رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

دراسة حديثة ترصد.. إنجازات المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن سرطان الكبد


14-3-2025 | 16:51

مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الكبد

طباعة
تقرير:ايمان النجار

 تحت عنوان التقييم الاقتصادى للمبادرة الرئاسية للكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد الرئيسى فى مصر نشرت دراسة حديثة فى قمة سرطان الكبد التابعة للجمعية الأوروبية لدراسة الكبد (EASL) لعام 2025، التى عُقدت فى باريس، فى الفترة من 20 إلى 22 فبراير 2025. الدراسة أعدها الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشئون مبادرات الصحة العامة، الدكتور إسلام عنان الرئيس التنفيذى لأكسيت للأبحاث، الدكتور محمد عبدالله رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية المتكاملة ومدير برنامج رصد وإدارة سرطان الكبد فى وزارة الصحة والسكان، الدكتور وائل عبدالرازق، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية، نائب المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، والدكتور أحمد إبراهيم المدير العام لأكسيت للأبحاث.

 

الدراسة التى استغرقت نحو عام تحليلاً وكتابة جاءت مقدمتها لتوضح وضع سرطان الكبد فى مصر فذكرت، أنه «يُعد سرطان الكبد (HCC) من أكثر السرطانات انتشارًا فى مصر، وهو من الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالأورام، خاصةً فى المناطق التى تنتشر فيها معدلات الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائى C. نظرًا لارتفاع العبء الصحى لهذا المرض، أصبح الكشف المبكر عنه أمرًا بالغ الأهمية لتحسين فرص العلاج وتقليل معدلات الوفيات».

كما أشارت الدراسة إلى أنه «استنادًا إلى نجاح مبادرة مصر للقضاء على فيروس C، أطلقت الحكومة المصرية مبادرة وطنية للكشف المبكر عن سرطان الكبد وعلاجه. تسعى هذه المبادرة إلى تقديم الفحوصات المبكرة للمرضى المعرضين للخطر، مما يساعد فى تشخيصهم فى مراحل مبكرة، الأمر الذى يحسّن فرصهم فى تلقى علاج فعال ويقلل من تكاليف العلاج المتأخرة.

من جانبه قال الدكتور إسلام عنان، الرئيس التنفيذى لأكسيت للأبحاث أحد المشاركين بالدراسة: عندما أطلقت مصر المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى والذى كان من تداعياته الإصابة بسرطان الكبد، ولضمان أن تكون المبادرة الرئاسية متكاملة، كان الرجوع للحالات المصابة بفيروس سى وفق المسح وفحصها للكشف المبكر عن سرطان الكبد، وساعد على ذلك قاعدة البيانات التى وفرتها الحملة فكانت وافية وتتضمن كل شخص مصاب (طبيعة الإصابة، درجة خطورتها، مضاعفاتها)، وتم تحديد الأشخاص ممن لديهم احتمالية عالية للإصابة بسرطان الكبد وكانوا فى حدود 100 ألف شخص، وتم التواصل معهم لاستكمال فحص متابعة مجانى وتم إجراء الفحص وتم تشخيص نحو 2100 شخص فى المراحل المبكرة.

«د. إسلام»، أضاف: كان المعتاد لدينا فى سرطان الكبد اكتشاف الحالات متأخرًا فينتهى بها الأمر للوفاة السريعة للأسف، لكن فى حال الاكتشاف المبكر العلاج يحقق بنتيجة هائلة، وساهمت المبادرة فى خفض نسبة المرضى المشخصين فى المرحلة المتأخرة بنسبة 44فى المائة وهذا إنجاز مهم، أيضًا مصر عقدت صفقة جيدة مع الشركات المنتجة لأدوية سرطان الكبد وتم توفيرها بسعر يعد أرخص سعر لهذه الأدوية فى العالم، وهذا إنجاز آخر.

وتابع: أهداف الدراسة تمثلت فى ثلاثة أهداف هى، أولاً «تقييم الفوائد الصحية والاقتصادية طويلة الأمد لمبادرة الكشف المبكر عن سرطان الكبد وعلاجه»، والهدف الثانى «مقارنة تأثير المبادرة مع سيناريو عدم تنفيذها، من حيث التكاليف والعائد الاقتصادي»، وثالثا «تحليل التأثير الإيجابى للمبادرة على معدلات التشخيص المبكر ونوعية حياة المرضى».

اعتمدت الدراسة فى منهجيتها على نموذج تحليل القرارات الاقتصادية لمقارنة سيناريوهين رئيسيين، الأول تنفيذ مبادرة «الكشف المبكر والعلاج»، والسيناريو الثانى «عدم تنفيذ المبادرة _ اتباع النمط التقليدى فى التشخيص والعلاج»، وأظهرت نتائج الدراسة تأثيرًا إيجابيًا ملحوظًا للمبادرة، حيث تم فحص 97.194 مريضًا معرض لخطر الإصابة بسرطان الكبد، مما أسفر عن تشخيص 2.100 مريض فى المراحل المبكرة من المرض، كما ساهمت المبادرة فى خفض نسبة المرضى المشخصين فى المرحلة المتأخرة (المرحلة D) بنسبة 44فى المائة مقارنةً بالنمط التقليدى فى التشخيص.

وبالنسبة للتكاليف والفوائد الاقتصادية أوضحت الدراسة، أنه «بلغت التكلفة الإجمالية للمبادرة 514.95 مليون جنيه مصرى (ما يعادل 10.66 مليون دولار أمريكي)، مقارنةً بتكلفة سيناريو عدم التدخل البالغة 651.79 مليون جنيه مصرى (13.49 مليون دولار أمريكي)، وحققت المبادرة توفيرًا اقتصاديًا يزيد عن 136.5 مليون جنيه مصرى (2.83 مليون دولار أمريكي)، أيضًا انخفضت التكاليف الكلية بنسبة 21فى المائة مقارنةً بسيناريو عدم التدخل.

أما عن الفوائد الصحية فقدت ذكرت الدراسة، أن المبادرة ساهمت فى إنقاذ حياة 3.872 مريضًا، زيادة 1.505 سنة جودة حياة (QALYs) مكتسبة بفضل التشخيص المبكر والعلاج الفعّال.

وأكدت الدراسة أن مبادرة الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد فى مصر حققت فوائد صحية واقتصادية كبيرة، حيث ساعدت فى تقليل التكاليف العلاجية طويلة الأمد، وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة، وزيادة سنوات جودة الحياة للمرضى، وتشدد هذه النتائج على أهمية استمرار المبادرات الوطنية فى مجال الصحة العامة، وضرورة تعزيز برامج الكشف المبكر والعلاج المنهجى للأورام، مما يساهم فى تخفيف العبء الصحى والاقتصادى على الدولة.

كما أوصت الدراسة بضرورة استمرار التوسع فى تنفيذ هذه المبادرات، وضمان استدامتها من خلال التعاون بين الجهات الصحية وصناع القرار، وذلك لتعزيز جودة الرعاية الصحية فى مصر وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة. وتضمنت الدراسة تسليط الضوء على الإنجازات البارزة لمصر فى مجال مكافحة سرطان الكبد، وإبراز الفوائد الصحية والاقتصادية لهذه المبادرة الرئاسية التى تعزز جهود الدولة نحو تحسين صحة المواطنين وتقليل العبء المالى للمرض.

الاكثر قراءة