.أطلّ الفنان حمادة هلال، بنسخة جديدة من سلسلته الدرامية «المداح»، التى حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا فى الأعوام السابقة، ورغم أنها لم تكمل بثّ نهايتها، إلا أن الجزء الخامس «أسطورة العهد» خطف الأضواء فى الموسم الرمضانى 2025، بل وأثار الجدل كعادته.
التقت مجلة «المصوّر» بالنجم حمادة هلال ليعبر عن سعادته البالغة بشأن ردود الأفعال التى حققتها الحلقات التى عُرضت من الجزء الخامس، مؤكدًا أن هذا الجزء مختلف عما سبق إذاعته، مشيرًا إلى أن هدفه هو توعية الجمهور بعدم الاقتراب من عالم الجن والدجل والشعوذة، بل التحصن الدائم بذكر الله عز وجل.
فى البداية.. من وجهة نظرك ما سر نجاح سلسلة «المداح» طيلة 5 سنوات؟
سبب نجاح مسلسل «المداح» بأجزائه الخمسة هو وجود المخرج الكبير أحمد سمير فرج، والمؤلفان أمين جمال وشريف يسرى، وأرى أن هذا المثلث السبب فى التألق لأنهم مؤمنون برسالة المسلسل، فضلا عن انجذاب شريحة كبيرة من الجمهور إلى أحداث الفانتازيا والخيال، وهذا ما حققه العمل، الذى أصبح وجبة دسمة مسلية للمشاهد، ولولا مطالب الجمهور باستمرار سلسلة «المداح»، لما كنا سعينا لتقديم جزء خامس فى رمضان 2025.
وهل أنت مؤمن بالأحداث التى يطرحها المسلسل ووجود الجن والقرين والتحدث إليهم بالفعل؟
مثلها ما ذكرت قبل ذلك، المسلسل ما هو إلا للترفيه والتسلية وليس لمخاطبة العالم السفلي، وإن كانت هناك رسالة موجهة فهى ضرورة التقرب من الله والتحصين بالقرآن والابتعاد عن الدجل والشعوذة، لأن علاقة الإنسان بالجن موجودة فى الحقيقة، والإنس هم مَن يذهبون طواعية إلى طريق الجن، بينما إذا كان الإنسان مسالمًا فلن تكون له علاقة معهم ولن يتسببوا له فى مشكلات، وعالم الجن موجود مثل عالمنا هذا، ولكنهم لا يقبلون الأذى، بالمثل نحن، إذا وجدنا أذى فسندافع عن أنفسنا.. وهذا ما طرحه المسلسل منذ الجزء الأول، فـ«صابر» كان السبب فى ظهور الجن له، لأنه هو مَن دخل عالمهم، ولم يستطِع الخروج بل تعرض للأذى وهذا موجود فى الواقع، ومَن يتبع طريق الدجل يتعرض للأذى بشكل كبير سواء فى حياته أو عمله أو ذويه والمحيطين به، ولذلك أنا مؤمن بالتحصين دائما والحفاظ على الأذكار الصباحية والمسائية، «ومَن يتِّقِ الله يجعلْ له مخرجًا»، وأقول مرة أخرى إن جانبًا كبيرًا من الأحداث «خيالى» وليس له علاقة بالواقع.
لماذا تمت تسمية المسلسل «المداح» بـ«أسطورة العهد» بدلا من تسمية «المداح» الجزء الخامس مثلا؟
لأن العهد هذا هو الذى يجتمع عليه أى مجموعة سواء من أهل الخير أو من أنصار الشر، ولأن هذا الجزء يسلّط الضوء على المعركة بين الخير والشر، وجدنا أن اسم أسطورة العهد هو الأنسب، وأيضا لا بد أن نجدد فى كل لحظة عهدنا مع الله، ونتحصن بذكره دائما لأجل العهد المفتوح بين المخلوق والخالق سبحانه.
ألم تخشَ من تكرار نفسك والهجوم عليك بعد تقديم جزء خامس؟
مطلقا، لم أخشَ من تكرار نفسى لأن «المداح» أصبح سلسلة درامية تعلّق بها المشاهد، ثم إن الجمهور هو مَن طلب جزءًا خامسًا، وأنا سعيد بالاستثمار فى النجاح، لأن الأجزاء الماضية عندما حققت ردود أفعال إيجابية كان الجمهور نفسه يطالبنا بعمل امتداد لسلسلة «المداح»، فضلا عن أننا بالفعل لا نكرر أنفسنا ولا نشبه أحدًا، نحن نعمل فى منطقة درامية مختلفة، كما أننى أصررت على تقديم أجزاء متعددة من المسلسل، لأنه بعيد عن الدراما التقليدية، بالإضافة إلى القصة الجديدة التى نقدمها هذا العام والمعركة بين الخير والشر، ثم إننى دائما أحب تلبية طلب جمهورى فيما يرغب فيه، فالكتابة والإخراج والتصوير دائما متجددة، لذلك سيشعر الجمهور بما نقدمه من أحداث مثيرة هذا العام.
صف لنا، هل واجهتم تحديات وصعوبات خلال تصوير هذا الجزء؟
الصعوبات كانت فى أماكن التصوير فقط وليس فى وقت العمل أو الكواليس، لأننا ذهبنا إلى جبال وأماكن تصوير عديدة بها صحراء ورمال، وخصوصا التصوير فى الجزء الخامس كان الأكثر صعوبة بسبب الأماكن، لكن أريد أن أقول إن مصر جميلة، ولدينا مناطق جبلية ورملية، لم يتخيل أحد أنها موجودة فى بلادنا، واكتشفت أن هناك أماكن لا يشاهدها الناس ولا يعلمون عنها شيئًا.
مسلسل «المداح» 2025، أصبح يضم عددًا كبيرًا من الفنانين.. هل هذا يعنى أنك من أنصار البطولة الجماعية؟
أنا سعيد بأن النجوم يرحّبون بالتعاون معى فى «المداح» عندما نتواصل معهم، بل أصبحوا يتعاملون مع المسلسل، وكأنه «براند» مفضل، الكل يتهافت للمشاركة حبا فى العمل، وليس من أجل المادة، والفنانة غادة عادل لأول مرة تشارك فى ملحمة «المداح» هذا العام، ولكنها قالت لى إنها لا تهتم بأى مقابل مادى لأنها تشارك فى المسلسل بحب، وأرى أن هذا سر نجاح «المداح» منذ الجزء الأول حتى الآن.. لذا فأنا ضد البطولة المطلقة أو أن النجاح يُنسب لشخص واحد فقط، بل إن كل النجوم المشاركين فى العمل، وكل الفريق أمام وخلف الكاميرا هم سبب النجاح.
كان قد انتشر على مزاعم مواقع التواصل الاجتماعى بأن بعض العاملين فى أسرة «المداح» تأذى بسبب الطلاسم والتعاويذ.. ما حقيقة هذا الكلام؟
مجرد شائعات بالطبع، وأعتقد أن الجمهور الواعى الذى يشاهد «المداح» لن يسمح لأطفاله أن يشاهدوه إذا كان يحتوى على طلاسم حقيقية، بينما معظم جمهور «المداح» من الأطفال فى الأساس، ويطلقون على «صابر» بأنه بطل يحارب الشر، كما أننى لا أجرؤ أنا أو فريق العمل على التطرق نحو قراءة طلاسم أو تعاويذ حقيقية خاصة بالسحر، لأننا سنضر أنفسنا أولا قبل الجمهور، وكل ما أردده خلال أحداث المسلسل ما هى إلا بعض الأدعية والآيات القرآنية فقط، ومنذ الجزء الأول حتى الآن لم نردد أى كلمة أو حرف خاص بأعمال الدجل والشعوذة.
ولكن انتشرت أقاويل من بعض العاملين فى المسلسل بأن هناك أشياء غريبة تحدث فى الكواليس، ومنهم الفنانة لوسي، عندما شاركت فى أجزاء ماضية؟
غير صحيح، ولكن إذا صرح أحد من فريق العمل بأن هناك أشياء غريبة قد تحدث لهم، فهذا من أثر الاندماج مع الأحداث ليس إلا، وهذا يثبت أن الممثل ممتاز ويندمج فعلا مع الشخصية قدر الإمكان، ولكن خلال الخمسة أجزاء لم يحدث شيء خارج عن المألوف ولم يؤذَ أى شخص من فريق العمل على أرض الواقع، فكلها مجرد أقاويل واندماج، ومثلما ذكرت أننا عندما نقرأ فى سياق الأحداث التخيلية طلاسم، لا نقرأ سوى آيات من القرآن والأدعية، فمن أين سيأتى الأذى.
إذن.. ما الجديد الذى يقدمه هذا الجزء وهل من الوارد تقديم جزء سادس؟
الجديد هو التحدي، وأن الإنسان يقابل نفسه، فماذا لو الإنسان فى الواقع جلس مع نفسه وخاطب جوانب الشر والخير بكل مصداقية، وهو هذا هدف الجزء الجديد، الحديث مع النفس ومراجعة أنفسنا وأعمالنا والبحث عن إذا كنا نتسبب فى أذى كل مَن حولنا دون قصد، لا بد من مقابلة الشخص لنفسه ومحاسبتها للوقوف على نقاط الشر فى شخصيته والامتناع عن أى شيء سيئ، وأيضا هنا فى هذا الجزء، «المداح» عاد من الموت بشخصية جديدة تريد إصلاح كل شيء فاسد، وبشكل عام نحب أن نقدم نصيحة لكل المشاهدين، أنه لا بد أن ننتبه لأفعالنا ولما نصنعه بأيدينا، ومن الممكن أن نؤذى أحدا بالفعل أو حتى بالقول ونحن نظن أنه شيء جيد، ولكنه شر وأذى لأنفسنا قبل الناس، وتقديم جزء سادس ليس واردًا حتى الآن.
تقصد أن الخير ليس بالضرورة أن ينتصر على الشر هذا العام فى «المداح»؟
الله خلق الخير والشر داخل كل إنسان فينا، ونحن مَن نختار نصنع الخير أو نصنع الشر، فالاختيار بيد الإنسان ومن صنع يديه، ولكن الله خلق الإنسان تائبًا بطبعه عندما يخطئ، بل دائما لديه نفس لوّامة، وهذا ما نناقشه فى هذا الجزء، وهو صراع الخير والشر داخل النفس، ولأن الله خلق الجنة والنار، خلق الإنسان الذى يخطئ ويصيب ويستغفر، وخلق الشيطان الذى يخطئ فقط ولا يصيب ولا يستغفر، وفى الدراما لا بد أن ننصر الخير حتى لا يتخذ الأطفال الشر نموذجًا، بينما نخاطب الأنفس ونحذرها من اتباع أهوائها لأن الله لا يظلم أحدًا، وليس بالضرورة أن ينتصر الخير، ولكن بالضرورة أن لا نجعل الشر ينتصر.
وفى الختام.. أين أنت من السينما، وهل سلسلة «المداح» هى السبب فى العزوف السينمائي؟
«المداح» مرهق جدا، وأماكن التصوير عديدة، فيكون الوقت ضيقًا ولا يسمح بالتركيز فى عمل آخر، ولا انكر أن الدراما مهمة والتواجد خلال الموسم الرمضانى تحديدا مهم جدًا، إلا أننى أرغب فى ترك إرث سينمائى خلفي، لأننى أرى أن السينما تعيش للتاريخ، وبالفعل أنا مقصّر فى هذا الجانب، فأنا برغم حبى لشخصية «المداح» وعشقى للدراما بشكل عام، أتمنى التفرغ والتركيز فى السينما لأننى أحبها كذلك، وأريد ترك مكتبة سينمائية بها العديد من الأعمال الهادفة، وأتمنى أن يرانى الجمهور قريبا فى عمل مختلف عبر شاشات الفن السابع.

