرها».

 

«الشريف» أضافت: يعانى معظم الدارسين من ضعف اللغة الإنجليزية مما يسبب عدم سهولة تواصلهم مع التقدم السريع فى الطب والصيدلة، والشيء الوحيد الذى يحسن القدرة على التعلم المستمر بعد التخرج هو اضطرار الطالب للدراسة باللغة الإنجليزية التى تساعده على متابعة هذا التقدم وقراءة الدوريات العلمية الدولية فى تخصصه».

 

ولفتت أستاذ الصيدلة بجامعة الأزهر، إلى أن لو تم تعريب العلوم الطبية فى الوضع الحالى، سينتج جيل غير قادر على التعلم والتفاعل والاطلاع على الجديد فى هذه العلوم، مما سوف يسبب عزلة لشباب الأطباء وسيترتب على ذلك تراجع فى الخدمة الطبية لعدم قدرة الأطباء الاطلاع على أحدث أساليب الجراحة والتداوى وطرق الكشف عن الأمراض وغيرها.

 

وقدمت «الشريف» عددا من الاقتراحات البديلة لتفادى هذا الأمر، قائلة: «إن كان الهدف تحسين اللغة العربية لدى النشء وهو أمر بالغ الأهمية فى ظل وجود انتكاسة كبيرة فى مستوى اللغة العربية بين الشباب، فأقترح أن يكون هناك مقرر لغة عربية طوال سنوات الدراسة الجامعية واختبار وطنى للغة العربية لا يتم تخرج الطالب إلا باجتيازه بتفوق طوال فترة الدراسة الجامعية، كما يحدث فى كثير من الجامعات وفرض امتحان لغة إنجليزية أو ألمانية، فمن غير المنطقى ألا تكون أمة اقرأ لا تجيد العربية».

 

واختتمت حديثها: فى حال ضرورة تعريب العلوم الطبية فيجب أن تبدأ بالنهوض بهذه العلوم حتى نصبح أكثر تقدما من الغرب وبناء قاعدة بيانات ودوريات ينشر فيها أبحاث علمائنا بالعربية لنرى هل المنتج البحثى العربى وإسهامنا العلمى له أهمية تحث الغرب على البحث عن أبحاثنا وترجمتها للغتهم لأهميتها، كما حدث مع أجدادنا؟، وإلا قد نجد أننا فرضنا على أنفسنا عزلة قد ندفع ثمنها تخلفا وضياعا لأجيال لن تسامحنا على حجب المعرفة والتقدم عنهم فى زمن فتحت به كل النوافذ المعرفية ونصبح كالدب الذى قتل صاحبه خوفا عليه».

 

الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، مدرس اقتصاديات الدواء بكلية الصيدلة جامعة عين شمس قال: ما الهدف من تعريب علوم الطب والصيدلة؟، تساؤل مهم يجب الإجابة عنه حتى يستطيع المتخصصون تقديم رؤية واضحة، وإذا كان الهدف هو الاعتزاز باللغة العربية فلماذا البداية بالطب والصيدلة؟ فممكن البداية بتعريب كل مجالات الحياة فى التعامل وهل سيكون هناك تعريب لباقى العلوم كالهندسة والكيمياء والفيزياء؟.

 

وبالنسبة لما تردد على السوشيال ميديا أن الدول تدرس بلغتها، فإذا نظرنا للدول الأوروبية على سبيل المثال، الشرح يكون بلغة البلد لكن المصطلحات كلها لاتينى.

 

مضيفاً: أنا لا أعترض على هذا القرار لو أنه صاحبه تطور فى البحث العلمى، فمعظم الأبحاث على مستوى اللغة الإنجليزية، لذا نحن فى حاجة لطالب متفوق فى اللغة الإنجليزية حتى يكون باحثا وليس طبيبا فقط، فيوميا تنشر أوراق بحثية جديدة، وإذا كان لا يجيد اللغة الانجليزية ولا يعرف المصطلحات اللاتينية وينتظر ترجمتها، فهذا يستغرق وقتا ويتبعه تأخر علمى للطالب فى التحصيل مقارنة بباقى الطلبة أو الباحثين فى دول أخرى، أيضا فى محركات البحث باللغة العربية لا تعطى الأبحاث مثل البحث باللغة الإنجليزية، وبالتالى تظهر نتائج بحث قليلة جدا ومصادر قليلة، أيضا لو كان هدف التعريب يتعلق بالبحث العلمى فيجب أولا أن يكون لى دور فى البحث وتفرد معين فى المنظومة البحثية، أيضا فى حالة الرغبة فى الحصول على الماجستير والدكتوراه فى أماكن بها تخصصات متقدمة أو نادرة، فكل من الأطباء المصريين الذين سافروا وحققوا نجاحا فى تخصصهم، عندما سافروا كان لديهم القاعدة للقدرة على التعلم بهذه الدول لأن لديهم اللغة ولديهم المصطلحات، وبالتالى فى حالة التعريب سيواجه الأطباء والباحثون مشكلة كبيرة فى التحصيل، فإذا أردت التعريب فهذا يعنى أن لدى منظومة فى البحث العلمى والطب قوية جدا لدرجة عدم الحاجة لتسفيرهم للخارج، وعدم الحاجة لاستقاء العلم منهم وأن أكون مصدرا للبحث العلمى ومطورا للبحث العلمى، مثل الصين لديهم تفرد وخصوصية فى العلم فالصين يعتمدون على اللغة الصينية واللاتينية، فالصين لديهم تفرد وفرضوا لغتهم، فنجد كثيرين من الأوروبيين والأمريكان يدرسون اللغة الصينية كلغة ثانية، وهذه الفكرة منْ يقود العلم يفرض اللغة.

 

وتابع دكتور إسلام: لا بد أولا من توضيح الهدف من التعريب، أيضا لا بد من وجود تقدم ملحوظ فى المنظومة البحثية والطبية يدا بيد أثناء التعريب، أيضا لا بد من مراحل بحيث تكون المصطلحات لاتينى وعربى لعدد سنوات معين بحيث على مدى 20 سنة مثلا يكون خلالها حدث تطور فى البحث العلمى، وكذلك حل مشكلة محركات البحث ومعوقات سفر دراسة الباحثين بالخارج بلغة مختلفة، أيضا فى الجامعات يتم الاعتماد فى الشرح على الكتاب المنهجى، وبالتالى فى حال حدوث تحديث به عالمى لكى يتم الترجمة والحصول على الموافقات المطلوبة سيستغرق ذلك وقتا وسنتأخر عن العالم، ولو تم حل كل هذه المعوقات فسيكون من المقبول وضع خطة على مدى زمنى عشرين سنة وبعدها نكون أقوى دولة فى البحث العلمى، أقوى دولة فى الطب وكلها معربة.

 

وقال د. عنان: لو رجعنا لعصر النهضة العربية، فقد تم ترجمة الكتب من اليونانية إلى العربية، ودارسو الطب درسوه باليونانية، ودرسوا فى اليونان وبالتالى من يقود العلم يقود اللغة، وبعد ذلك عادوا للبلاد العربية وطوروا العلوم وكان العرب فى ذلك الوقت الأقوى فى الطب والصيدلة والكيمياء على مستوى العالم، وكانت أوروبا هى التى تتعلم العربية لدراسة الطب والصيدلة بالعربى، ثم ترجموها إلى اللاتينية وطوروها وأصبح اللاتينى هو الذى يقود، وبعد ذلك بدأنا نأخذ منهم، وبالتالى الهدف والشرط التاريخى هو أن نُطور أولا ثم التغيير ولكن ليس فقط التغيير دون تطوير.

 

الدكتور وليد حسن محمد نقيب أطباء أسنان القاهرة قال: «لدينا تجربة دراسة الطب باللغة العربية فى سوريا وأصبح لديهم إشكالية فى مواكبة العالم لأن جميع النشرات والدوريات العلمية والمجلدات باللغة الإنجليزية، فكان لديهم معاناة فى الاندماج فى أى مؤتمر علمى وصعوبة فى التعامل مع المجتمع العلمى، وبالتالى دراسة العلوم الطبية باللغة العربية ستخلق صعوبة لدى الملتقى لأن الأسماء والمصطلحات لغويا ستكون صعبة».

 

مضيفا: كل التقدير للأزهر فهو جامع وجامعة، وكل التقدير لدوره حفاظا على اللغة، ولكن مع العلوم الموضوعة سيكون صعبا، وهذه أمور يجب أن تؤخذ فى الاعتبار، فحتى لو أن دولا تدرس جزءا بلغتها، فكل المراجع بالإنجليزية وأغلبها لاتينى، باعتبارها اللغة الأكثر انتشارا.

 

مضيفا: أيضا التعامل مع العالم علميا سيتأثر ويحدث فرق، ونحن بحاجة أن نقترب منهم أكثر، فلا بد من مواكبة العالم الخارجى.

 

وقال د. وليد: لا بد من مناقشة هذه الدراسة مجتمعيا فى الأوساط العلمية والطبية من قبل النقابات المهنية وأساتذة الجامعات وأن توضع مقترحاتهم فى الاعتبار، فالعالم كله يتجه ناحية اللغة ويجب مواكبة العالم حتى لا نتعرض لإشكالية.

 

مضيفا: لابد من توضيح مهم لوجهة نظرهم فى فكرة التعريب، وتوضيح الهدف من فكرة التعريب ومناقشته فى المجتمع الطبى، فأتحفظ على الفكرة إلا لو أن لديهم وجهة نظر لا نعرفها وأكيد أن طرح فكرة وراءه وجهة نظر تحترم، فلا بد من معرفتها وعرضها للنقاش فيما بين المختصين.

 

الدكتور محمد فريد حمدى أمين عام نقابة الأطباء قال: «قرأنا فى وسائل التواصل الاجتماعى أن الأزهر قرر تدريس الطب باللغة العربية، ثم أصدر بيانا نفى هذا القرار، وأوضح أن الموضوع عبارة عن دراسة لتعريب مصطلحات العلوم الطبية، بداية أؤكد أن اللغة العربية ركن ركين للهوية المصرية وكلنا نعتز بلغتنا العربية ونشعر بالضيق عندما نرى عناوين وأسماء محلات ولافتات ومقاهى مكتوبة بلغة أجنبية، لأن اللغة العربية من سمات الهوية ويجب أن نحافظ عليها، لكن بالنسبة لتدريس الطب باللغة العربية له محاذير، كثير من الدول تدرس الطب بلغتها القومية، لكن بالنسبة للغة العربية لا توجد مراجع ولا كتب ولا رسائل ولا أبحاث باللغة العربية وإنما اللغة الإنجليزية أصبحت لغة العلم والتكنولوجيا والأبحاث، وبالتالى طالب الطب لو درس باللغة عربية سيجد صعوبة بعد إنهاء الدراسة فى أن يواكب المعلومات الحديثة التى تستجد، وبالتالى لا يلحق بمصاف التقدم فى مستجدات علم الطب.

 

مضيفا: أنا لست مع تدريس الطب باللغة العربية فى الوقت الحالى، ولكى نطبق هذا لا بد له من تمهيد وأن الكتب والمراجع والأبحاث الطبية تكون متوفرة باللغة العربية، وإذا حدث هذا لكن تكون هناك مشكلة فى تدريسه باللغة العربية، فحاليا اللغة الإنجليزية هى لغة العلم والأبحاث.

 

وقال: الطالب الذى يدرس الطب حاليا يجد صعوبة فى بداية التحاقه بكلية الطب عندما يتحول من الدراسة باللغة العربية فى التعليم ما قبل الجامعى، إلى اللغة الإنجليزية فى الكلية وسرعان ما يتأقلم ويحفظ المصطلحات باللغة الإنجليزية، سوف تنعكس الآية وبعد تخرجه ودراسته بالإنجليزية سبع سنوات أو أكثر، وبعد ذلك إذا أراد إجراء أبحاث أو دراسات عليا سيفاجأ أنه يحتاج القراءة باللغة الإنجليزية وستكون غريبة عنه وسيجد صعوبة، فالصعوبة أنه حاليا مواكبة الأحداث والعلم والأبحاث والنشر العلمى بالمجلات العلمية، ونعتمد فى كثير معلوماتنا على المؤلفات المنتجة بالخارج وليس داخل مصر للأسف الشديد.

 

مضيفا: لكن عندما نشر الأزهر تصحيحا قال إنها دراسة ومحاولة لتعريب بعض المصطلحات الطبية، وهذه ليست المحاولة الأولى وكانت هناك محاولات سابقة فى جامعات أخرى، ولكنها لم تنجح لصعوبة التأقلم مع البحث فى المجلات العلمية والدوريات والأبحاث المعدة باللغة الإنجليزية.

 

وقال د. محمد: أنا لست ضد اللغة العربية ولست ضد تعريب بعض المصطلحات باللغة العربية لفهمها باللغة الأم، وينطوى على اعتزاز بلغتنا، لكن أنا ضد تدريس الطب باللغة العربية وضد التفكير حتى فى ذلك فى الوقت الحالى، فالتدريس غير التعريب، فالتعريب معرفة معنى المصطلحات الأجنبية باللغة العربية التى نتعامل بها، لكن التدريس معناه أن يكون الشرح والامتحان باللغة العربية.

 

وقال د. محمد: فكرة تدريس الطب باللغة العربية طبقت فى سوريا ولكنها تجربة محدودة النجاح، فالطلبة يفتقدون إلى الكتب والمراجع لإكمال دراستهم ويتجهون لترجمتها والموضوع يكون صعبا عليهم.

 

مضيفا: كنقابة أطباء حاليا لن نناقشه لأنه كما أوضح البيان ليس قرار تدريس للطب باللغة العربية، لكن لو أنه قرار تدريس ستتم مناقشته، لكن لو محاولة تعريب فقط للمصطلحات لن يؤثر على الدراسة فى شيء، وبالتالى من المهم توضيح الدراسة والهدف منها بدقة.