رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

هل تتوقف الحرب قبل العيد؟!


5-4-2025 | 00:07

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

وسط احتجاجات إسرائيلية متصاعدة ضد استئناف الحرب واتساع الاحتجاجات الفلسطينية ضد حماس، تسعى مصر بكل قوة لوقف الحرب التى تجددت فى قطاع غزة .. وطرحت مصر اقتراحا جديدا لوقف إطلاق الناربدلا من اقتراح ويتكوف مبعوث ترامب فى منطقة الشرق الأوسط لوقف إطلاق النار الذى رفضته حماس، وأبدت استعدادا فقط للإفراج عن المحتجز الأمريكى الإسرائيلى حتى يتم العودة للتفاوض على تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة التى تقضى بوقف مستدام لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الاسرائيلى من قطاع غزة، وهو ما رفضته أمريكا وإسرائيل معا لتستأنف حكومة نتنياهو الحرب مجددا وبشكل بشع وتنتعش آمالها فى تنفيذ مخططها لتهجير أهل غزة، وهو المخطط الذى يلقى ترحيبا من إدارة ترامب

ويقضى الاقتراح المصرى الجديد أن تفرج حماس عن خمسة من المحتجزين الإسرائيليين فى غزة مقابل العودة للهدنة ووقف إطلاق النار والإفراج عن أعداد من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، واستئناف تدفق المساعدات الإغاثية لأهالى القطاع، والتفاوض على وضع جدول زمنى، من ناحية الإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين فى غزة، ومن ناحية أخرى لانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

.. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن حماس توافق على المقترح المصرى، خاصة بعد أن اتسعت المظاهرات التى خرجت ضدها فى شمال القطاع تطالب بالعودة للهدنة، وأمريكا لا ترفضه لأنه يتضمن إفراجا عن عدد قريب من العدد الذى كان يتضمنه اقتراح ويتكوف، بينما إسرائيل لم تبد حتى الآن قبولا له لأنها جهزت نفسها لاستئناف الحرب وتريد عدم وقفها لتنفيذ مخططها بتهجير أهل غزة.

وتراهن مصر على أن تُمارس واشنطن إذا تحمست لاقتراحها ضغوطا على حكومة نتنياهو للقبول، خاصة وأنه تمكنت من إقرار الموازنة الإسرائيلية فى الكنيست، مستثمرةَ اتساع الاحتجاجات الإسرائيلية التى تطالب بوقف الحرب والعودة للهدنة وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى للإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين فى غزة، لأن الحرب تهدد حياتهم وستقضى عليهم خاصة أن القصف الإسرائيلى الجديد بات يستهدف المدنيين أكثر من ذى قبل للنيل من القيادات المدنية وليست العسكرية فقط لحماس لقطع الطريق عليها للعودة إلى حكم القطاع مستقبلا . 

وتسعى مصر خلال مشاوراتها مع أمريكا وقطر وإسرائيل لأن تعود الهدنة قبل حلول عبد الفطر المبارك حتى يستقبل أهل غزة العيد بشكل أفضل أو بالأصح أقل بؤسا،بعد أن تستأنف المساعدات الإغاثية من جديد، خاصة أن ما تبقى فى القطاع من مواد غذائية وطبية بالكاد يكفى أهلها لبضعة أيام قليلة وعند حد الكفاف فقط . 

وتدرك مصر أن استمرار الحرب يمنح نتنياهو وحكومته فرصة لتنفيذ مخطط تهجير أهل غزة، وقد ظهر ذلك جليا فى إنشاء وكالة لما يسمى التهجير الطوعى لأهل غزة، وإعداد خطة تفصيلية لتنفيذ هذا التهجير تضمنت تحديد الأعداد التى يمكن تهجيرها يوميا من أهل غزة، وتحديد أيضا المنافذ التى سوف يخرجون منها إلى خارج القطاع . ولذلك تريد مصر قطع الطريق على حكومة نتنياهو لتنفيذ مخطط التهجير أو المضى قدما فيه. 

ولذلك إذا لم يتسن الوقت المحدود المتبقى على حلول قبل عيد الفطر لوقف إطلاق النار والعودة إلى التهدئة مجددا، فإن مصر سوف تستمر فى جهودها لإنقاذ الهدنة، وإنقاذ أهل غزة من المذبحة التى يتعرضون لها الآن من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، والتى تعد أكثر شراسة الآن لأن آمال اليمين المتطرف الإسرائيلى انتعشت فى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل الآن، ولا يكترث هذا اليمين المتطرف الحاكم بتزايد الاحتجاجات الإسرائيلية التى تستهدف وقف الحرب، لأنها احتجاجات تريد وقف الحرب حتى يتم استعادة المحتجزين الإسرائيليين فى غزة وبعدها يتم العودة إلى الحرب .. فإن من يحكم إسرائيل لم يقع وحده فى قبضة اليمين المتطرف، معظم إسرائيل وقعت فى قبضة اليمين المتطرف الذى يريد التخلص من الفلسطينيين فى غزة والضفة للاستيلاء الكامل على ما تبقى للفلسطينيين من أرض يمكن أن يقيموا عليها دولتهم !

أخبار الساعة