رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

جدل مستمر حكام أجانب أم تطوير التحكيم المصرى؟


31-3-2025 | 14:37

جمال الغندور و عصام عبد الفتاح

طباعة
تقرير: أحمد المندوه

فى ظل الأجواء المتوترة التى يشهدها الدورى المصرى لكرة القدم، تتصدر قضية التحكيم وخاصة مسألة اللجوء إلى الحكام الأجانب عناوين النقاشات والجدل بين الأندية والجماهير، فبينما يرى بعض الأندية أن الحكام الأجانب يمثلون ضمانة للعدالة والحيادية فى إدارة المباريات الحاسمة، يصر آخرون على أن الحكام المصريين قادرون على إدارة المباريات بكفاءة إذا توفرت لهم الظروف المناسبة والدعم اللازم، هذا التضارب فى المواقف يعكس ليس فقط اختلاف الرؤى بين الأندية، بل أيضا أزمة ثقة عميقة فى منظومة التحكيم المحلية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة منظومة الكرة المصرية على تجاوز هذه التحديات واستعادة مصداقيته، فهل يكون الحل فى اللجوء إلى الحكام الأجانب أم فى إصلاح التحكيم المصرى من جذوره؟، هذا السؤال يظل محور النقاش الذى يثير انقسامات واسعة فى عالم الكرة المصرية.

عصام عبدالفتاح، رئيس لجنة الحكام السابق، يرى أن هناك أجواء مشحونة تعيشها الكرة المصرية، وتتصدر أزمة اللجوء إلى التحكيم الأجنبى المشهد الكروى حاليا، خاصة بعد الطلب الذى قدمه النادى الأهلى لتوفير حكم أجنبى لإدارة إحدى مبارياته، ورفض رابطة الأندية واتحاد الكرة لهذا الطلب، وأشار إلى أن هذه الأزمة أثارت تساؤلات عديدة حول قدرة التحكيم المصرى على إدارة المباريات بموضوعية واحترافية، وأعادت النقاش حول مدى حاجة الدورى المصرى إلى الاستعانة بالتحكيم الأجنبى لضمان العدالة والشفافية، وأوضح أن قبل الخوض فى تفاصيل الأزمة الحالية، لا بدّ من الإشارة إلى أن أزمة التحكيم فى مصر ليست وليدة اليوم، فمنذ سنوات، يشهد الدورى المصرى جدلا مستمرا حول مستوى الحكام المحليين، حيث تتكرر الاتهامات بالتحيز والأخطاء الفادحة التى تؤثر على نتائج المباريات، هذه الأخطاء لا تقتصر على فريق معين، بل تطال جميع الأندية، مما يزيد من حالة الاحتقان ويفقد الجماهير الثقة فى نزاهة التحكيم، وفى الفترة الأخيرة، لجأت بعض الأندية إلى طلب حكام أجانب لإدارة مبارياتها، خاصة فى المواجهات الكبيرة التى تحظى باهتمام إعلامى وجماهيرى واسع، وكان الهدف من ذلك هو تجنب الأخطاء التحكيمية التى قد تؤثر على مصير البطولة، ومع ذلك، فإن هذه الخطوة لم تكن خالية من الجدل، حيث يرى البعض أنها إهانة للتحكيم المصري، بينما يؤيد آخرون هذه الخطوة كحل مؤقت لضمان العدالة. وأضاف «عبدالفتاح» فى الأسبوع الماضى، تصدر النادى الأهلى المشهد الجدالى بعد تقديمه طلبا رسميا إلى رابطة الأندية واتحاد الكرة لتوفير حكم أجنبى لإدارة مباراته أمام نادى الزمالك، جاء هذا الطلب فى إطار سعى النادى لضمان نزاهة التحكيم وتجنب أى أخطاء قد تؤثر على نتيجة المباراة، ومع ذلك، قوبل الطلب بالرفض من قِبل رابطة الأندية واتحاد الكرة، مما أثار غضب إدارة النادى الأهلى وجماهيره، وأشار إلى أن تعليق النادى الأهلى على هذا الرفض فى بيان رسمى وهذا من حقه، ولكنه غير صائب، حيث إن ذلك البيان أقر بأن قرار رابطة الأندية واتحاد الكرة جاء بحجة تأخر إدارة النادى فى طلبها وهو استقدام حكم أجنبى، وهذا يزيد من الشكوك حول قدرة التحكيم المصرى على إدارة المباريات بحيادية، كما لفت «عبدالفتاح» إلى أن النادى الأهلى فى طلبه هذا يضع علامات استفهام كبيرة حول مصداقية البطولة ومدى التزام الجهات المسؤولة بضمان العدالة للجميع، وكل تلك الأمور لا تنفى أن التحكيم المصرى يمر بمرحلة صعبة، حيث يعانى من نقص فى الكوادر المؤهلة بشكل كافٍ لإدارة المباريات الكبيرة، وهذا يرجع لعدة أسباب؛ أهمها عدم جاهزية الحكم المصرى نفسيا لمباريات القمة بين الأهلى والزمالك، وأضاف أن الأخطاء التحكيمية التى تحدث ليست دائما نتيجة تحيز، بل هى فى كثير من الأحيان نتيجة ضغوط نفسية وإعلامية هائلة يتعرض لها الحكام، ومع ذلك، أشار عبدالفتاح إلى أن اللجوء إلى التحكيم الأجنبى ليس حلا مثاليا، بل يجب العمل على تطوير الكوادر المحلية من خلال برامج تدريبية مكثفة ودعم نفسى للحكام.

وأشار جمال الغندور، رئيس لجنة الحكام السابق، إلى أن رفض رابطة الأندية واتحاد الكرة لطلب النادى الأهلى يعد قرارا متسرعا، خاصة فى ظل الأجواء المشحونة التى يعيشها الدورى المصرى، وأكد أن وجود حكام أجانب فى بعض المباريات قد يساهم فى تخفيف حدة التوتر ويمنح المباريات المزيد من المصداقية، ومع ذلك، شدد «الغندور» على أن الحل الجذرى يكمن فى إصلاح منظومة التحكيم المصرية من خلال تبنى استراتيجية طويلة الأمد تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتدريب الحكام على أعلى مستوى، على الرغم من كثرة الدورات التدريبية التى يوفرها اتحاد الكرة للحكام المصريين، فإن الأخطاء التحكيمية المتكررة تؤكد وجود مشكلة حقيقية فى المنظومة، مما يستدعى تدخلا عاجلا لإنقاذ الوضع، ولكن اللجوء إلى حكام أجانب هو حل مؤقت ولا يعالج الأسباب الجذرية للمشكلة، ولكن هناك أزمة بالفعل تطرح تساؤلات حول دور رابطة الأندية واتحاد الكرة فى إدارة هذه الأزمات، فرفض طلب النادى الأهلى دون تقديم بديل واضح يزيد من حالة الاحتقان، ويفقد الجماهير الثقة فى الجهات المسؤولة عن الكرة المصرية، فمن الطبيعى أن تطالب العديد من الأندية بضرورة إعادة هيكلة منظومة التحكيم فى مصر، مع التركيز على الشفافية والعدالة.

وأوضح «الغندور» أن أزمة اللجوء إلى التحكيم الأجنبى فى الدورى المصرى ليست مجرد أزمة عابرة، بل هى انعكاس لمشاكل عميقة فى منظومة التحكيم المصرية، وفى حين أن اللجوء إلى حكام أجانب قد يكون حلًا مؤقتًا لتخفيف حدة التوتر، فإن الحل الجذرى يكمن فى إصلاح المنظومة من خلال تدريب الحكام وتوفير الدعم النفسى والتقنى اللازم لهم، وليست دورات تدريبية عن حالات التحكيم، فهذا الأمر لم يؤتِ بثماره، كما أن على رابطة الأندية واتحاد الكرة تحمل مسؤولياتهم فى إدارة هذه الأزمات بشكل أكثر احترافية وشفافية، حتى لا تفقد البطولة مصداقيتها أمام الجماهير والأندية على حد سواء، فإن استعادة الثقة فى التحكيم المصرى تتطلب جهودا مشتركة من جميع الأطراف، لأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هى أيضا قضية عدالة وشفافية.

 

 

أخبار الساعة