تحدث الكاتب الصحفى، عبد المحسن سلامة، المرشح على مقعد نقيب الصحفيين. خلال لقاء موسع، استمر لأكثر من ساعتين، مع عدد من الكتاب الصحفيين بمؤسسة دار الهلال، فى جميع الملفات المتعلقة بالنقابة، وسط أجواء من المحبة، وكان عنوان اللقاء الشفافية والمكاشفة، وقال إن ترشحه لانتخابات نقيب الصحفيين جاء لأنه يمتلك مشروعًا مهنيًا يسعى لتطبيقه، موضحا: «لدى رؤية واضحة لمستقبل النقابة، وأهدف إلى خدمة الصحفيين بناءً على ما جمعته من خبرات طوال مسيرتى المهنية، بما فى ذلك شغلى لمنصب النقيب ورئاسة مجلس إدارة مؤسسة الأهرام».
وشهد اللقاء، حضور عدد من قيادات المؤسسة والكتاب البارزين بالدار، وفى مقدمتهم، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، عمر أحمد سامي، ورئيس تحرير المصور، الكاتب الصحفى عبد اللطيف حامد، ورئيس تحرير بوابة الهلال ومجلة الهلال، الكاتب الصحفى طه فرغلي، ورئيس تحرير مجلة حواء والكواكب وطبيبك الخاص، الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى،
واستعرض «سلامة» برنامجه الانتخابى الذى يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: الحريات، المهنية، والجانب الاقتصادي، مؤكدًا أن هدفه هو خدمة الصحفيين وتعزيز دور النقابة كحصن لحماية حقوقهم.
وفيما يتعلق بمحور الحريات، قال «سلامة» إنه لا صحافة بدون حرية، مشيرًا إلى أن الحريات هى المحور الأول فى برنامجه الانتخابي، وتعهد ببذل جهود كبيرة لتحقيق طفرة فى ملف الحريات، والعمل على تعزيز الحريات الصحفية كجزء أساسى من دورى كنقيب، منوهاً بأن الدولة المصرية تدعم هذا الملف، وأنه سيعمل بالتعاون مع الجهات المعنية لتحقيق تقدم ملموس فى هذا الشأن.
وعن المحور المهنى، كشف «سلامة» عن خططه لتطوير معهد التدريب الصحفى لتحويله إلى معهد أكاديمي، مؤكدًا أن النقابة ستكون مفتوحة للجميع، دون تفرقة بين الصحفيين على أساس انتماءاتهم أو مؤسساتهم، مشددًا على أنه «نقيب لكل الصحفيين».
وأشار إلى أن برنامجه الانتخابى يحمل العديد من الحلول للأزمات التى تواجه المهنة، متعهدًا بالعمل على تعيين الصحفيين المؤقتين بالمؤسسات القومية، مع وضع آليات لفتح التعيينات تدريجيًا، لافتا إلى أن فتح باب التعيينات فى المؤسسات القومية «بات ضرورة»، وأن يستمر التعيين وفق ضوابط، لأن المؤسسات فى حاجة إلى دماء جديدة بدل الصحفيين الذين يحالون للمعاش، لنصل إلى مرحلة التوازن بما يتوافق مع ظروف كل مؤسسة، بالإضافة إلى أهمية بحث إلحاق الصحفيين بالمواقع الإلكترونية بالنقابة وإيجاد الوسيلة المناسبة لذلك.
«سلامة» أكد أن الصحافة مهنة مهمة جدا ولها مستقبل ولن تموت أو يتقلص دورها، كما يردد البعض، وهى وحدها القادرة أن تنقل للعالم كل الأحداث الهامة، لافتا إلى أنه يتمنى أن تكون انتخابات التجديد النصفى بنقابة الصحفيين، معركة مهنية محترمة جديرة ولائقة بنقابة الصحفيين.
وأضاف: نحتاج نقابة قوية تحقق مكاسب للصحفيين فى مختلف المجالات، سواء فى تعظيم أهمية كارنيه الصحفى وتوفير التدريب الكافى له؛ بما ينعكس إيجابيا فى ممارسة المهنة باقتدار، وأيضًا تقديم حزمة من الخدمات الاقتصادية المتكاملة لدعم الصحفيين وتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وتعهد «سلامة» ببذل جهود كبيرة لتحقيق طفرة فى ملف التدريب لتحويله إلى معهد أكاديمى معترف به من المجلس الأعلى للجامعات، ليمنح درجات الماجستير والدكتوراه، لافتًا إلى أن هذا التطوير سيسهم فى رفع مستوى التدريب والتأهيل الصحفي، ما ينعكس إيجابًا على أداء الصحفيين وجودة العمل الصحفى بشكل عام.
كما أعلن عن خططه لإعادة تفعيل مشروع مستشفى الصحفيين، مؤكدًا أن المستشفى ستكون مصدرًا للدخل لدعم علاج الصحفيين، على غرار مستشفيات المعلمين والمقاولين، لافتا أن: «مستشفى الصحفيين ليس بديلًا عن مشروع العلاج الحالي، ولكنه سيكون مكملا له، وسنعمل على تطوير مشروع العلاج وإعادة المعامل والأطباء الذين خرجوا منه»، موضحا أن المستشفى سيكون على أرض 6 أكتوبر، وسيكون صرحا طبيا يخدم الصحفيين وأسرهم، مع تقديم خدمات طبية متميزة تليق بهم، واعدًا أن يخرج المستشفى للنور خلال عامين، مشيرًا إلى أن المستشفى سيخصص جزءًا من دخله لتمويل مشروع العلاج وتحسين خدماته.
أما المحور الاقتصادي، فتحدث «سلامة» عن حزمة اقتصادية غير مسبوقة يُخطط لتقديمها لدعم الصحفيين، بما فى ذلك زيادة البدل وتحسين الأوضاع المادية، مؤكدًا أن هذه الحزمة ستلبى جزءًا كبيرًا من طموحات الصحفيين، مشيرًا إلى إنجازاته السابقة فى توفير شقق ومنافع اقتصادية للصحفيين خلال فترة توليه منصب النقيب سابقًا.
وشدد عبدالمحسن سلامة على أنه سيكون نقيبًا لكل الصحفيين دون تمييز بين المؤسسات القومية أو الخاصة، قائلًا: «لا فرق بين الصحفيين سوى بالمهنية»، وذكر أنه خلال فترة توليه منصب النقيب سابقًا، حقق العديد من الإنجازات، مثل توفير 800 عضوية فى نادى الزمالك، وإنشاء معارض للسلع والمنتجات لصالح الصحفيين، منوهًا بأن النقابة فى عهده كانت «خلية نحل»، وستعود إلى ذلك النشاط والحيوية مرة أخرى.
كما أشار «سلامة» إلى جهوده السابقة فى ملف مشروع مدينة الصحفيين، حيث شكل لجنة لإنهاء الإجراءات المتعلقة بالمشروع، وتعهد بمواصلة دعم هذا المشروع فى حال فوزه، مؤكدًا أن المدينة ستكون مصدرًا للدخل ودعمًا للصحفيين، وقال: «مشروع مدينة الصحفيين هو حلم كبير، وسأعمل على تحقيقه بالتعاون مع الزملاء والجهات المعنية».
وفيما يتعلق بالصحفيين المتعطلين، كشف «سلامة» عن خططه لإعادة إحياء موقع إلكترونى موحد للصحف الحزبية المتعثرة، والذى كان قد أنشأه خلال فترة توليه منصب النقيب سابقًا، مؤكدا أن هذا الموقع سيسهم فى توفير فرص عمل للصحفيين المتضررين من إغلاق تلك الصحف، قائلًا: «سأعمل على إعادة تفعيل هذا المشروع لضمان استمرار الصحفيين فى العمل وعدم فقدان مصدر رزقهم».
ودعا «سلامة»، إلى التنافس الشريف بين المرشحين، مؤكدًا أن الانتخابات يجب أن تكون معركة مهنية محترمة تعكس قيم الزمالة والاحترام المتبادل، مشددًا على أن الانتخابات معركة وستنتهى، ولكن تبقى الزمالة.
لافتا إلى أنه يرفض أى لغة غير راقية أو هجومية، داعيًا إلى تقديم نموذج ديمقراطى يليق بنقابة الصحفيين، وأضاف: «أكن كل الاحترام والتقدير لكل المرشحين، وخاصة خالد البلشى، وأتمنى أن تكون الانتخابات نموذجًا للتنافس الشريف».
وحول حملات الهجوم من قبل بعض أنصار المرشحين: عقب سلامة «نترفع عن هذه الإساءات، وهذا ليس دورنا ولا يليق بنا ذلك، وأنا مؤمن بأن المهنة لها مستقبل ولا صحة لمن يقول إن المهنة ماتت».
وأضاف: «رسالتى لأنصارى أربأ بنفسى عن أى ملاسنات أو لغة غير راقية نحو البعض، فهذا لا يتناسب مع عملى الصحفى والمهنى وتاريخى الذى يمتد لنحو 40 عامًا، وأقول لكل أنصارى والداعمين لى لست مسؤولًا عن أى تطاول نحو البعض وأرفضه بشدة، وأتمنى من المرشحين أن يقوموا بذلك، فالتطاول والهجوم على الآخرين لغة أنا ضدها».
وأطلق «سلامة» مبادرة لتوقيع العقاب على أى زميل يحاول الوقيعة ونشر الشائعات والتلاسن خلال المعركة الانتخابية مع الزميل خالد البلشى المرشح على مقعد النقيب.
وفى نهاية اللقاء، أكد عبد المحسن سلامة أن برنامجه الانتخابى متكامل وقائم على رؤية واضحة لتطوير النقابة وخدمة الصحفيين، متمنيًا أن يحظى بثقة الزملاء والزميلات فى الجمعية العمومية، وسيعمل بكل جهد لتحقيق طموحاتهم وتعزيز دور النقابة كحصن لحماية حقوقهم، لافتًا إلى أنه من مصلحة الجميع أن تكون لدينا نقابة قوية ومهنية تستوعب جميع الأعضاء على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية، وهذا ما تعلمناه من النقباء العظام بأن نخلع انتماءاتنا على باب نقابة الصحفيين.