رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

برعاية أمريكية تهجير الفلسطينيين بدأ!


27-3-2025 | 04:31

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

تصريحات ويتكوف مبعوث ترامب فى المنطقة كشفت خطأ بعض التحليلات التى ذهبت إلى وجود اختلاف فى المواقف بين أمريكا وإسرائيل بخصوص استئناف الحرب فى قطاع غزة بوحشية كبيرة .. حيث وافقت واشنطن على استئناف الحرب لتكثيف الضغط على حركة حماس حتى تلين مواقفها وتقبل باقتراح ويتكوف الذى يستهدف الإفراج عن مزيد من المحتجزين الإسرائيليين مقابل تمديد وقف إطلاق النار لبضعة أسابيع قليلة وإعادة تدفق المساعدات الإغاثية لأهل غزة والإفراج عن أعداد من الأسرى الفلسطينيين .. أما إسرائيل فإنها حينما استأنفت الحرب أرادت أن تبدأ فى تنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين خارج القطاع، وهى الخطة التى يتبناها نتنياهو وأعضاء حكومته اليمينية المتطرفة وسعى لتنفيذها منذ اليوم الأول للحرب فى الثامن من أكتوبر العام قبل الماضى(2023 ).

 

 

فقد تبين من تصريحات ويتكوف التى برر فيها الوحشية الإسرائيلية المفرطة ضد أهل غزةَ أن واشنطن موافقة على كل ما تقوم به حكومة نتنياهو، وذلك حينما لم ير مما تفعله ضد المدنيين سوى أنه دفاع عن النفس لأن حماس هى التى بدأت العدوان على حد قوله، برفضها مقترحه لتمديد المرحلة الأولى لاتفاق الهدنة، رغم أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تستهدف إلا المدنيين وتطاردهم إسرائيل بمدافعها وطائراتها وصواريخها وقناصيها فى كل مكان بالقطاع، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا وتدفعهم إلى العودة للنزوح المستمر ! .

إن ويتكوف فى تصريحاته لم تخرج منه كلمة عتاب ولو غير مباشرة لما تقوم به قوات الاحتلال لإجبار أهل غزة على المزيد من النزوح، والذى اقترن فى ذات الوقت بالإعلان عن تشكيل جبهة إسرائيلية لتنظيم ما سمى زورا بالهجرة الطوعية لأهل القطاع للخروج منه .. وهذا ليس له سوى معنى واحد فقط وهو أن واشنطن توافق على ما تفعله حكومة نتنياهو لتهجير أهل غزة .. بل ترحب به وترعاه وإلا لكان ويتكوف قد عاتب نتنياهو وحكومته على ما تفعله الآن لتنفيذ خطة تهجير أهل القطاع والتى تضمنت تحديد مسارات آمنة لخروجهم من القطاع وأماكن هذا الخروج بل والأعداد التى يمكن خروجها يوميا، كما كشف النقاب عن ذلك وزير الدفاع أو الحرب الإسرائيلى، هنا يمكننا أن نستنتج أن ترامب لم يكن جادا حينما نفى قبل أيام مضت أنه لا يوجد أحد يريد طرد أهل غزة من أرضهم .. إنه فقط قال ذلك أمام الرفض المصرى والعربى الصارم لطرد أهل غزة من أرضهم والقبول الواسع الذى لاقته الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع فى وجود أهله ودون الحاجة لطردهم خارجه كما كان يرغب ترامب، لتستولى عليه أمريكا وتحوله إلى ريفيرا الشرق كما قال وهو يعلن عن مشروعه لغزة .. فَلَو كان الرئيس الأمريكى جادا فى نفى وجود رغبة لطرد أهل غزة لكان سارع لتوجيه ولو عتاب ولوم لحكومة نتنياهو على إعلانها السافر إجراءاتها الأخيرة لتنظيم تهجير أهل غزة، لكنه لم يفعل ولا فعل أيضا مبعوثه لمنطقة الشرق الأوسط ويتكوف ! .. بل عندما تحدث عن حل لمشكلة غزة استغل ذلك لترديد الأكاذيب عن مصر، بالادعاء أنها مهددة بالإفلاس وتعانى من أزمات بطالة ضخمة، رغم أنها منتظمة فى سداد التزاماتها الخارجية وسدت العام الماضى نحو 33 مليار دولار أقساط وفوائد لديونها الخارجية، وأن تقارير البنك الدولى عن الاقتصاد المصرى تكذب أرقامه التى ذكرها عن معدل البطالة فى البلاد بين الشباب ! .

إذن خطر طرد أهل غزة من أرضهم أضحى ماثلا وبشدة الآن لأن عملية الطرد بدأتها بالفعل حكومة نتنياهو بمباركة أمريكية، لأن واشنطن لن تتمكن من استلام أرض قطاع غزة إلا خالية من سكانها كما تحدث ترامب وهو يزف خبر مشروعه لإعادة إعمار القطاع لتحويله إلى ريفيرا الشرق التى يستمتع فيها أثرياء العالم بينما يعيش أهل غزة لاجئين فى الصومال والسودان بعد أن رفضت مصر ومعها الأردن توطينهم فى أراضيها خاصة فى سيناء، وإن كانت واشنطن على ما يبدو ما برحت تُمارس ضغوطها علينا لنقبل بتوطين أعداد من أهل غزة فى سيناء، وهذا ما روجته مصادر إعلامية أمريكية عن استقبال مصر لنحو نصف مليون من سكان غزة وتوطينهم فى سيناء، وهو ما كذبته بقوة مصر مؤخرا، إذن علينا ألا نطمئن للسياسات الأمريكية وألاعيبها المختلفة، الماكرة فى ظل إدارة تقودها الآن لا تعرف إلا نهج الصفقات وتسعى لتحقيق المكاسب حتى ولو كان على حساب مصالح الآخرين بل وحياة الشعوب أيضا . . وهنا يمكننا أيضا أن نفهم الجهد الكبير الذى تبذله الآن القاهرة لإحياء اتفاق الهدنة بتنقيح اقتراح ويتكوف الأخير الذى طالبت بتعديله، أو بتقديم مقترحات جديدة لإحياء وقف إطلاق النار بعد التوصل لصفقة تبادل جزئية للأسرى والمحتجزين .. فإن وقف إطلاق النار يجهض خطة حكومة نتنياهو لتهجير أهل غزة ويوقف تنفيذها ويعطلها، وذلك حماية للقضية الفلسطينية من التصفية وحماية للأمن القومى المصرى الذى تبين أن إدارة ترامب لا تهتم كثيرا به على عكس ما ادَّعاه فى تصريحاته الأخيرة التى حفلت بالأكاذيب ونضحت بالدعم الكامل واللامحدود لإسرائيل.

أخبار الساعة