رغم تصريحاته الدائمة حول رفضه تكرار نفسه فنيًا، وتقديم أجزاء ثانية من أعماله الدرامية، إلا أن الفنان ياسر جلال، قرر خوض منافسات «دراما رمضان 2025» بالجزء الثانى من مسلسل «جودر» المأخوذ عن حكايات «ألف ليلة وليلة»، وذلك بعد النجاح الكبير الذى حققه الجزء الأول من المسلسل بعد عرضه فى رمضان 2024.
«المصور»، التقت «ياسر»، لتتحدث معه عن الأسباب التى دفعته للتخلى عن مبدأ «عدم تقديم جزء ثانى»، وقراره بالمنافسة بـ «جودر 2»، هذا إلى جانب الحديث عن كواليس العمل والصعوبة التى واجهته، وأيضا عن طموحاته القادمة ونيته لتقديم جزء ثالث أم لا، فضلا عن أمنياته وأحلامه العملية التى لم يحققها حتى الآن.. فإلى نص الحوار..
ما الذى دفعك لتقديم جزء ثان من مسلسل «جودر»، رغم تصريحاتك السابقة المتعلقة برفضك فكرة «الأجزاء» فى الأعمال الدرامية؟
فى البداية، من الواجب التوضيح أن «جودر 2» عبارة عن 15 حلقة، وذلك استكمالا للحلقات الـ 15 التى عُرضت فى رمضان الماضى وبهذا نكون استكملنا الثلاثين حلقة التى تم تصويرها من مغامرات «جودر المصري»، كما أننى أعتبر المسلسل عملا واحدا مرتبطا ببعضه، ومكونا من 30 حلقة لكن _ فى الوقت ذاته_ قُسم إلى جزأين.
وإلى جانب ما سبق، أريد أن أشير إلى أننى لا أرفض سلسلة الأجزاء فى الأعمال الدرامية، بل على العكس تمامًا أرى أنه شىء إيجابى، خصوصا لو كان عملا به رسائل وقيم، فالأجزاء العديدة تجعل الجمهور يرتبط به، لكننى لا أحب تكرار نفسى لذلك لا أفضل عمل أجزاء متكررة من نفس العمل.
هل هذا يعنى أننا لن نكون أمام «جودر3» العام المقبل؟
لا أحب التكرار كما ذكرت، لكن إذا طلب الجمهور جزءا جديدا، واستقرت شركة الإنتاج على تنفيذ هذا الطلب من الممكن أن أستجيب إلى رغبة الجمهور، لكننى مازلت عند رأيى، أننى أحب التنوع فى الشخصيات التى أقدمها ولا أحب التكرار .
ما الصعوبات التى واجهتك فى تصوير المسلسل خاصة أنك تقدم شخصيتين؟
بالطبع لا أقف أمام أى صعوبات أتعرض إليها، لأننى دائما أكون مهموما بجودة ومحتوى العمل الذى أقدمه، لذلك أتحمل أى صعوبات، خاصة أن الأعمال الخيالية لا بد وأن تتضمن صعوبة فى التصوير بسبب الأماكن والجرافيك، ومررت بالفعل بصعوبات عديدة منها التصوير فى أماكن مختلفة عديدة ومعظمها مناطق صعبة وبعيدة، ومنها منطقة جبلية فى دولة المغرب شديدة البرودة والملابس خفيفة بسبب تفاصيل الشخصية، خاصة بعد تقديمى لشخصيتين «شهريار وجودر» لا بد من التركيز فى كل منهما، خاصة وأن شهريار يستمع لحكاية «جودر» فنرى المسلسل كاملًا بعيون شهريار الذى يستمع لحكاية «جودر» وهو يتخيل نفسه كأنه يعيش المغامرة مع « جودر» وهما شخصيتان مختلفتان تمامًا، وكان تجسيدهما سويًا صعبا، بسبب أن الملك شهريار له شكل مختلف عن شكل «جودر»، فضلا عن اختلاف المراحل العمرية التى يمر بها جودر الذى يبدأ الأحداث وعمره 30 عاما، ثم تستمر حتى يصبح عمره 45 عاما، لكننى استطعت التغلب على كل تلك الصعوبات لأن هدفى الدائم هو كيفية خروج العمل بأفضل جودة وأداء ممكن.
كيف استطعت التحضير للشخصيتين فى آن واحد؟
من أصعب الأشياء تقديمى لشخصيتين فى عمل فنى واحد، والعمل كله يحمل صعوبة وتحديا فى الوقت نفسه، والشخصيتان مختلفتان عن بعضهما تماما، لكن تظل من أهم الأدوات التى ساعدتنى فى التحضير للشخصيتين هو تصويرى للمشاهد بفارق زمنى بينها، بمعنى أننى قمت بتصوير جميع مشاهد شخصية «شهريار» أولا، وبعدما انتهيت منها بدأت فى تصوير مشاهد «جودر»، هذا فضلا عن أن كل عمل فنى أقدمه أقرأه جيدا وأذاكره لأخلق أبعادا عديدة للشخصية التى أقدمها، ولهذا أقول :إن أسلحتى التى أستند إليها فى عملى «قراءة ومذاكرة الورق جيدا»، وبفضل الله استطعت التركيز وقراءة العمل جيدا حتى أستطيع الفصل بين جميع الشخصيات .
كيف طورت شخصية «جودر2»، وهل هناك اختلاف بين الشخصيات فى الجزء الأول والثانى؟
أطور الشخصية بالقراءة المستمرة وعقد النية الدائمة على التعامل بأن هذا العمل لا بد أن يظل فى ذاكرة الدراما المصرية والعربية، وليظل علامة وبصمة مهمة لا ينساها المشاهدون حتى بعد رحيلنا، لأننى مؤمن بأن العمل الجيد عمره أطول من الأشخاص، لذلك أتمنى النجاح فى الجزء الثانى أكثر من النجاح الذى حققه الجزء الأول، وأتمنى تحقيق النجاح الذى أتمناه مع انتهاء عرض الجزء الثانى لأننى بطبعى طموح.
ذكرت بأنك ترغب فى ترك أعمال بها رسائل وقيم تعيش فى ذاكرة السينما المصرية.. ما الرسائل والقيم التى يقدمها مسلسل «جودر2»؟
«جودر2» به رسائل اجتماعية عديدة فضلا عن القيم التى تخاطب الطفل بأن الخير دائما ينتصر على الشر، بالإضافة إلى الرسائل الاجتماعية والإنسانية والعلاقات بين الشعوب العربية، وبعض الرسائل الأخرى التى سيكتشفها الجمهور مع باقى الحلقات، بل أريد أن أترك للمشاهدين اكتشاف هذه الرسائل والأهداف التى أعتبرها فى منتهى الأهمية .
هل واجهت صعوبة فى الموافقة على النص الدرامى منذ الجزء الأول والمأخوذ من حكايات «ألف ليلة وليلة»؟
على العكس تمامًا، أعتبر أن من أهم عوامل نجاح «جودر» أنه مأخوذ عن حكايات «ألف ليلة وليلة»، لأنه جعل العمل مختلفا، ويتناول حكايات من «ألف ليلة وليلة» التى كنا نعتاد على مشاهدتها خلال الشهر الفضيل،غير أننا فى السنوات الأخيرة افتقدنا مشاهدة هذه الحكايات، وهذا ما جعلنا نقدم الحكاية بشغف وأيضا شاهدنا الجمهور وهو متشوق لأنه كان يفتقد تلك الحكايات فى شهر رمضان، ومع التطور التكنولوجى حاليا استطعنا تقديم حكاية مختلفة من خلال التصوير والديكور والملابس والجرافيك والإكسسوار، لذلك أعتبر أننى محظوظ بأن هذا النص تم عرضه علىّ العام الماضى لأننى أحب التحدى وأحب تقديم كل شىء مختلف، وهذا المسلسل مختلف فى مسيرتى الفنية كلها، وأنا سعيد به جدا.
ما هو رد فعلك بعد ترجمة «جودر» وعرضه على منصة أجنبية، روسية تحديدًا؟
بالطبع سعيد جدا بهذه الخطوة بل شعرت بأننا نصل للعالمية بمسلسل «جودر 2» بل أرى أنه إنجاز كبير وفخر للدراما المصرية والعربية، وأريد أن أشير إلى أنه سينتقل قريبا إلى منصة صينية عالمية وسيتم ترجمته، وذلك لأن التراث المصرى والعربى يحظى باهتمام دولى كبير، وإننى وجميع أفراد العمل فخورون جدا بعرض المسلسل على منصات أجنبية ونتمنى هذا لجميع الأعمال المصرية.
ما علاقتك بالسوشيال ميديا، وما رأيك فى الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعى؟
فى السابق لم يكن لدى أى حسابات على أى مواقع تواصل اجتماعى، ولم أكن مهتمًا بالسوشيال ميديا أو التواصل الاجتماعى، ولكننى فوجئت بكمية كبيرة جدا من الحسابات المزيفة، لذلك نصحنى الكثير من الزملاء الإعلاميين والفنانين والصحفيين بضرورة التواجد رسميًا بحساب إلكترونى يتم توثيقه، وذلك بهدف التفاعل مع جمهورى مباشرة، وأيضا لأتجنب الحسابات المزيفة.
ما رأيك فى الهجوم الذى يتعرض له الفنانون على السوشيال ميديا؟
الفنان شخصية عامة ومشهورة ولا بد أن يتقبل النقد والشائعات طالما ارتضى أن يكون شخصية شهيرة، لأن هذا الأمر هو ضريبة الشهرة ولكونه شخصية عامة فلابد أن يتقبل جميع الآراء، وأرى أيضا أنه يستطيع الرد على الجمهور بالطريقة التى يريدها أو التجاهل إذا أراد، لكن لا يمكن أبدًا منع الجمهور من التعبير عن رأيه سواء بالسلب أو بالإيجاب.
إذن هل تتأثر بآراء الجمهور فى اختيار أدوارك؟
بالتأكيد.. لأننى مؤمن دائما بأن الجمهور هو الأساس فى أى عمل فني، ولذا أحرص دائمًا على معرفة الآراء سواء كانت بالسلب أو بالإيجاب، وطوال حياتى الفنية أتابع مقالات النقاد وتعليقات الجمهور السلبية حتى أتعلم منها وأطور ذاتى.
مقابل تواجدك الدرامى أنت غائب عن السينما، ما السبب؟
مازال هناك مشروعان أستعد لهما فى السينما وأنتظر توفير الوقت لتصويرهما، وذلك بسبب عدم تفرغى لأن العمل فى الدراما صعب ويستهلك وقتا ومجهودا كبيرا، خاصة مسلسل «جودر» لأننى أهتم بكافة التفاصيل والملابس الخاصة به وأرغب أن أوضح هنا أننى أتمنى تقديم عمل فنى عن القضية الفلسطينية، وبالتحديد عن غزة التى عانت وما زالت تعانى، ويظل حلم تصوير عمل فنى عن غزة من أهم أحلامى.
كيف ترى المنافسة خلال هذا الماراثون الرمضانى؟
لا أرى أن هناك منافسة رمضانية من الأساس، ولكننى أرى مشاركات فنية لجميع الفنانين خلال الشهر الكريم، وكل فنان يسعى لتقديم عمل فنى هام وجيد بهدف إسعاد الجمهور، وجميعنا نكمل رسالة البهجة الدرامية خلال شهر رمضان، وهدفنا الارتقاء بالفن المصرى داخل مصر وخارجها، كما أن نجاح زملائى وتصدرهم الأعلى مشاهدة نجاح لى، فجميعنا هدفنا نجاح الدراما المصرية والعربية وانتشارها.
أخيرًا.. ما الأعمال التى تحرص على متابعتها خلال شهر رمضان؟
إننى دائما شديد الحرص على متابعة معظم المسلسلات حتى أستطيع تهنئة زملائى عليها، بلا استثناء، وأحب الجلوس بجوار أسرتى، لنتابع الأعمال الرمضانية وأيضا رمضان بالنسبة لى عائلى وطقوسه عديدة مثل العبادة والصلوات والبهجة التى يأتى بها علينا هذا الشهر الكريم.

